بعد فشل اجتماع الدوحة.. دول النفط تدفع الثمن (تقرير)

أضاف عدم اتفاق اجتماع الدول المصدرة للنفط من داخل «أوبك» وخارجها بالدوحة، الكثير من التشاؤم بين أوساط المستثمرين، خاصة مع تراجع أسعار النفط في بدء جلسات الأسبوع، ليحقق أكبر انخفاض في يوم واحد منذ فبراير الماضي.
وتحول اجتماع 16 وزيرا للنفط في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، إلى توسع الاختلاف بعد تغيب الوزير الوحيد لدولة إيران، لتفاجئ المملكة السعودية الحضور بإصرارها على حضور جميع أعضاء المنظمة، واشتراك جميع الدول المصدرة للنفط في الاتفاق لتجميد الإنتاج كما هو مقرر لهذا الاجتماع، وكان من المتوقع أن يتمم الاجتماع اتفاقا لتثبيت الإنتاج عند مستويات، يناير الماضي، حتى أكتوبر المقبل من هذا العام، في محاولة لتقليص تخمة المعروض، الأمر الذي أصبح يقينا بعد تصريحات ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قائلا: «أنه لا يوجد اتفاق ممكن دون مشاركة إيران».
ودفع الإعلان عن الاجتماع، في فبراير الماضي، إلى ارتفاع خام برنت بأكثر من 45 في المائة، منذ هبوطه إلى أدنى مستوى في 12 عام يناير الماضي، في الوقت نفسه، يضع عدم اتفاق الدول المصدرة للنفط مصداقية «أوبك» على المحك، وترك العالم متخمًا بفائض كبير من إمدادات الوقود غير المطلوبة.
وانخفضت أسعار خام برنت بنحو 2.65 في المائة، ليخسر 1.14 دولار، محققا 41.96 دولار للبرميل، كما نزل الخام الأمريكي بنحو 3.32 في المائة، أي بما يوازي 1.34 دولار ليصل إلى 39.02 دولار للبرميل، في تمام الحادية عشرة بتوقيت جرينتش.
وفي استطلاع رأي ل«المصري اليوم»، ألقى بعض المحللين اللوم في فشل الاجتماع على التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهو ما جدد المخاوف من توسيع كبار المنتجين لمعركتهم على الحصة السوقية من خلال عرض تخفيضات أكبر، وهو ما أكده المحلل الاقتصادي الألماني، هولغر سبتز، أن المناقشات في الاجتماع فشلت نتيجة للخلافات السياسة بين السعودية وإيران، بالرغم من تغيب وزير النفط الإيراني، مشيرا إلى أن الخلاف بين البلدين دمر أي فرصة للتوصل إلى اتفاق بين أعضاء أوبك وروسيا.
وأوضح «سبتز»، في حديثه ل«المصري اليوم»، أن الخلاف القادم سيكون على الحصة السوقية، وبسؤاله عن المستفيدين، رد «سبتز» أن الانخفاض يأتي في صالح مستهلكي النفط، وهو الخبر ذاته الذي يعد سيئا للمنتجين فمن المتوقع أن ينخفض برنت تحت حاجز 40 دولار للبرميل.
وقال بنك جولدمان ساكس، في بيان له، الإثنين، إن «عدم التوصل إلى اتفاق في الدوحة قد يكون عاملا لانخفاض أسعار الخام الأمريكي، مؤكدا أنه من المتوقع أن يبلغ 35 دولارا للبرميل في المتوسط في الربع الحالي.
ويقول فلاح العامري، ممثل العراق، في تصريحات له، عقب الاجتماع، «نحن نشعر بخيبة أمل، فسيؤثر هذا على أسعار النفط، مما سيؤثر على أرباحنا، فنحن أردنا التوصل إلى اتفاق».
في الوقت نفسه، يحاول وزير النفط الروسي طمأنه الأسواق، قائلا: إن «بلاده لم تغلق الباب أمام التوصل إلى اتفاق عالمي لتجميد مستويات الإنتاج رغم شعوره بخيبة الأمل لعدم تبني قرار في اجتماع أمس».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن وزير النفط الروسي، قوله إنه توجه إلى الدوحة متوقعا أن توقع كل الأطراف على الاتفاق، مضيفا: أن «الاتفاق انهار، لأن السعودية طالبت بمشاركة إيران، وهو ما وصفه بالأمر غير المعقول، لأن طهران غابت عن المحادثات»، وتابع: «روسيا مستعدة للتفاوض مع أجل تخفيض إنتاج النفط من جديد، لكنها لن تكون متفائلة كالسابق بشأن نتيجته المحتملة».
ويتوقع كولن سميث، محلل شؤون النفط الأمريكي، في حديثه ل«المصري اليوم»، المزيد من التقلبات في أسعار الخام، متعجبا من إقامة الاجتماع، برغم عدم وجود التزامات من الدول المصدرة للتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
ويرى إد مورس، رئيس قسم أبحاث السلع العالمية في مجموعة «سيتي جروب»، أن السعودية هابت أن تنخفض الأسعار بشكل مطرد لفترة طويلة، وتتنازل عن حصتها في السوق بعد تجميد الإنتاج، فيبدو أن السعودية تعلمت مما حدث في عام 1980.
وهبطت أسعار النفط أكثر من 70 بالمائة، منذ منتصف 2014، حيث يضخ المنتجون ما بين مليون و2 مليون برميل من الخام يوميا، فوق مستوى الطلب، مما تسبب في امتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم عن أخرها بالخام غير المباع.
وتراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية، صباح الإثنين، بعد هبوط أسعار النفط في أعقاب عدم توصل منتجي الخام في الدوحة، الأحد، لاتفاق لتثبيت إنتاج النفط بين الدول المنتجة ب«أوبك» وخارجها.
وانخفض المؤشر 1.25% إلى 6332.3 نقطة، وقاد النزول أسهم البتروكيماويات، وهبط مؤشر القطاع 2.3%.
وقادت انخفاضات أسعار النفط البورصات العالمية إلى الانخفاض كنتيجة لارتباط الأسواق، مع تخوفات تصاعد وتيرة الركود الوشيك، وانخفاض معدلات النمو، ففي أوروبا انخفض مؤشر «يوروستوكس 50» للأسهم القيادية بنحو 0.38 في المائة، ليصل إلى 3042.83 نقطة، كما هبط المؤشر البريطاني «فوتسي 100» بنحو 0.16 في المائة، ليحقق 6333.44 نقطة، وانخفض المؤشر الألماني «داكس» بنحو 0.05 في المائة، ليصل إلى 10046.72 نقطة، وخسر المؤشر الفرنسي «كاك 40»، بنسبة 0.21 في المائة ليصل إلى مستوى 4485.95 نقطة، في تمام الحادية عشر بتوقيت جرينتش.
وفي موسكو، تراجع الروبل بنحو 1.33 في المائة أمام الدولار، في ردة فعل غاضبة من المستثمرين، إلى 67.3 دولار للروبل الواحد، وانخفضت مؤشرات سوق الأوراق المالية الروسية بنحو 3 في المائة، وتحاول روسيا الدفاع عن اتفاقية تثبيت الإنتاج، لأنها استندت في ميزانيتها القادمة على متوسط سعر للنفط يبلغ 50 دولار للبرميل.