قادة أوروبا يبحثون تداعيات رحيل «لندن» وفرنسا وألمانيا تطالبان بتعزيز التكامل السياسى

يبحث القادة الأوروبيون مستقبل الاتحاد الأوروبى بعد الاستفتاء البريطانى على الخروج من أوروبا، وسط دعوات ألمانية وفرنسية على تعزيز التكامل السياسى بين الدول الأعضاء، مع احتدام الأزمة السياسية الداخلية فى بريطانيا بعد الاستفتاء.
ودعا وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا، فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت، فى وثيقة مشتركة فى برلين، إلى تعزيز التكامل «السياسى» فى أوروبا، ردا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. وقال شتاينماير وآيرولت فى الوثيقة التى نشرت على موقع وزارة الخارجية الألمانية باللغة الألمانية: «سنحقق تقدما جديدا باتجاه وحدة سياسية فى أوروبا وندعو الدول الأوروبية الأخرى إلى الانضمام إلينا فى هذه العملية»، كما تسعى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية فى الاتحاد الأوروبى، فيدريكا موجرينى، لتعزيز التعاون الأمنى فى الاتحاد. قال آلان جوبيه، الذى يحتمل أن يكون رئيس فرنسا القادم، إن أوروبا تحتاج لإعادة تشكيل وفقا لخطة جديدة يمكن أن تطرح لاستفتاء على مستوى الاتحاد فى وقت لاحق، لكن إجراء استفتاء فى فرنسا قبل ذلك سيكون تصرفا «غير مسؤول تماما».
وبحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، والرئيس الفرنسى، فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة الإيطالى، ماتيو رينزى، تبعات خروج بريطانيا، فيما أعلنت باريس الاتفاق مع برلين على كيفية التعامل مع تبعات الخروج البريطانى، وبحث وزير الخارجية التشيكى لوبومير زاوراليك مع نظرائه فى ألمانيا وفرنسا وبولندا والمجر وسلوفاكيا مستقبل الاتحاد الأوروبى.
وجدد مسؤولون أوروبيون مطالبهم لبريطانيا بسرعة بحث آلية الانفصال، وقال دبلوماسيان أوروبيان إن بريطانيا قد لا تباشر أبدا آلية خروجها من الاتحاد، بينما أكد وزير المالية البريطانى، جورج أوزبورن، أن لندن لن تبحث المادة 50 للخروج من الاتحاد إلا إن كانت مستعدة، ولن يتم إجراء مفاوضات سريعة حول خروج بلاده قبل تشكيل حكومة جديدة.
وواجه زعيم حزب العمال البريطانى المعارض، جيرمى كوربين، مطالب متنامية بالتنحى مع استقالة 3 وزراء جدد من حكومة الظل، وقال زعيم الحزب إنه يأسف لاستقالتهم، لكنه أوضح أنه لا يعتزم الاستقالة، وأعلن تعيينه مسؤولين ليحلوا محل من قدموا استقالاتهم ورقى أعضاء من الدائرة المقربة من أنصاره، وذكرت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجيون، أنها تتوقع مطالبة البرلمان بوقف «الموافقة التشريعية» على التشريع المتعلق بخروج بريطانيا، لكن ساسة آخرون قالوا إنهم لا يعتقدون أن تجد اسكتلندا الأمر قانونيا بما يكفى لعرقلة التشريع، ويمكن أن تتم عرقلة تمرير التشريع من خلال حاجة المحافظين إلى انتخاب زعيم جديد. وأكد زعيم معسكر «الخروج»، بوريس جونسون، الأوفر حظا لخلافة كاميرون، أن انفصال بريطانيا يجب أن يتم «دون تسرع»، ودعا مؤيدى الخروج إلى «بناء جسور» مع الذين صوتوا من أجل بقاء البلاد فى الاتحاد.
وعقد كاميرون اجتماعا لحكومته لبحث أزمة الخروج والحزب، واستأنف النواب البريطانيون نشاطهم بعد أيام على الخروج من الاتحاد، فيما تزايدت وتيرة الممارسات العنصرية، فى بريطانيا ضد الأجانب، وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة تلقت أكثر من 100 شكوى تتعلق بمضايقات وخطابات عنصرية، عقب الاستفتاء.