المنتخب المصري «الدفاعي» يعجز عن التسجيل في الناطحات المالية (تحليل)

أخفق المنتخب المصري في تحقيق فوزه الأول أمام منتخب مالي، بعدما تعادل المنتخبان سلبيًا، في أولى مباريات الفريقين ببطولة كأس أمم أفريقيا 2017، المقامة حاليًا في الجابون.
بدأ الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب الوطني، والفرنسي آلان جيريس، المدير الفني للمنتخب المالي، المباراة برسم تكتيكي واحد، هو «4-2-3-1» يتحول في الحالة الدفاعية ل«كوبر» إلى «4-4-1-1» و«4-5-1» ل«جيريس».
المباراة في المجمل لم يفرض فيها أي منتخب سيطرته على الآخر بشكل واضح، على المستوي الدفاعي أدي المنتخب الوطني مباراة جيدة جدًا، ولكن على المستوي الهجومي لم يظهر المنتخب بشكل جيد.
بدأ الشوط الأول بفرصة مصرية عن طريق مروان محسن، على الرغم من الرقابة اللصيقة للاعبي مالي وقلة الكثافة الهجومية للمنتخب المصري.
اعتمد لاعبو مالي على لعب الكرة بين عمقي الدفاع «أحمد حجازي وعلى جبر»، ومرت 3 كرات بين الثنائي بسبب إخفاق أحدهما في تشتيت الكرة، خاصة في الكرات العالية، على الرغم من تميزهم بطول القامة!
على الرغم من سيطرة المنتخب المصري على الكرة رقميًا «52%»، إلا أن السيطرة كلها كانت في منتصف الملعب فقط في الحالة الهجومية، وبمجرد دخول الكرة إلى الثلث الأخير لملعب مالي يفقد المنتخب المصري الكرة بسبب قلة الكثافة الهجومية.
الاعتماد على محمد النني كان غير موفق من جانب «كوبر»، خاصة أن «النني» غير جيد في زيادة الكثافة الهجومية، إلى جانب طارق حامد أيضًا، فبالتالي يعتمد المنتخب في الحالة الهجومية على 4 لاعبين مع مساندة أحمد فتحي ومحمد عبدالشافي، والتي لم تتم على الإطلاق في مباراة مالي، فطوال 90 دقيقة كاملة قام «فتحي» بلعب عرضية واحدة غير صحيحة، بينما لم يقم «عبدالشافي» بلعب أي كرات عرضية! فكان المنتخب المصري دائمًا 4 لاعبين فقط مقابل 8 أو 9 من لاعبي مالي! وكانت الكرة الوحيدة التي تقدم فيها «النني» لزيادة الكثافة الهجومية للمنتخب المصري صوبها فوق العارضة.
النني لاعب Passer يجيد تسلم الكرة وتسليمها «لأقرب لاعب»، ويجب أن يكون بجواره لاعب يجيد الناحية الهجومية ولاعب يجيد الناحية الدفاعية، أي أن «النني» يجيد في حالة الاعتماد على ثلاثي وسط مختلفي الأدوار وليس في ثنائي وسط، على الناحية الدفاعية لم يؤد «النني» بشكل جيد فلم يرتد مع الزيادة العددية من منتصف الملعب لمالي، وظهر أخطرها في الكرة التي تسببت في إصابة أحمد الشناوي، حارس مرمى المنتخب المصري.
وفي المساندة الدفاعية للظهير كوجود اللاعب في الصورة، فهو موجود في أغلب الأحيان ولكن يقوم بالتحليق فقط Zone، ولا يقوم بالضغط على حامل الكرة، فيقوم اللاعب المنافس بلعب العرضية بكل سهولة لبعد المسافة بينه وبين الخصم.
مع عدم ارتداد محمد صلاح، الجناح الأيمن، في الناحية الدفاعية، كانت الناحية اليمني لمصر هي وسيلة الضغط على الفريق، وتشكلت خطورة الفريق المالي من هذه الناحية بشكل كبير.
في الشوط الثاني تدارك المنتخب المصري بعض الأخطاء، خاصة في منتصف الملعب، فبدأ «النني» وطارق حامد بالتناوب على مساندة «فتحي» وعاد عبدالله السعيد إلى منتصف الملعب للمساندة، فقلت كثيرًا هجمات الفريق المالي من الناحية اليمني.
بعد تغيير «الحضري» الاضطراري في الشوط الأول، أجري «كوبر» تغييران في الشوط الثاني بنزول رمضان صبحي بدلًا من «صلاح»، الذي أنهك بدنيًا ولم يكن لديه القدرة لمواصلة الأداء الدفاعي، وتولي «رمضان» مسؤولية الجناح الأيسر على أن يلعب محمود حسن «تريزيجيه» في الجناح الأيمن، ولم تظهر أي فاعلية لهذا التغيير، والتغيير الثاني كان نزول «كوكا» بدلًا من مروان محسن، ولم يكن أيضًا هذا التغيير موفقًا، فعاب المنتخب طوال المباراة عزلة رأس الحربة بسبب القلة الهجومية، وكان من الأفضل- خاصة مع وجود ناطحات السحاب المالية «أقصر لاعب في الفريق 176 سم» ومعدل أطوال اللاعبين فوق 185 سم- أن يتم الاعتماد على ثلاثي وهمي في الناحية الهجومية، «كهربا» و«صلاح» و«تريزيجيه»، وسيعطيك ذلك تقاربا أفضل في الخط الأمامي للفريق.
في الدقائق الأخيرة، واصل المنتخب تأمينه الدفاعي بكثافة عددية كبيرة أدت إلى عدم قدرة المنتخب المالي على التسجيل.
في المجمل، لابد أن يعيد «كوبر» حساباته، خاصة في طريقته الهجومية!
نظرًا لأن مباريات التصفيات والذهاب والعودة مختلفة تمامًا عن البطولات المجمعة، وبخاصة أن المنتخب المالي على الورق هو أضعف فرق المجموعة، فإن «كوبر» بالفعل طور الأداء الدفاعي لمنتخب مصر بشكل كبير، ولكن من الممكن أن تتعادل سلبيًا في مباريات المنتخب الثلاث ولا تستطيع التأهل لأنك لم تسجل أهدافاً!