مفاوضات لإنشاء مزارع مصرية نموذجية وصناعات غذائية بدول أفريقية

كشف علي الليثي، رئيس جهاز التمثيل التجاري بوزارة التجارة والصناعة، عن وجود مفاوضات حاليًا مع عدد من الدول الأفريقية لإنشاء مزارع مصرية نموذجية بها، حيث سيقدم الجانب المصري خبراته في هذا المجال، بالإضافة إلى ضخ استثمارات لتوفير المعدات والآلات الزراعية وتطوير أساليب الري والحصاد والتخزين مع إقامة بعض الصناعات الغذائية المرتبطة بإنتاج هذه المزارع النموذجية، لافتا إلى تقدم المفاوضات مع زيمبابوي التي قد تشهد إقامة أول نموذج لتلك المزارع المصرية.
جاء ذلك، خلال الاجتماع الذي نظمته وزارتا الخارجية والتجارة والصناعة، ممثلة في جهاز التمثيل التجاري، مع 12 سفيرا ونائب سفير لدول إنجولا وكوت ديفوار والسنغال وموزمبيق وموريشيوس والكونغو وأوغندا ونيجيريا وزامبيا وغانا ورواندا، بمشاركة ممثلين عن 30 شركة مصرية من العاملة بمجالات الكهرباء والطاقة والطاقة المتجددة لفتح قنوات اتصال للشركات المصرية مع نظيرتها الأفريقية من أجل تكثيف التعاون المصري الأفريقي، خاصة بالقطاعات ذات الأولوية للدول الأفريقية.
وأكد رئيس التمثيل التجاري أن الاجتماع يأتي تنفيذا لمبادرة المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، التي أعلن عنها الشهر الماضي على هامش فعاليات منتدى التجارة والاستثمار في «أفريقيا 2016» بشرم الشيخ الهادفة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والدول الأفريقية، حيث يستهدف الاجتماع بحث فرص الاستثمار المصري في قطاع الطاقة بأفريقيا بالتنسيق مع كبرى الشركات المصرية المتخصصة في مجال الطاقة، خاصة الكهرباء والطاقة المتجددة، موضحا أنه تم التعرف على المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة وجميع البيانات والمعلومات الفنية والاقتصادية المتعلقة بهذه المشروعات.
وأضاف «الليثي» أن أفريقيا تستهلك 3% فقط من حجم الاستهلاك العالمي للكهرباء، رغم أن سكان القارة يمثلون 15% من سكان العالم، وهو أمر تسعى الدول الأفريقية لتغييره نظرًا لحرمان نحو 589 مليون نسمة بأفريقيا من الكهرباء ترتفع إلى 800 مليون نسمة بحلول عام 2030، وهو أمر لم يعد مقبولا، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي وثورة معلوماتية بمعدلات غير مسبوقة.
وأشار إلى أهمية تحديد المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة بالأسواق الأفريقية، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة ومشروعات المشاركة بين القطاعين العام والخاص، والبدء في إيفاد بعثات للمستثمرين المصريين إلى الأسواق الأفريقية المستهدفة، حيث ننسق حاليا مع جمعية مستثمري 6 أكتوبر لتنظيم بعثة لكبار المستثمرين المصريين للكونغو الديمقراطية، إبريل المقبل، لبحث إمكانية إقامة منطقة صناعية مصرية بالكونغو على مساحة 5 كيلومترات مربعة، التي أعلن عنها خلال زيارة رئيس وزراء الكونغو لمصر الشهر الماضي، موضحا أن الشركات المصرية لديها خبرة كبيرة في العمل بأفريقيا فهناك العديد من قصص النجاح التي حققتها شركاتنا بالقارة.
وقال «الليثي»: إن «هذه الخطط تتكامل مع اتجاه جهاز التمثيل التجاري لفتح مكاتب تجارية جديدة أول إبريل المقبل في 5 دول أفريقية، وهي تنزانيا وأوغندا وجيبوتي وغانا وكوت ديفوار لتعزيز تواجد التمثيل التجاري المصري بأفريقيا، حيث يوجد للجهاز 6 مكاتب تجارية أخرى بأهم الدول الأفريقية، كما تستعد وزارة التجارة والصناعة لإنشاء 12 مركزًا لوجستيًا لخدمة صادراتنا لعدد من أهم الأسواق الأفريقية بهدف تذليل العقبات أمام نفاذ منتجاتنا للأسواق المختلفة».
وأضاف: «التمثيل التجاري سيقوم بتنظيم بعثة تجارية واستثمارية لدول الغرب الأفريقي خلال الفترة من 14 إلى 21 مارس الحالي تتجه إلى دول السنغال وكوت ديفوار وغانا»، لافتا إلى أن البعثة تضم عددا كبيرا من الشركات المصرية، إلى جانب عدد من رجال الأعمال اللبنانيين المهتمين بالتعاون مع مصر لزيادة تعاملاتنا مع أفريقيا.
وتابع: «هناك قاعدة صلبة للتعاون المصري الأفريقي بعد قمة دمج التكتلات الأفريقية الثلاثة (الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا)، التي عقدت بمصر خلال شهر يونيو الماضي وأيضا منتدى الاستثمار في أفريقيا 2016، الذي اختتم أعماله، الشهر الماضي، فاستضافة شرم الشيخ للمؤتمرين تؤكد التزام مصر وتصميم حكومتها على تعميق التعاون مع مختلف الدول الأفريقية».
من جانبه، أكد السفير محمد أدريس، مساعد وزير الخارجية، أن مبادرة التمثيل التجاري لفتح قنوات اتصال مع الدول الأفريقية مفتوحة لمشاركة جميع دول القارة، وأيضا لجميع الشركات المصرية وبجميع القطاعات وليس فقط المشاركين بالاجتماع، مشيدا بالمبادرة التي لن ندخرا جهدا لإنجاحها وزيادة علاقاتنا الاقتصادية مع القارة، مشيرا إلى أن الجانب المصري سيركز على تنفيذ مشروعات تخدم القاعدة العريضة بالمجتمعات الأفريقية، بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين.