قالوا انها مثال لما يمكن ان تحققه المرأة العربية اذا ما اتيح لها العلم والفرصة، وقالوا انها سخرية هذا العصر، ومجرد صدفة عبثية.. فبينما كان الامريكيون يعكفون على هدم آثار العراق، كانت المهندسة العراقية زها حديد تقوم ببناء آثار فنية رائعة في الولايات المتحدةالامريكية. زها حديد معمارية عراقية، ولدت في بغداد 31 أكتوبر1950، وهي ابنة السياسي الليبرالي والاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد الذي توفي في لندن 1998، واشتهر بتسيير اقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958- 1963). وقيل ان ثمة اتفاق تم بينه وبين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حتى يبتعد عن العمل بالسياسة، ففعل حتى رحل إلى بريطانيا ليعيش هناك مع ابنته. درست زها في بريطانيا وسويسرا قبل التحاقها بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الرياضيات، وتحولت للعمارة في لندن خلال السبعينات وأسست شركتها الخاصة عام 1979. حصلت زها حديد على اكثر من 30 جائزة ووساما، من مختلف انحاء العالم، من بينها جائزة بريتزكر العالمية في مجال التصميم المعماري عام 2004، والتي يطلق عليها «جائزة نوبل المعمارية، لتكون زها أول امرأة تفوز بهذه الجائزة، فضلا عن كونها أصغر من فازوا بالجائزة سنا. كما منحتها ملكة بريطانيا وسام التقدير الملكي على انجازاتها الهندسية، وميدالية توماس جيفرسون للتصميم عام 2007. وفازت كذلك بجائزة الاتحاد الأوروبي للهندسة المعمارية المعاصرة عن تصميمها محطة تقاطع لمرور وسائل النقل وموقف سيارات يسع ل700 سيارة في مدينة ستراسبورج الألمانية. ومنحت الملكة إليزابيث زها حديد لقب سيدة في 2012، وحصلت في الآونة الأخيرة عام 2016 على الميدالية الملكية الذهبية للمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، لتكون أول امرأة تحصل على هذه الجائزة. وتشمل قائمة تصميماتها مئات المشروعات، مثل متحف جوجينهايم في طوكيو، إلى توسيع متحف اوردوبجارد في الدانمارك (على شكل سفينة مبحرة) ومبنى المكتبة الوطنية في ولاية كيبيك الكندية، مرورا بمتحف الفنون الإسلامية في الدوحة وجسر معلق في أبوظبي. أما أكثر مشاريعها إثارة للجدل، فهو مرسى السفن في باليرمو في صقلية (1999)، والمركز العلمي لمدينة وولفسبورج الألمانية (1999)، وكذلك المسجد الكبير في ستراسبورج الفرنسية (2000). أما أهم مشاريعها التي نفذت على الإطلاق فهي منصة التزحلق الثلجي في أنزبروك في النمسا (2001) والمبنى الرئيسي لمصنع سيارات بي أم دبليو في لايبزيج في ألمانيا، ومركز روزنتال للفنون المعاصرة بولاية أوهايو الأمريكية (2002). وصممت متحف ماكسي في روما ومركز الألعاب المائية الذي استضاف الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 ومركز حيدر علييف في أذربيجان. واختير تصميم شركتها للملعب الأولمبي الذي ستبنيه اليابان للألعاب الأولمبية الصيفية في 2020 لكن ألغي بسبب تكلفته الباهظة. وصممت زها حديد أيضا استاد الوكرة الذي يجري تشييده في قطر حاليا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. في عام 2008، زارت زها حديد مصر، لعرض تصميمها لبرج يملكه مستثمرون مصريون وقطريون على النيل، وغضب كثير من المعماريين لان من استضافوها لم يتيحوا فرصة اللقاء بها للآخرين من المهتمين بهذه الشخصية الانسانية الفريدة التي احتلت المرتبة الثامنة والستين بين أقوى نساء العالم حسب تصنيف مجلة «فوربس» آنذاك، والثالثة بين أشهر وأغنى النساء في بريطانيا. زها حديد.. المعمارية التي كسرت قوانين إقليدس توفيت زها حديد، مساء أمس الأول، إثر إصابتها بأزمة قلبية عن 65 عاما، تاركة إسما من ذهب في عالم الفنون المعمارية. زها حديد.. المعمارية التي كسرت قوانين إقليدس