«المصري اليوم» ترصد ساعات الرعب في «الرويعي»

بين سرينة سيارات الإطفاء وصراخ وبكاء ملاك المحال بمنطقة الرويعى، رصدت «المصرى اليوم» الكارثة.. ألسنة اللهب في كل مكان والأدخنة تخرج من نوافذ المبانى.. حالات اختناق هنا وإغماء هناك.
المنطقة التجارية الأولى في مصر تحولت إلى كتلة لهب، حرارة النيران حولت الأجواء إلى صيف مبكر ساخن.. أياد ترتفع إلى السماء بالدعاء لإنقاذ محالهم وأخرى تجذب شعر رأسها من هول الكارثة والخسائر التي لحقت بهم.
بداية الكارثة انطلقت من شارع الرويعى، النيران تلتهم كل ما يقف أمامها من ورش ومخازن ملابس وأدوات بلاستيك.
«المصرى اليوم» رصدت أجواء الحزن المخيم على وجه ملاك المحال، منهم من يصرخ في الهاتف ليتصل بأصدقائه من ملاك المحال يطلب منهم الحضور إلى المنطقة التي تحولت إلى أكوام من الرماد. «عم محمد»، مالك ورشة تصنيع ملابس، وقف يصرخ بأعلى صوته «بيتى اتخرب داخلين على رمضان وأعياد أعمل إيه بس، ومش عارف أسدد الفلوس اللى عليا»، يجلس «عم محمد» على الأرض في وضع القرفصاء، ويسند ظهره على أحد الحوائط ويستخرج سيجارة يدخنها بشراهة، يده ترتعش وعيناه الدامعة على النيران، ويده على رأسه ثم ينظر إلى الأرض، وكلما شاهد سيارة إطفاء يقف من مكانه مستنجداً بها لعلها توقف النيران التي صممت على التهام كل ما يقف أمامها. وبينما جلس عم محمد، يندب حظه العاثر، كان هناك العشرات من ملاك المحال يقفون في ذهول يطلبون يد العون من الله، ويطالبون اللواء جمال سعيد، حكمدار القاهرة بسرعة إنقاذ محالهم من الدمار والخراب الذي لحق بهم، ليرتفع صوت حكمدار القاهرة الذي أشرف على عمليات الإطفاء بنفسه طالباً من القوات بذل أقصى مجهود للسيطرة على النيران، لكن ألسنة اللهب كانت أقوى من المياه ودمرت المحال.
«يا ناس حد يلحقنا بسرعة عايزين عربيات مطافى إضافية.. العمارة التانية ولعت»، هكذا ارتفع صوت مصطفى، مالك ورشة تصنيع ملابس، لتتجه الأنظار إلى العقار المشار إليه الذي شبت فيه النيران ليتم توجيه سيارات الإطفاء إليه لمحاولة مقاومة النيران. وبينما تسابق قوات الدفاع المدنى الزمن لمحاولة السيطرة على الحريق، أصيب بعض ملاك المحال بحالات إغماء من هول الموقف وضياع أموالهم، والتف العشرات منهم حول اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، واللواء جمال حلاوة، مدير الحماية المدنية بالقاهرة مطالبين إياهما بسرعة السيطرة على النيران ليتم استدعاء سيارات إطفاء أخرى تابعة للقوات المسلحة ولمحافظتى القليوبية والجيزة.
وقال الأهالى إن ضيق الشوارع وعدم وجود حنفيات حريق أو منظومة إطفاء في المبانى والفندق والمحال والورش، تسببت في إعاقة سيارات وجهود رجال الحماية المدنية في محاولاتهم لإسكات النيران.
«الرويعى» تحترق.. للمرة الثانية في أسبوع
تحولت منطقة الرويعى في العتبة، بوسط القاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، إلى كتلة من اللهب بعد أن شب حريق هائل في سوق تجارية وامتد للعقارات المجاورة. وصل أفراد الحماية المدنية بصحبتهم 20 سيارة إطفاء و5 سيارات إسعاف إلى المكان، الذي شهد حريقاً في وقت سابق خلال هذا الأسبوع.المزيد
تحقيقات النيابة في «حريق العتبة»: ماس كهربائى السبب.. ولجنة لفحص العقارات المنكوبة
بدأت نيابة وسط القاهرة الكلية، اليوم الإثنين، بإشراف المستشار وائل شبل، المحامى العام الأول لنيابات وسط، التحقيق في حريق منطقة الرويعى بالعتبة، والذى استمر نحو 10 ساعات متواصلة. وأمرت النيابة برئاسة أحمد معاذ، مدير نيابة حوادث وسط القاهرة، بتشكيل لجنة هندسية من حى الموسكى، لفحص العقارات المنكوبة لبيان مدى سلامتها وتحديد صلاحيتها، وما إذا كان بها تلفيات من عدمه.المزيد
مُلّاك «محال العتبة»: بيوتنا اتخربت.. وخسارتنا بالملايين
«بيوتنا اتخربت.. والله العظيم ده حرام».. هذه الكلمات تعبر عن حال مُلاك المحال المضارة من حريق الرويعى بمنطقة العتبة، الذين التقتهم «المصرى اليوم»، حيث لاتزال علامات الصدمة والرعب تسيطر على ملامحهم، وكاد بعضهم يلقى حتفه حرقاً أثناء محاولتهم إنقاذ بضائعهم التي تمثل رأسمالهم من الحريق.المزيد