«رحلة الآلام»: هزم السرطان.. وقتله الالتهاب الرئوى

«الالتهاب الرئوى».. المرض الذى استطاع هزيمة الدكتور أحمد زويل، صاحب جائزة نوبل فى الكيمياء، الذى ردد كثيرًا أنه «يتحلى بالإيمان والمعرفة لمحاربة المرض»، ليرحل بعد صراع معه دام 3 سنوات و4 أشهر.
بداية رحلة الألم كانت مع سرطان النخاع الشوكى، الذى شفى منه، وطمأنه الأطباء المعالجون فى أمريكا، لكن المرض الخبيث ترك خلفه المناعة فى حالة يرثى لها، مهددة حياته من أى مرض يتعرض له، وبعد إصابته خلال الأيام الماضية بالأنفلونزا، تطورت الحالة المرضية ليصاب بالتهاب رئوى، كان كفيلًا بإنهاء مسيرة العالم الذى شرف مصر عالميًا.
يقول شريف فؤاد، المستشار الإعلامى للعالم الراحل، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، البداية مع المرض كانت فى مارس 2013 عندما شعر الدكتور زويل بآلام فى مطار ميونخ، أثناء استقلاله الطائرة فى زيارة لمصر، لكن الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط، لم يبلغه بحالته، وأخفى عليه طبيعتها، لكنه بعودته إلى أمريكا اكتشف الحقيقة ليبدأ رحلة العلاج بإجراء عملية جراحية لتغطية الخلايا الجذعية فى أغسطس 2013.
يضيف «فؤاد»: لفظ زويل أنفاسه الأخيرة فى بيته بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وسط عائلته التى تقيم هناك والمكونة من زوجته الدكتورة السورية الأصل، دينا الفحام، و4 أبناء، أكبرهم مها، كيميائية، وكانت تنشر أبحاثا مع أبيها الراحل، وأمانى، طبيبة، ونبيل، خريج اقتصاد من أمريكا، وهانى، الذى يدرس فى جامعة كاليفورنيا»، ويؤكد أن أول مرة زار فيها «زويل» مصر كانت بعد مرور عام على مرضه فى 4 سبتمبر 2014، وتوالت الزيارات لتصل إلى 4 مرات.
وتابع المستشار الإعلامى للعالم الراحل أن جثمان «زويل» نقل إلى المركز الإسلامى فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، تمهيدا لنقله إلى مصر ودفنه فى مقابر طريق الواحات فى مدينة 6 أكتوبر بناء على وصيته، حيث اشترى مقبرة قبل 6 أشهر من وفاته، مؤكدا أن كل عائلته ستحضر من أمريكا لحضور الجنازة، وسيتم التواصل مع شقيقته المقيمة فى الإسكندرية، لافتًا إلى أن الرئاسة أبلغت أسرة الفقيد بتنظيم جنازة عسكرية له.
وعن مخططه الذى لم يمهله القدر لعمله، أشار فؤاد إلى أن زويل خطط لزيارة مصر فى 15-8-2016 للاطمئنان على العمل الجارى فى مدينة زويل العلمية، التى تشرف على إنشائها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعاونة 6 شركات أخرى بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتكلفة قدرت فى المرحلة الأولى ب2 مليار جنيه، والتى كان مقررا افتتاحها فى 2017 فى ذكرى الاحتفال بعيد تحرير سيناء، وسط حضور حافل ل15 عالمًا من شتى أنحاء العالم 5 منهم حاصلون على جائزة نوبل، وتابع: «العالم الراحل كان يجهز لعمل فيلم تسجيلى يذاع يوم افتتاح مدينة زويل العلمية لتسويق مصر عالميا وعودة السياحة وإظهار الأمان الذى تتمتع به مصر فى الوقت الحالى، وللنهوض اقتصاديًا بالبلد».
ويؤكد «فؤاد» أن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تعمل ليل نهار، لإظهار مدينة زويل للنور، متابعا أنه تم الانتهاء من إنشاء مبنى النانو تكنولوجى، وأيضا معهد الدكتور حسن عباس حلمى للعلوم الطبية، كما تم تخصيص فندق للطلبة يضم 1000 غرفة مجهزة، وأن مبنى الجامعة فى المرحلة النهائية من التشطيبات.
أما عما سيحدث فى حلم زويل، الذى تركه لمصر وهو مدينته العلمية، قال إنه ستتم الدعوة لعمل انتخابات مجلس إدارة جديد، عقب رحيل «زويل»، ويضم المجلس الحالى الدكتور مجدى يعقوب والدكتور محمد أبوالغار والدكتورة فايزة أبوالنجا والدكتور فاروق العقدة وكلا من محمود صقر وعمر شعراوى، متابعا أن الباحثين والأساتذة وطلاب مدينة زويل أقاموا صلاة الغائب على العالم الجليل، وتعهدوا باستكمال حلمه بنهضة مصر علميا.
وشدد شريف فؤاد، المستشار الإعلامى للعالم الراحل أحمد زويل، على أن علاقة الدكتور زويل بالرئيس عبدالفتاح السيسى كانت خاصة، وكان يرى أن الرئيس «مخلص، وصاحب رؤية، وصاحب قرار»، مؤكدا أنه كلما كان يجىء فى زيارة إلى مصر يلتقى بالرئيس للتناقش حول مستقبل مصر والأوضاع التى تمر بها، وكيفية النهوض بها، وكان يرى أن البحث العلمى أساس النهضة والحل لجميع القضايا التى تعانى منها الدولة، وحول الأوضاع الاقتصادية الأخيرة التى تمر بها مصر كان زويل دائما متفائلا ومقتنعا بأن مصر ستخرج من كبوتها وستنطلق.