خبراء: انفصال «جبهة النصرة» عن «القاعدة» تكتيك لتفادى القصف

بعد إعلان قائد «جبهة النصرة»، أبومحمد الجولانى، فك ارتباط جماعته المقاتلة في سوريا عن تنظيم «القاعدة»، بعد 3 سنوات من القتال تحت رايته، وتغيير الاسم إلى «جبهة فتح الشام»، سلط عدد من الصحف والمواقع الغربية الضوء على هذا الانفصال وأسبابه وتداعياته على الجبهة، التي تعتبر أقوى التنظيمات المقاتلة في سوريا بعد «داعش».
وذكرت صحيفة «إندبندنت»، البريطانية، أن انفصال «جبهة النصرة» لن يؤدى إلى وقف غارات موسكو أو التحالف الدولى على مواقعها. موضحاً أن الجبهة كانت تأمل أن يتم رفعها من لائحة المنظمات الإرهابية الأمريكية لكن المؤشرات الأولية غير مبشرة.
وقال عضو معهد الشرق الأوسط، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة في سوريا، تشارلز ليستر، في مقال بمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، إن قطع «جبهة النصرة» علاقتها رسميا مع تنظيم «القاعدة» المصنف كجماعة «إرهابية» على المستوى العالمى، هي محاولة لتأكيد وجودها كلواء إسلامى متميز له أهداف ثورية ورؤية خاصة به.
ورأى «ليستر» أن إعلان «جبهة النصرة» انفصالها «العقائدى» عن «القاعدة» يعتبر ورقة إضافية مفيدة لروسيا لأنها تصنف المعارضة السورية إرهاباً يجب التخلص منه، بينما يضع ذلك عراقيل أمام الولايات المتحدة في تصويب ضربات لها.
وقال «ليستر» إن قطع «النصرة» ارتباطها مع «القاعدة» سيضمن بقاءها داخل المعارضة على الخطوط الأمامية، خاصة في المحافظات الشمالية مثل حلب وإدلب.
ورأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن العديد من الخبراء يدعون أن موسكو وواشنطن ثبتتا مصير «القاعدة» في سوريا بعد أن تبين أنهما تعملان على توحيد جهودهما لتوجيه الضربات الجوية إلى حليفتها «جبهة النصرة»، بينما عزز انقسام «النصرة» عن «القاعدة» من الظروف التي تضمن بقاءها لفترة أطول، ويشمل هذا زيادة الدعم الشعبى، وزيادة التمويل من قطر وتركيا.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن هذا الانفصال جاء في نفس الوقت الذي تستعد فيه موسكو وواشنطن للإعلان عن خطة للتعاون العسكرى، يطلق عليها «مجموعة التنفيذ المشترك»، ومن مهامها تحديد مواقع «النصرة» في سوريا كهدف للضربات الجوية وتجنيب المدنيين ومقاتلى المعارضة المعتدلة التعرض لها.
ونقلت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، عن الخبير العسكرى في «معهد واشنطن»، جيف وايت، قوله إن هذا التطور لن يكون له أي أثر على استراتيجية روسيا العسكرية في سوريا، فلا تقصف روسيا «النصرة» لأنها حركة إرهابية، بل تقصفها لأنها عدو للنظام، وطالما أنها تقاتل ضد النظام السورى فهى تعتبرها هدفاً رئيسياً.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، إن «إعلان النصرة تغيير اسمها وانفصالها عن القاعدة مجرد خطوة تكتيكية ودعائية لتفادى الغارات الروسية».