انتهى ديربي شمال لندن بالتعادل الإيجابي «1-1»، في مباراة شهدت الكثير من التحولات في اتجاه اللعب، سيطر الضيوف وحظيوا بأفضلية كبيرة في النصف الأول من الشوط الأول والنصف الأول من الشوط الثاني، بينما استلم أصحاب الأرض دفة اللعب في النصف الثاني من كلا الشوطين، وجاءت نتيجة التعادل بالنهاية كنتيجة عادلة. هدفا المباراة شهدا جدلًا تحكيميًا. فهدف أرسنال الأول الذي سجله مدافع توتنهام، النمساوي كيفن فيمر في مرماه، شهد تواجد لاعبين من أرسنال في موقف تسلل في نفس توقيت لعب الضربة الثابتة، بينما جاء هدف توتنهام من ركلة جزاء نتيجة إعاقة قائد أرسنال لوران كوسيلني للاعب وسط توتنهام موسى ديمبيلي داخل منطقة الجزاء، وهي المخالفة التي وصفها أرسين فينجر، مدرب أرسنال، بعد المباراة بالمخالفة «الناعمة» لسهولة سقوط اللاعب البلجيكي داخل منطقة الجزاء. فريق أرسنال وجماهيره خرجوا في منتهى الضيق من النتيجة التي كانت لها تأثير على أكثر من صعيد، أبرزها هو خسارة قمة الترتيب والتقهقر للمركز الرابع بنهاية الجولة، بينما فريق توتنهام حافظ على سجله هذا الموسم دون هزيمة، وإن كان مدد سلسلته السلبية في عدم تحقيق الانتصار إلى 7 مباريات متتالية، ولكن ذلك لن يؤثر على حالة الفريق المعنوية حاليًا، بعد ان حرموا جارهم اللدود من النقاط الثلاثة وصدارة الترتيب. في السياق التالي نستعرض أبرز نقاط وملاحظات ديربي شمال لندن .. *تكتيك بوتشيتينو ينجح في تفادي السقوط يبدو أن حمى 3-4-3، ستجتاح البريميرليج قريبًا، بعد نجاح هذا الأسلوب مع تشيلسي واستخدام ويستهام لهذه الطريقة مؤخرًا، وقرر المدرب ماوريسيو بوتشيتينو اللجوء لهذا النظام في مباراة الديربي، بعد سلسلة من النتائج السلبية المصاحبة بأداء دفاعي مهتز. النظام الجديد كان مفاجئًا لأصحاب الأرض، فضاع لاعبو أرسنال وسط تكتل واضح في منتصف الملعب لفريق توتنهام، نتج عنه خسارة أصحاب الأرض للكرة في أكثر من التحام مع سيطرة توتنهام على مجريات اللعب، وتهديد واضح بالهجمات المرتدة باستغلال سرعات الكوري هيونج من سون، وتقدم الظهيرين والكر وروز اللذين لعبا بحرية هجومية أكبر في وجود نظام دفاع ثلاثي. توتنهام نظريًا وعمليًا هو الطرف الأكثر سعادة بنتيجة المباراة، مع فقدان الفريق للاعبين في غاية الأهمية مثل ألدير ويرليد وديلي ألي، لكن المدرب بوتشيتينو طوّع نظام اللعب الجديد ليتماشى مع الأسماء المتاحة، والفريق لم يقدم كل ما عنده خصوصًا أن هناك لاعبين عائدين من الإصابة شاركا في هذه المباراة، وهما هاري كين وموسى ديمبيلي، ومع ذلك نجح الأول في تسجيل هدف توتنهام بينما كان الثاني هو رجل المباراة. *توتنهام يتحول لعقدة منذ تولي المدرب ماوريسيو بوتشيتينو قيادة توتنهام في مطلع موسم 2014/2015، وأرسنال يفشل في تجاوز عقبة السبيرز في البريميرليج، سواء في ملعب الإمارات أو ملعب وايت هارت لاين. مواجهة، أمس، كانت المواجهة رقم 5 لتوتنهام بقيادة بوتشيتينو، ومعها فشل فينجر في تحقيق الفوز للمباراة الخامسة على التوالي «4 تعادلات وهزيمة»، ليصبح الأرجنتيني هو أول مدرب في تاريخ توتنهام يتفادى الهزيمة في أول 5 مواجهات له في ديربي شمال لندن في الدوري الممتاز. فينجر سابقًا كان عقدة كبيرة لتوتنهام، عندما فشل السبيرز في تحقيق الفوز على أرسنال في البريميرليج في 20 مواجهة على التوالي بداية من مارس 2000 وحتى أكتوبر 2009، لكن يبدو أن الفرنسي يواجه أوقاتًا صعبة في التعامل مع توتنهام مع تواجد الأرجنتيني بوتشيتينو في قيادة الفريق. *هاري كين يواصل التألق في الديربي على الرغم من غيابه لفترة وصلت إلى 45 يومًا بسبب الإصابة، شارك هاري كين مهاجم توتنهام وهداف الموسم الماضي، بشكل أساسي في مباراة الديربي، ولم يقدم اللاعب مردودًا كبيرًا، لكنه نجح في تسجيل هدف فريقه الوحيد من تحويل ركلة الجزاء إلى شباك بيتر تشيك ليعدل النتيجة إلى 1-1. هاري كين لم يكن في كامل لياقته ولا حالته الفنية الكبيرة، لكنه مارس هوايته المعتادة بالتسجيل في ديربي شمال لندن، وسجل هدفه الخامس في رابع مباراة ديربي له على التوالي، ليصبح هداف توتنهام في ديربي شمال لندن في البريميرليج برصيد 5 أهداف، مناصفة مع لاعب الفريق السابق ولاعب ريال مدريد الحالي، جاريث بيل. *أرسنال يهدر فرص اعتلاء القمة فشل أرسنال في تحقيق الفوز على جاره وغريمه اللدود توتنهام، لكن التعادل كبده خسارة المركز الثاني وتقهقره للمركز الرابع بفارق نقطتين عن المتصدر، بعدما كان متساوي في عدد النقاط مع المتصدر في الجولات ال3 الماضية. أرسنال أهدر نقطته رقم 7 على ملعب الإمارات هذا الموسم «تعادلين وهزيمة» مقابل إهدار نقطتين فقط خارج ملعبه «التعادل مع ليستر سيتي»، ولعل هذا يوضح حقائق غريبة بعض الشيء، وهو أن أرسنال يعجز عن الاستفادة من عامل الأرض وبالأخص في المواعيد الكبرى مثل مباراة أمس، وذلك سيكون عاملا سلبيا في قادم المباريات في حال لم ينجح المدرب أرسين فينجر في تهيئة لاعبيه بشكل أفضل في المباريات الكبيرة التي تقام في ملعب الإمارات.