مع الإحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وفي ظل ما نمر به من أحداث لا يقصد منها إلا زعزعة إستقرار الوطن وترويع وتهديد مواطنيه من خلال نشر الفتن، فإن من المهم أن نتوقف لنتأمل قليلا في تعاليم السيد المسيح عليه السلام بكل ما تحمله من معاني سامية ومباديء رائعة للحياة خاصة تلك المرتبطة بالمحبة والحب وهي الفضيلة والرابطة التي نحتاج اليها اليوم جميعا، ذلك لنهدم كل حصون الشر ونهزم أفكار الكراهية التي يقوم عليها الفكر الارهابي الظلامي. مقالات متعلقة * خارمس.. ضحية «الصوت الواحد» * إخلاص الخيانة (مقالات أعجبتني-3) * تعليقان على مصر المحروسة جداً هذا الفكر الهدام، كاره الحياة،وعاشق للموت، هذا الفكر الذي يصطف المصريين جميعا مع دولتهم لمحاربته هذه الايام، فنجد في تعاليم السيد المسيح عليه السلام بذور قوية للخير والحق والجمال لانها تنبع من الوصية بالمحبة التي هي النور الذي يضيء للبشر حياتهم ويخفف عنهم الالام وينجيهم من الإحباطات الكثيرة التي تعترض طريقهم. ليس أدل من ذلك ما جاء في العظة الشهيرة للسيد المسيح عليه السلام والتي تعرف بالعظة على الجبل فنجد تعاليم منيرة رائعة، وقد جاء فيها «وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ كما جاء في ذات الموعظة أيضا «وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ»، لقد ربط السيد المسيح عليه السلام بين العمل والعلم وليس العلم لمجرد الحفظ والتلقين والتسميع بل العلم والعمل وهذا بالفعل ما نحتاج اليها لنتقدم ففي دول العالم المتحضرة نجد ان نجاحهم الفعلي والحقيقي في الحياة جاء بربط العمل والعلم وهو الأمر الذي ينقصنا اليوم في حياتنا ويعيدنا للخلف بعيدا عن اسس التقدم المفقودة. لا شك أن ما إحتوت عليه هذه الموعظة يعد بمثابة الدستور الأخلاقي، ومعيارا لسلوك كل المؤمنين بالسيد المسيح عليه السلام وتعليما نافعا جدا في الحياة وإننا حال الإلتزام به اليوم وتطبيقه وبشكل عملي على أرض الواقع بيننا جميعا سنجتاز المكائد التي تدبر لهدم الوطن. إن الاحتفال بذكري عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام لا يجب ان نختذله في الذكري الدينية القاصرة على الأقباط وتبادل التهاني فقط بل إن علينا أن ننتهز مناسبة الإحتفالات بعيد الميلاد المجيد جميعا ليس فقط لترديد أقوال السيد المسيح عليه السلام بل لتحويلها إلى أعمال نمارسها فننشر النور والحب والرضا والخير والبركة في جميع ربوع جمهورية مصر العربية. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة