المنتخب الأمريكي يخوض كوبا أمريكا بلا هامش للخطأ

مع إخفاقه في بطولة الكأس الذهبية العام الماضي، وفشله في بلوغ بطولة كأس القارات 2017، قد تصبح بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا 2016» هي الحل والخلاص للمنتخب الأمريكي لكرة القدم، وقد تضاعف هذه النسخة الاستثنائية من محنة الفريق.
قبل أقل من عام واحد، سقط المنتخب الأمريكي في المربع الذهبي لبطول الكأس الذهبية لأمم اتحاد الكونكاكاف «أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي» وخرج الفريق من المربع الذهبي أمام نظيره الجامايكي، وأهدر فرصة التتويج باللقب الذي كان كفيلا بقيادته إلى كأس القارات، باعتبار المنتخب الأمريكي هو الفائز أيضًا بلقب الكأس الذهبية لعام 2013 .
وبعدها، أهدر المنتخب الأمريكي الفرصة الأخرى والنهائية لحجز مكان في كأس القارات بالسقوط في الدور الفاصل أمام نظيره المكسيكي المتوج بلقب الكأس الذهبية.. لكن الفرصة تبدو سانحة لاستعادة بعض الاتزان مع إقامة النسخة الاستثنائية لكوبا أمريكا في يونيو المقبل بالولايات المتحدة، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس اتحاد كرة القدم بأمريكا الجنوبية «كونميبول» وبداية إقامة بطولات كوبا أمريكا في 1916.
ومع إقامة فعاليات هذه النسخة في الولايات المتحدة والتوقعات الهائلة التي تضعها الجماهير الأمريكية على فريقها بقيادة المدرب يورجن كلينسمان المدير الفني للفريق، يكون الفريق مطالبا بتحقيق نتائج جيدة في هذه النسخة من كوبا أمريكا بعدما قلصت إخفاقات الفريق في 2015 من هامش الخطأ المسموح به لكلينسمان.
ووضع المنتخب الأمريكي، بصفته صاحب الأرض، على رأس إحدى المجموعات في الدور الأول لكوبا أمريكا 2016، ولكن القرعة دفعت به إلى واحدة من أصعب المجموعات الممكنة، حيث يلتقي في هذه المجموعة منتخبات كولومبيا وكوستاريكا وباراجواي. وهذه المجموعات الصعبة والقوية ليست أمرا جديدا على المنتخب الأمريكي، حيث سبق له الوقوع في مجموعة واحدة مع منتخبات ألمانيا والبرتغال وغانا بالدور الأول لبطولة كأس العالم 2016 بالبرازيل.
وقال كلينسمان، في محادثة مصورة مع المشجعين عبر موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت: «ستكون شبيهة نسبية بمجموعتنا في البرازيل، نعلم أننا وقعنا في مجموعة صعبة، ولكننا أيضا نستطيع التغلب على أي فريق».
وتبدو الأجواء مختلفة كثيرًا، فلم يعد لدي الجماهير نفس الحماس الذي كانت عليه في كأس العالم، نظرًا لانقلاب الأوضاع بهذا الشكل بالنسبة لنتائج الفريق في الكأس الذهبية وفي مواجهة نظيره المكسيكي على بطاقة التأهل لكأس القارات.
ولجأ كلينسمان إلى تجديد صفوف الفريق والاستعانة بالعديد من اللاعبين الشبان لتدعيم الفريق بالخبرة الاحترافية المبكرة التي اكتسبوها من لعبهم في أوروبا.
ودمج كلينسمان اللاعبين الشبان، مثل بوبي وود وجون بروكس وجوليان جرين وكريستيان بوليسيتش مع اللاعبين المخضرمين مثل كلينت ديمبسي وجيرمين جونز وكيلي بيكرمان ومايكل برادلي، وذلك في فريق ما زال يبحث عن هويته، وما زال يعاني من الأخطاء في كل مباراة، نظرا لاستمرار التجارب في صفوفه. وضمن هذه التجارب، يلجأ كلينسمان إلى تجربة اللاعبين في مختلف المراكز من مباراة لأخرى. ورغم هذا، لم يبد الفريق أي دلالة على ما يستطيع تقديمه في كوبا أمريكا، والذي يرجح أن يكون أقل من التوقعات.
وخلال المباراة التي خسرها المنتخب الأمريكي أمام نظيره الجواتيمالي «0-2» في 25 مارس الماضي بتصفيات اتحاد الكونكاكاف المؤهلة لكأس العالم 2018، ظهر المنتخب الأمريكي تائها في وسط الملعب. وبعدها بأربعة أيام فقط، ظهر المنتخب الأمريكي بأداء خططي مختلف تمامًا، وسحق نفس الفريق برباعية نظيفة، لينعش آماله في تصفيات المونديال ويثير الحيرة بشأن المستوى الحقيقي للفريق.
والمؤكد أن هذا الفوز لم يمنع الانتقادات والاعتراضات الموجهة للفريق الذي أصبح مطالبا بنتائج جيدة في النسخة الاستثنائية من كوبا أمريكا. وقال كلينسمان: «كوبا أمريكا نوع من البطولات يمكنها أن تظهر للناس ما نستطيع تقديمه، مثلما فعلنا في المونديال البرازيلي قبل عامين».
نجم الفريق
رغم بلوغه الثالثة والثلاثين من عمره، لا يزال كلينت ديمبسي قادرًا على لعب دور القائد والتأكيد على أنه أكثر لاعبي المنتخب الأمريكي حسما في الملعب. ويرد ديمبسي الملقب ب «كابتن أمريكا» دائما على أي انتقادات من خلال أهدافه الرائعة داخل الملعب ومساعدته للاعبين الشبان على التأقلم مع الفريق.
المدير الفني للفريق
بعد إخفاق الفريق في بطولة الكأس الذهبية لعام 2015، بدأ الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الأمريكي عملية تجديد في صفوف الفريق من خلال الاستعانة بالعديد من اللاعبين الشبان. ولكن هذه العملية وأفكار كلينسمان لم تثمر حتى الآن.
وتولى كلينسمان، الفائز مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 1990 وكأس أمم أوروبا عام 1996 كلاعب، تدريب المنتخب الأمريكي في 2011 .
مباريات الفريق في كوبا أمريكا 2016: يستهل المنتخب الأمريكي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الكولومبي في الثالث من يونيو المقبل بمدينة سانتا كلارا ثم يلتقي منتخبي كوستاريكا وباراجواي في 7 و11 من الشهر نفسه بمدينتي شيكاغو وفيلادلفيا على الترتيب.
إنجازات الفريق
الفوز بلقب الكأس الذهبية لأمم اتحاد الكونكاكاف خمس مرات.
ولم يسبق للمنتخب الأمريكي الفوز بلقب أي بطولة خارج أمريكا الشمالية.
وحل الفريق ثالثًا في كأس العالم 1930 بأوروجواي.