عيد بدون «تحرش» في اليوم الأول

رصد عدد من غرف عمليات المجلس القومى للمرأة، والمنظمات النسائية لمناهضة التحرش، انخفاض نسب التحرش فى الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد، فى عدد من الشوارع العامة بوسط البلد والحدائق، وأمام بعض دور السينما وفى الميادين العامة، وأرجعت السبب فى ذلك إلى التشديدات الأمنية.
وشهدت بعض الأحياء الشعبية وقائع تحرش لفظى من بعض الأطفال والشباب الصغار، بنسبة منخفضة بخلاف الأعياد السابقة، ولم تتلق الخطوط الساخنة لعدد من المراكز والمنظمات النسائية أى اتصالات عن وقائع، فيما نشرت صفحة «ضد التحرش» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحذيرًا للصحفيين خلال تناولهم وقائع التحرش، وقالت فى تحذيرها: «رجاء قبل ما تحصل مهزلة كل عيد، وقبل ما الزومبيز يخرجوا علينا نرجو من الصحفيين والصحفيات، المصورين والمصورات لبعض الصحف، رجاء وأنت نازل تصور احترم خصوصية الناس، ولما تحب تنشر فيديو ممكن حضرتك تغيم وش الضحية إلا إذا أخدت إذن حصرى منها بذلك.. رجاء من الصحفيين عدم نشر معلومات شخصية إلا بإذن صاحبها، رجاء عدم نشر صور تسىء أو تخدش مشاعر وتنتهك خصوصية أصحابها، ونشر معلومات أو صور شخصية دون إذن صاحبها جريمة يعاقب عليها القانون». وكشف نادر عبد القادر، المحامى بمكتب شكاوى المرأة، والمسؤول بغرفة عمليات تلقى شكاوى التحرش، أن الغرفة لم تتلق أى بلاغات تحرش منذ الساعات الأولى لأول أيام العيد، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الخروقات البسيطة، وقد نتلقى بلاغات عن التحرش خلال الساعات المقبلة. وأضاف: لم يتم رصد أى حالة من حالات التحرش داخل الميادين أو الحدائق. لافتًا إلى أن الأمن يفرض سيطرته خلال تأمين احتفالات العيد، لذلك فنسب التحرش تكاد تكون منعدمة.
وقالت الدكتورة رانيا يحيى، عضو المجلس القومى للمرأة، إن المجلس يعمل بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية فى اتخاذ كافة التدابير التى تكفل سرعة التدخل فى حالة حدوث وقائع تحرش، وتكثيف الوجود الأمنى للقبض على المتحرشين، على أن يتم الاستعانة بالمجلس القومى للمرأة فى تقديم المساندة القانونية للسيدات فى حالة الاتجاه لرفع دعاوى قضائية.
وأشارت عاليا سليمان، منسق الاتصال بمبادرة خريطة التحرش الجنسى، إلى أن الأعياد هى موسم المتحرشين، مضيفه أن عمل الخريطة مستمر طوال العام وليس فى الأعياد فقط، ونمتلك فريقا من المتطوعين فى القاهرة وكافة المحافظات لتطبيق سياسات ضد التحرش الجنسى فى أماكن العمل ووسائل النقل والجامعات، ولدينا شراكة مع وحدة مناهضة العنف بجامعة القاهرة بجانب برنامج شركات آمنة، موضحة أن نسب التحرش منخفضة فى اليوم الأول للعيد، ومن المتوقع أن ترتفع مع ساعات الليل خصوصًا فى الشوارع والميادين والسينمات.
وأوضحت أن التحرش الجنسى ينشط فى مصر فى الأعياد، لتتحول أوقات المرح العائلى إلى مواسم للمتحرشين، حيث تتعرض أكثر من 70% من النساء فى مصر للتحرش فى الشوارع والأماكن والمواصلات العامة . وحررت أجهزة الأمن بالقاهرة 18 محضرا فى عدد من أقسام الشرطة، جميعها تحرشات لفظية فقط فى مناطق قصر النيل وعابدين والأزبكية، نظرا لوجود دور السينما والكورنيش والحدائق العامة التى تشهد زحاما فى مثل هذه المناسبات، ونجحت الأجهزة الأمنية والشرطة النسائية، فى ضبط هذه الحالات وتحرير محاضر بها، فى حين رفضت فتيات وأسر أخرى تحرير محاضر بالوقائع. وقالت مصادر بمديرية أمن القاهرة، إن قوات الأمن منتشرة فى الأماكن التى تشهد زحامًا فى الأعياد والمناسبات، وأضافت أن عناصر الشرطة النسائية مسلحات بأسلحة بسيطة، ويتم التنسيق مع ضباط مكافحة الآداب والخدمات الأمنية لتقديم الدعم لهن، ومساعدتهن إذا استدعى الأمر.