أقوال معجزه قرأت منذ حوالي35 عاما أوأكثر قليلا كتابا للسيد /محمد قطب أسمه علي ماأتذكر نفحات من انوار السنه(والسنه لمن لايعرف هي أقوال وأفعال وأقرارت لأفعال أو أقوال سكت عنها رسول الله بعد علمه بها واقرها ) . وقد ظل عالقا في عقلي وقلبي وكياني كله طوال هذه السنين وحتي اللحظه أول حديث للرسول (صلعم) أبتدأ به الكاتب العظيم كتابه وشرحه وتفسيره له. قال رسول الله (صلعم) مامعناه (أذا قامت القيامه وفي يد أحدكم غرسه وفي حديث أخر فسيله فليغرسها ) صدق رسول الله. وحديث الحبيب هذا مكون من حوالي تسع كلمات فقط ولكنه يحتوي ويشتمل بين حروفه علي أعظم ألحكم والقواعد والمواعظ الاداريه والنفسيه والسيكولوجيه التي تدفع وترتفع بسلوك وحياه الانسان عن مستوي السائمه والبهيمه. ليس ذلك وحسب وانما يثبت بغير جدال ان محمد رسول الله بحق وخاتم الانبياء.وهذه الكلمات البسيطه القليله هي احدي اصغر واكبر معجزاته. ربط فيها بين السعي في الدنيا واعمارها وعباده الله سبحانه في نسق واضح جلي . دعونا نتخيل معا اذا قيل لك انت ماذا تظن رسول الله قائل ان قامت القيامه واراد ان يعظ وينصح الناس اوالمسلمين ماذا سوف يقول؟(صلعم) . أظن أنا وأنت ان الرسول سوف يقول للمسلمين يوم القيامه أهرعوا الي الله وأسألوه الرحمه والنجاه أجأروا اليه وتضرعوا له بالدعاء ان يغفر ويرحم اسجدوا وصلوا. هكذا انا اتخيل ولكن رسول الله له قول أخر أعظم قدرا ومكانه (علمه شديد القوي). يخالف منطق وضعف وهزال الفكر والتوقع البشري السطحي المباشر.قال (صلعم) أذا قامت القيامه وفي يد أحدكم غرسه فليغرسها .- يارسول الله .سوف نرمي ونترك هذه الغرسه لنهرع الي الله بالدعاء والعباده - لا لاتتركوها وترموا بها بل أغرسوها في الارض و استمروا في عملكم الدنيوي في اعمار الارض. فالعمل عباده بحق هو والصلاه والدعاء صنوان لانقيضان .عملك في الدنيا هووالعباده سواء بسواء. طريق واحد لرب واحد. ولكن يظل التساؤل البشري الحائر في فهم هذه الحكم النورانيه. ولكن كيف استمر في عملي الدنيوي واغرس وازرع الغرسه والقيامه قد قامت فعلا وسوف تنتهي الحياه وتخر الجبال وتتصدع الارض وتقترب الشمس من الارض فتحرق وتعذب كل من عليها الا من شاء ربك نجاته. ماجدوي استمراري في عملي وغرسي هذه الغرسه التي لن يسمح لها الوقت ولا الظروف ان تنبت وتزهر وتؤتي اكلها. هنا درس العظمه المحمديه النبي الخاتم . ويتلخص في ان مهمتك يامسلم ان تعمل بجد واخلاص وتتقن العمل لانه كما رايت هو والعباده واحد والنيه فيه مرضاه الله سبحانه . وأحذر وهم انك عليك النتيجه وان عملك منوط بنتيجته .لا اعلم ان النتيجه والثمره علي الله وهذه ليست عليك .عليك فقط اتقان العمل حتي في احلك الظروف راجيا مرضاه الله. اي قاعده واي حكمه واي بلاغه هذه يارسول الله تبث الجديه والاخلاص في نفس المسلم وتشحذ همته للعمل الجاد مادام العمل عباده لله وهو سبحانه ضامن للنتيجه والثواب اي كانت صورتها الدنيويه وماتتمثل بها من احتمالات فشل او خساره او مكاسب او مكائد وخلافه. اي حكمه واي محفزا اقوي من هذا يدفع بالفشل والاحباط واليأس ويغسل النفوس من التعلق والتطلع للنتائج اي كانت فلا يأس مع الفشل ولاطمع وغرور مع النجاح. لان الله سبحانه لم يربط بين نتيجه العمل ورزقه وثوابه . اذا ايها المسلم لاتحبط ولاتيأس ان فشلت في عملك بعدما بذلت ما تستطيعه من جهد واخلاص ولاتنظر ورائك بل واصل السعي والعمل فانك حقيقه لم تخسر لان الله جاعل لكل شئ قدرا ولم يربط رزقك بنتيجه عملك وعلمك والحياه امامك خير شاهدا ودليلا علي ذلك.ولكنه سبحانه ربطه بمقدار وصدق الاخلاص في العمل والعباده. ولايعلم ذلك الا هو. قال تعالي مامعناه(وامر اهلك بالصلاه واصطبر عليها لانسألك رزقا الله يرزقك واياهم ) واخيرا لا استطيع ان افي بحق نقلي لشرح هذا الحديث الشريف ففي كلماته النورانيه القليله معاني عظيمه معجزه. وصدق رسول الله حينما قال (أوتيت جوامع الكلم وأختصر لي الكلام أختصارا) ماأحلي وأجمل وأحكم وأعدل كلامك يارسول الله. والان هل يتوقع ويستطيع أحدا أخر أيا كان شأنه أو تعليمه أو حكمته أن يعظ الناس والمسلمين بهذا الكلام وفي هذا الموقف الا ان يكون الصادق المصدوق(صلعم) وهذه الكلمات شاهده علي أحدي معجزات هذا النبي الامي العظيم القدر الكريم المكانه.