أبرزت الصحف السعودية، الخميس، أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لمصر ولقاء القمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحة أن لها دلالات وأبعادا ورسائل عديدة تؤكد أن العلاقات بين البلدين ليست خيارا لكن مسألة مصير واحد لا يقبل المساومة، لافتة إلى أنها تأتى فى لحظة تاريخية بالنسبة للمنطقة التى تعيش أزمات عدة تستوجب البحث عن مسبباتها وعلاجها. وقالت صحيفة «عكاظ» فى افتتاحيتها تحت عنوان «الرياضوالقاهرة.. المصير الواحد»: «إن الزيارة تؤكد متانة الروابط وعمق العلاقات بين عاصمتى القرار العربى، وتكتسب أهمية بالغة من توقيتها الجوهرى الذى يعد أقوى رد على من يحاول استثمار التعقيدات التى تمر بها المنطقة لترويج الشائعات والعبث بالأمن القومى العربى». وأضافت «عكاظ» أن الزيارة لها دلالات وأبعاد ورسائل عديدة تؤكد أن العلاقات بين البلدين ليست خيارا وإنما مسألة «مصير واحد لا يقبل المساومة»، وأن مصر تؤكد فى جميع المواقف أن أمنها من أمن السعودية، والسعودية كذلك تؤكد أن أمنها من أمن مصر، وهذه ليست مقولات مجانية بل حقائق تؤكدها المواقف التاريخية الراسخة، من بينها إعلان السعودية التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر، والتى شهدت تطوع الملك سلمان فى صفوف الجيش السعودى، مشيرة إلى أن الزيارة تعد مفتاحا لضخ الاستثمارات السعودية فى شرايين الاقتصاد المصرى من خلال توقيع البلدين العديد من الاتفاقات فى مجالات النفط والتنمية. وتابعت: «مصادر (عكاظ) فى مؤسسة الرئاسة المصرية أكدت أن القمة ستكون ب(جدول مفتوح)، ويتضمن الجدول وضع حجر أساس جامعة الملك سلمان فى سيناء، وزيارة مجلس النواب المصرى، والاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودى- المصرى الذى سيشهد التوقيع على 24 اتفاقا ومذكرة تفاهم، ولقاء خادم الحرمين أمين عام الجامعة العربية، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تتعلق بمنع الازدواج الضريبى، والزراعة، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، والكهرباء، والإسكان، والتربية والتعليم، والعمل، والنقل البحرى، والموانئ، والثقافة، والإذاعة والتليفزيون، فضلا عن اتفاقيات مشاريع تنمية شبه جزيرة سيناء بإجمالى 1.5 مليار دولار». وذكرت صحيفة «الرياض» تحت عنوان «المملكة ومصر فى مهمة استعادة المنطقة»: «هناك من يعمل ويُمنى النفس بإفساد العلاقات بين المملكة ومصر، وهذه حقيقة لا يمكن حجبها أو مواراتها، ومصدر تلك الرغبة إما عبر قوى خارجية أو داخلية بمعاول إعلامية أو حزبية أو عبر توظيف شخصيات مأزومة، والغرض من ذلك يتفاوت بين مصالح فئوية ضيقة إلى أهداف أكثر تأثيرا تمس التوازنات فى المنطقة، لكن الزيارة تكشف إلى أى مدى تكتسب تلك العلاقة بين البلدين حصانة شديدة». وأضافت الصحيفة أن العلاقات بين القاهرةوالرياض قادرة على الصمود أمام أى طارئ، وزيارة خادم الحرمين تبدد وتنفى جميع ما يدور فى أذهان البعض عن توتر العلاقات السعودية- المصرية، لأنها تأتى فى لحظة تاريخية بالنسبة للمنطقة التى تعيش أزمات نتيجة أمراض مزمنة تستوجب البحث عن مسبباتها وعلاجها، وعلى هذا الأساس مارست المملكة مسؤوليتها تجاه أهم الدول العربية فى المنطقة، ووقفت مع خيار شعبها، ولم تنظر إلا لمصر التى لا مجال لإدخالها أتون تجارب من التهور السياسى بداعى «الربيع» أو غيره. وتابعت: «المملكة تبعث من خلال الزيارة برسالة قوية إلى كل من راهن على أن بإمكانه تعكير صفو العلاقة، تقول إن البلدين مدركان حجم الثقل الذى يمثلانه ولا يمكنهما المخاطرة به تحت أى ذريعة». وقالت صحيفة «اليوم» تحت عنوان «تعاون سعودى- مصرى شامل»: «الزيارة تحظى بأهمية خاصة على مختلف الأصعدة الإسلامية والعربية والدولية، فالبلدان يتمتعان بأثقال سياسية واقتصادية مهمة فى المنطقة، وبإمكانهما الوصول إلى تسويات مناسبة لكل الأزمات القائمة، والزيارة سوف تحقق كما ترى الأوساط السياسية فى العالم العربى إنجازات عديدة تسهم فى إنهاء العديد من القضايا الساخنة فى بؤر التوتر القائمة فى كثير من الأقطار الإسلامية والعربية، وتدفع باقتصاد مصر إلى آفاق جديدة وواسعة، فضلا عن دعم العلاقات القائمة بين البلدين مع مختلف القوى الكبرى النافذة». وتحت عنوان «قمة الاستقرار فى القاهرة»، كتبت صحيفة «الشرق»: «الزيارة قمة متكاملة الأركان، خاصة بعد توقيع عديد من الاتفاقيات الاقتصادية الداعمة لمصر، كما تحمل اتفاقيات طويلة الأمد تعتبر حالة امتداد للشراكة بين الدولتين، وستثمر عن حزمة قرارات مصيرية فى المنطقة العربية خلال المرحلة المقبلة».