قال الدكتور قدرى السعيد، المدير التنفيذى للجنة القومية للفيروسات الكبدية، إنه لا توجد أى قوائم انتظار لمرضى فيروس (سى) للعلاج بالأدوية الجديدة على نفقة الدولة، مؤكداً أن الوزارة بدأت الاستعانة بالأئمة فى المساجد والقساوسة فى الكنائس والسيارات المتحركة فى القرى والنجوع، لمناشدة المرضى التوجه لمراكز العلاج لصرف العلاج الخاص بهم. ونفى السعيد، فى حواره ل«المصرى اليوم»، ما تردد عن تعطيل موقع اللجنة قبيل الإعلان عن انتهاء قوائم الانتظار، وقام خلال الحوار بعمل تجربة حية وإجراء بروفة لتسجيل أحد البيانات على الموقع للتأكد من عمله، مؤكداً أن البيانات التى تم تسجيلها على الموقع تتمتع بالسرية التامة ولا يستطيع أحد الحصول عليها، بمن فى ذلك الجهات المتعاونة مع الوزارة. وأشار المدير التنفيذى للجنة الفيروسات الكبدية إلى أن الدولة أنفقت ما يزيد على 2.5 مليار جنيه لعلاج المرضى بالأدوية الجديد، مشيراً إلى أن مجموع المرضى، الذين تم علاجهم منذ بدء العلاج فى سبتمبر 2014، حتى 31 يوليو الماضى، بلغ 580 ألف مريض.. وإلى تفاصيل الحوار. المصري اليوم تحاور« الدكتور قدرى السعيد»، المدير التنفيذى للجنة القومية للفيروسات الكبدية ■ ما حقيقة أن موقع اللجنة تم تعطيله قبيل الإعلان عن الانتهاء من قوائم الانتظار؟ غير صحيح بالمرة، الموقع حدث به عطل فنى نتيجة الإقبال الكبير على السيستم الخاص به، خاصة أن نفس السيستم يعمل على محورين، أحدهما خاص بتنسيق الثانوية العامة، والآن جارٍ تحديثه للعمل بكفاءة أعلى، ودعنى أقوم أمامك بفتحه والتسجيل عليه وإجراء التجربة أمامك للتأكد من فاعليته والعودة بشكل تام لاستقبال بيانات المرضى وتسجيلهم. ■ إذا ما هى الفترة الزمنية اللازمة كى يحصل مريض «فيروس سى» على الدواء بعيدا عن قوائم الانتظار؟ بعد القضاء على قوائم الانتظار أصبحت دورة تسجيل بيانات المريض بسيطة ومحدودة، حيث يقوم بتسجيل بياناته أولا على موقع اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، بعدها يتم حجز موعد بأحد المراكز العلاجية القريبة له والتى يتوجه إليها فى خلال 48 ساعة ومعه مجموعة من التحاليل المطلوبة، وهناك مرضى يحضرون ومعهم جميع التحاليل ومرضى آخرون يحضرون دون تجهيز هذه التحاليل، وهذا المريض غير الجاهز يتم إخضاعه للتقييم الطبى بواسطة طبيب متخصص فى أمراض الكبد، ثم إجراء تحاليل تكميلية (بى سى آر) وأيضا الموجات الصوتية، ثم مراجعة القرار وإصداره، إذا هذه الدورة الكاملة بدءاً من تسجيل البيانات وحتى الحصول على العلاج تستغرق أسبوعاً واحداً. ■ يفهم من كلامك أن المرضى سيحصلون على العلاج دون انتظار لشهور كما يحدث فى الماضى؟ اعترف بأن زمان كانت فترة انتظار المرضى للحصول على العلاج طويلة نظرا للكثافة الشديدة، وكان فى بعض الأحيان تصل فترة الانتظار من 3 – 6 أشهر حتى يحصل المريض على العلاج، نظرا للكثافة الشديدة على بعض المراكز العلاجية مثل مركز سمالوط بمحافظة المنيا بلغ عدد المرضى المطلوب علاجهم 26 ألف مريض دفعة واحدة، والآن يتم افتتاح مراكز علاجية جديدة سواء تابعة للمستشفيات الجامعية أو مستشفيات وزارة الصحة لتخفيف حدة الزحام وتم عمل جدولة جديدة للمرضى، أيضا هناك فريق اسمه فريق الصاعقة للتدخل السريع وحل العديد من الإشكاليات التى تواجه المرضى فى بعض المراكز العلاجية. ■ لكن بعض المرضى يشتكون من وجود قوائم انتظار فى بعض المحافظات.. ما تعليقك؟ أكرر مرة أخرى: مافيش قوائم انتظار، ما يوجد هو ما تبقى من قوائم صرف العلاج، وهؤلاء آلاف معدودة، نحن وصلنا فى المرحلة الأخيرة من العلاج أن هناك قرارات علاج جاهزة وأدوية متوفرة ولكن للأسف المرضى لم يأتوا للحصول عليه، ودعنى أقول لك إننا فى سبيل الوصول لهؤلاء وصلنا لمرحلة الاستعانة بالأئمة فى خطب الجمعة، وبالقساوسة فى قداس الأحد لمناشدة المرضى بالتوجه إلى مراكز العلاج للحصول على الأدوية، أيضا تم توفير سيارات متحركة فى القرى والنجوع لحث المرضى على سرعة التوجه إلى المراكز العلاجية لتوجيه المرضى والسيارات المتحركة فى القرى والنجوع للتوجه إلى المراكز التابعين لها لاستلام العلاج، بالإضافة إلى نداءات فى وسائل الإعلام، ودعنى أبلغك بأكثر من ذلك فهناك بعض المراكز العلاجية ومنها مركز حميات طنطا قام مديرها بإرسال تليغراف على محل إقامة المرضى المتأخرين عن الحصول على الدواء لسرعة التوجه لصرفه، وبالتالى أكرر لك: أنا معنديش قوائم انتظار عند تأخر مرضى فى صرف العلاج نتيجة أنه لم يتم الوصول إليهم، وفى تفسيرى أن هؤلاء المتأخرين قد يكون بعضهم حصل على العلاج على نفقته الخاصة نتيجة تأخر الانتظار أو حصل عليه من جهة خيرية أو ما شابه ذلك. ■ ماذا تقول لمن يعجزون عن الحصول على العلاج؟ المصري اليوم تحاور« الدكتور قدرى السعيد»، المدير التنفيذى للجنة القومية للفيروسات الكبدية أقول لأى حد يشتكى من وجود قوائم انتظار روح دلوقتى استلم العلاج، ووجهت نداء مؤخراً فى وسائل الإعلام لكل مريض سجل على الموقع بالتوجه للمركز التابع له لصرف العلاج، ونص الرسالة: «تناشد اللجنة القومية للفيروسات الكبدية التابعة للوزارة، مرضى فيروس سى المسجلين على الموقع الإلكترونى للجنة، والذين تم تقييم حالتهم وإقرار البروتوكول العلاجى المناسب لهم، سرعة التوجة للمراكز التابعين لها لصرف العلاج الخاص بهم على الفور»، ودعنى أشير لنقطة مهمة وهى أن هذا الإنجاز ليس جهد فرد بل مجموعة من الأطباء والعاملين فى شبكة الربط من مشرفين وموظفين فى جميع المراكز العلاجية على مستوى الجمهورية وهؤلاء لازم نشكرهم لأن هذا ليس عملا فرديا بل فريق عمل متكاملا، مينفعش أقول أنا «سوبر مان» وأفعل ذلك بمفردى، بل أنا أقود المنظومة مثل «الكوتش» دورى مدير تنفيذى لتسهيل العمل وحل المشاكل، وكلنا نعمل تحت عنوان رئيسى لنا هو خدمة المريض ورفع المعاناة عنه. ■ كم وصل عدد المراكز العلاجية الآن؟ فى الشهر الجارى سيتم افتتاح عدد 20 مركزاً علاجياً جديداً تابعاً للجنة الفيروسات الكبدية، إضافة إلى 52 مركزا آخرين ليصل بذلك إجمالى عدد المراكز العلاجية التى تستقبل مرضى نفقة الدولة إلى 72 مركزا علاجيا على مستوى الجمهورية. ■ ماذا عن فريق الصاعقة الذى تتحدث عنه؟ فريق الصاعقة هو فريق جاهز للتدخل الفورى، حيث إن بعض المحافظات بها قوائم انتظار طويلة وبها مشاكل كبيرة نظراً لأن قوائم الانتظار تفوق القوى التشغيلية لمراكز العلاج، على سبيل المثال مركز جراحات اليوم الواحد بسمالوط كان به زحام شديد واحتقان نظراً لوجود قرابة 16 ألف مريض صدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولة، والدواء متوفر بالوحدة العلاجية لكن لم تستطع الصرف نتيجة التكدس الشديد من المواطنين، لذا تم إرسال فريق «الصاعقة» الذى يضم كلاً من د. سهير إسماعيل، نائب المدير التنفيذى للجنة الفيروسات الكبدية، بالإضافة إلى طاقم من اللجنة يضم د. محمد جمال ود. محمد عبدالله، وأعضاء بشبكة الربط الإلكترونية، واستمر الفريق فى العمل لمدة 5 أيام، اشتغلوا خلالها 15 ساعة يوميا، واستطاعوا صرف الأدوية ل5 آلاف مريض فى 5 أيام فقط، كما تم عمل تعديل لإجراءات الصرف لمعرفة السبيل الأسهل للإسراع فى صرف الدواء للمرضى، والآن أعضاء الوحدة العلاجية يسيرون على نفس الخطة الموضوعة لهم، وللعلم هذا الفريق تحرك قبل رمضان بأسبوع فقط، وفى خلال شهرين من الواقعة وحتى الآن تم صرف العلاج ل 16 ألف مريض فى مركز واحد فقط وهذا يعد إنجازاً. ■ لماذا بعض المراكز يوجد بها تكدس وأماكن أخرى خالية؟ - بعض المحافظات بها تكدس فى أعداد مرضى فيروس سى وهى ترتكز فى محافظات الدلتا، وتحديدا محافظاتالقليوبية والمنصورة والبحيرة وكفر الشيخ والغربية، هذه المحافظات بها مشاكل فى عدد الانتظار بحكم كثافة توزيع المرضى، وللعلم تم حل مشاكل التكدس فى تلك المحافظات. ■ كم تصل تكلفة علاج مرضى فيروس سى؟ - مجموع المرضى الذين تم علاجهم على نفقة وزارة الصحة منذ بدء العلاج فى سبتمبر 2014 حتى 31 يوليو الماضى، بلغ 580 ألف مريض بتكلفة مالية تصل إلى 2.5 مليار جنيه، حيث بلغ عدد القرارات التى صدرت للمرضى من خلال المراكز العلاجية التابعة للجنة القومية وعددهم 445 ألفا، والقرارات التابعة لهيئة التأمين الصحى عددها 156 ألف قرار. ■ كم عدد من سجلوا بياناتهم على الموقع الإلكترونى للجنة؟ قاعدة البيانات وفقا لموقع اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، تشير إلى وجود 1.3 مليون مريض قاموا بتسجيل بياناتهم على الشبكة منذ تفعيلها فى 2014 وحتى الآن، وللعلم من حضر من هؤلاء وتم توقيع الكشف عليهم من هذا العدد نسبتهم حوالى 40% يعنى حوالى أكثر نصف مليون مريض من هؤلاء، ومجموع القرارات الصادرة على نفقة الدولة 450 ألف قرار علاج صدر حتى 31 يوليو 2016. ■ لماذا 60% ممن سجل بياناته لم يحضر للعلاج؟ المصري اليوم تحاور« الدكتور قدرى السعيد»، المدير التنفيذى للجنة القومية للفيروسات الكبدية من يصلح للعلاج تم علاجه، فهناك أفراد سجلوا بياناتهم حيث كانت نتيجة تحليل الأجسام المضادة إيجابية، ومع إجراء تحليل «بى سى آر» تم اكتشاف أنها سلبية للفيروس، أيضا هناك نسبة من 10% - 15% من مرضى فيروس سى يشفون من عند ربنا نتيجة مقاومة جهاز المناعة بالجسم للفيروس والقضاء عليه، أيضا بعض ممن سجلوا بياناتهم للعلاج مع مرور الوقت قاموا بعلاج أنفسهم على نفقتهم الخاصة أو تبع إحدى الجمعيات الأهلية، أو تبع شركات التأمين الصحى التابعين لهم، وبعضهم تابع للتأمين الصحى، وآخرون حالة الكبد متطورة ولا يطبق معهم البروتوكول العلاجى الموضوع من قبل اللجنة، وكل هؤلاء لم يحضروا للعلاج ونسبتهم 60% ممن سجلوا بياناتهم فى بداية تفعيل الموقع الإلكترونى للجنة. ■ ما مدى الحفاظ على السرية والخصوصية لبيانات 1.3 مليون مواطن فى قاعدة بيانات اللجنة؟ جميع بيانات المرضى الذين سجلوا على موقع اللجنة تتمتع بالسرية ومغلقة بالشكل الكامل ولا يستطيع أحد الدخول عليها، حتى المؤسسات التى تتعامل مع اللجنة لعلاج المرضى متاح لهم فقط الاطلاع على بيانات المرضى المتعاملين معهم وليس كل قاعدة البيانات. ■ لماذا إذاً تم نقل مقر اللجنة وقاعدة البيانات من معهد الكبد لوزارة الصحة؟ فى فترة من الفترات رأى القائمون على أمر اللجنة القومية للفيروسات الكبدية ضرورة نقل اللجنة لداخل الوزارة لأن ذلك سيكون أكثر فاعلية وتسهيلا لأى معوقات قد تقابل اللجنة وبالتالى يتم حلها بسهولة. ■ وزير الصحة شكل مؤخرا لجنة عليا للكبد، فهل هناك تعارض بينها وبين لجنة الفيروسات الكبدية؟ لا يوجد أى تعارض بين اللجنتين، اللجنة العليا للكبد هى لجنة منوط بها وضع بروتوكولات علاجية جديدة وإقرار الأدوية الحديثة قبل دخولها وإجازتها للتعامل مع المريض، وهناك تكامل تام بينها وبين لجنة الفيروسات الكبدية، والاثنان يعملان معا وليس فى تعارض بينهما، واللجنتان يضمان نخبة من كبار الأساتذة وجميعهم متعاونون معا. ■ وماذا عن الخلاف الدائر بشأن إدراج عقار الهارفونى ضمن العلاج على نفقة الدولة؟ لا يوجد أى خلافات بشأن عقار «الهارفونى»، هذا العقار الجديد مازال تحت الدراسة الآن ومحدش قال إنه ممنوع إدراجه على نفقة الدولة، فنحن الآن فى اللجنة القومية نعالج المرضى وفقا لبروتوكول علاجى يشمل «السوفالدى» و«الدكلانزا» ونتائج هذا البروتوكول ناجحة جدا ونسب الشفاء الأولية تتجاوز ال 95%، وبالتالى الحديث عن إدراج عقار جديد للعلاج لابد أن يكون له مبرراته وأسبابه الإضافية. ■ كانت نسبة الشفاء 95% فماذا عن نسب الانتكاسة؟ مافيش دواء عالمى نسب الشفاء تصل إلى 100%، كل عقار يتوقع منه نسبة انتكاسة أو ارتداد وعدم استجابة لأسباب كثيرة، وبالنسبة لمرضى عدم الاستجابة للعقار الجديد تم إعداد بروتوكول علاجى جاهز لهؤلاء وسيتم تعميمه فى الوقت المناسب، وننتظر عدة أشهر لحين بدء الدورة الجديدة من العلاج لهؤلاء المرضى. ■ ماذا عن خطة المسح الشامل للفيروس التى تجهز لها الوزارة؟ خطة المسح الشامل سوف يعلنها وزير الصحة قريبا جدا، وهى خطة تشمل عدة محاور، أبرزها إجراء مسح طبى شامل لجميع المرضى المحتجزين داخل المستشفيات والطلاب المتقدمين للجامعات وعددهم قرابة نصف مليون طالب، الصحة تتحمل التكلفة، العاملين فى القطاع الطبى والحكومة، والمسجونين، وطالبى السفر للخارج، وهؤلاء جميعا يتم إجراء المسح الطبى لهم مجانا وعلى نفقة الدولة. ■ هل هناك تعاون مع المجتمع المدنى فى علاج المرضى؟ هناك تعاون وتنسيق مع منظمات المجتمع المدنى، منها صندوق «تحيا مصر»، حيث تم مؤخراً علاج نحو 115 ألف مريض «فيروس سى» من خلال صندوق «تحيا مصر» الذى قدم لنا دعما كبيرا بتوفير العلاج لهذه الفئة، أيضا هناك تعاون وتنسيق مع بيت الزكاة أيضا وتوفير الدواء للمرضى وجهات أخرى كبيرة.