البابا تواضروس في قداس صوم يونان: «الشاطر اللى يغتنم الفرصة الأولى ليتوب»

قال الأنبا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن التوبة هي أشهى وأسمى عمل ممكن أن يقوم به الإنسان على وجه الأرض، مطالبًا الشعب القبطى بالعمل للتوبة اقتداءًا بقصة يونان النبى، وبالتسليم لخطط الله التي تعمل لخير الإنسان.
وأضاف «تواضروس»، خلال العظة الروحية التي ألقاها عقب ترأسه القداس الالهى لصوم يونان بمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الأسكندرية الأربعاء، «الله يعطى الفرص للإنسان، والفرصة تأتى مرة واحدة، لكن الإنسان الشاطر والذكى هو من يغتنم الفرصة الأولى التي تتاح له ويستغلها في التوبة إلى الله من الخطيئة».
وتابع البابا مخاطباً الاقباط «الفرصة قد تكون حضورك للقداس الالهى أو الصلوات أو قراءتك لكتاب أو الطبيعة عندما تتكلم أمامك أو كلمات صغيرة يقولها طفل صغير أمامك، حتى تكون دافعاً لك كى تغتنمها وتتوب إلى الله، لان الشاطر هو من يغتنم الفرصة التي تسنح له ولا يضيعها أو يتركها تمر من امامه».
وقال البابا «استخدم الله يونان النبى حتى يقدم فرصه لاهل السفينة التي كانت ستغرق في البحر لولا قيام ركابها بالقاء يونان في البحر، فالتقمه الحوت وظل 3 ايام في بطنه حتى لفظه في اليوم الثالث».
واشار البابا إلى أن الله هو صاحب كل الجمال ولذلك فاننا نتامل صفات الله وهى كثيرة جداً، مشيراً إلى ان الاقباط في صيام يونان يتلمسون 3 صفات اساسية من صفات الله الكثيرة والعديدة وهى «انه اله الرحمة والمغفرة وتمتد رحمته عبر الاجيال إلى الشعوب والافراد، ويمتد برحمته من الكبار حتى الاطفال، ومن صفاته ايضاً انه اله الفرصة الثانية يمنحها حتى يتوب الانسان عن الذنوب ويعود إلى الله كما فعل مع يونان النبى».
ولفت البابا إلى أن من صفاته انه اله الخير والنجاح فخطط الله ناجحة وتحتاج منا إلى التسليم لخططه فهو الذي أعد السفينة والريح والحوت واليقطينة والدودة.
وتحدث البابا عن صوم يونان قائلاً: أنه من الأصوام القصيرة في الكنيسة ويستمر لمدة 3 أيام، وهو اختصار للصوم الكبير في الكنيسة الذي سيبدأ بعد اسبوعين والذى ينتهى بعيد الفصح حيث تعنى كلم الفصح العبور، والذى فيه عبر يونان النبى وشعب نينوى من الخطية إلى التوبة والحياة .
وترأس البابا تواضروس الثانى القداس الالهى لصلاة صوم يونان بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية الاربعاء، حيث شاركه في الصلاة كلاً من القمص رويس مرقس الوكيل البابوى بالإسكندرية، والقس أنجيلوس اسحق والقس امونيوس عادل سكرتاريته الخاصة وعدد كبير من الأباء الكهنة والمئات من الشعب القبطى بالإسكندرية.
وشهدت الكاتدرائية اجراءات تأمينية مشددة حيث تم تشغيل بوابة كشف المعادن على البوابة الرئيسية وتولت فرق الكشافة تنظيم عملية الدخول والجلوس داخل المرقسية لحضور العظة الروحية .