سيدي العزيز عضو حزب الاستقرار والبناء، انا لاأظن أنك تسبح عكس التيار عندما تطالب الثوار بالهدوء والعودة للبناء والكف عن التظاهر والاعتصامات، قد تكون مختلفاً معي في الرأي ولكني أنا - الثائر حتى الآن - هو من يرى أنه يسبح عكس التيار. فالإعلام الفاسد الذي أفسد حياتنا على مدار 60 سنة لازال في ثوبه الجديد يقوم بنفس الدور ولكن "بنيولووك" جديد، وبالتالي فأغلبية الشعب المصري الآن حدثت له "لخبطة" شديدة في الفهم. ماذا يريد الثوار؟ لماذا هم لازالوا ثائرين؟ لماذا لايقنعون بما حققوا ويلتفتون لبناء البلد وعودة الاستقرار؟ ياسيدي إن الحقيقة التي لايريد أن يفهمها أحد نتيجة "غلوشة" الإعلام الفاسد الموجه هو أن الثورة لاتزال مستمرة لتحقيق ماتريده سيادتك بالضبط، فالثورة لديها أسئلة في غاية الأهمية ولا تجد لها أي مجيب. أين رجال الشرطة؟ لماذا لاينزلون إلى الشارع وينتشرون كما كانوا؟ وإن نزلوا لايعملون بشكل سليم؟ وكيف يقبضون رواتبهم الشهرية على مدار 3 شهور حتى الآن وهم ممتنعون عن النزول وأداء واجباتهم؟!! لماذا لم تعلن وزارة الداخلية بكل شفافية حتى الآن عن خططها لإعادة هيكلة الوزارة وإعادة تأهيل جهاز الشرطة بالكامل؟ لماذا لايحسمون أمرهم ويعلنوه على الناس بخطط واضحة بالأسماء والتواريخ؟ أليس من حق الشعب في كل الديموقراطيات الحقيقية أن يراقب كافة أجهزة الدولة؟ ماهو جهاز الأمن الوطني وماأهدافه؟ وماهو الفرق بين وظيفته ووظائف جهاز الأمن القومي وجهاز المخابرات العامة؟ لماذا لم تتم الاستجابة لمطالب الثوار بجعل وزير الداخلية من القضاة أو جعل هيئة قضائية مستقلة رقيبة على عمل أجهزة وزارة الداخلية كما هو متبع في الدول الديموقراطية؟ لماذا لم تتم الاستجابة لمطالب نادي القضاة لتحقيق استقلال القضاء؟ لماذا لم تنقل تبعية التفتيش القضائي والنائب العام لمجلس القضاء الأعلى بدلاً من وزير العدل؟ ألا يعد هذا أول وأبسط مبادئ فصل السلطات عن بعض؟ أليس عدم تحقيق هذه المطالب هو ماأدى إلى تراكم الفساد وتوحشه بهذه الصورة؟ ثم لماذا لازال المدنيون يحاكمون أمام محاكم عسكرية في محاكمات اليوم الواحد والتي لاتتيح للمتهم - الذي هو برئ حتى تثبت إدانته - أن يحضر محاميه أو يستأنف الحكم الصادر ضده؟ ثم لماذا لم يتم حتى الآن وضع كل المفسدين من جيل مبارك في السجن الاحتياطي أو حتى تحت الإقامة الجبرية؟ لماذا يعمل النائب العام بصورة انتقائية حتى الآن في البلاغات المقدمة له؟ فيضع معظم الوزراء من جيل جمال مبارك في السجون وعلى قوائم ترقب الوصول ويدع نظرائهم من جيل مبارك يرتعون في البلد ويهربون خارجها كما يشاؤون؟ كيف هرب حسين سالم إلى خارج البلاد ومعه مليار ونصف دولار من قوت الشعب الغلبان؟ لماذا سمحوا بسفر د. طارق كامل ود. يوسف بطرس غالي ورشيد محمد رشيد وعبد اللطيف المناوي وغيرهم وعليهم بلاغات للنائب العام بالعشرات؟!! لماذا تم الاستفتاء - بتكلفة 200 مليون جنيه - على 9 مواد دستورية ثم نفاجأ بإعلان دستوري لم ولن يتم الاستفتاء عليه، أليس هذا إهداراً للمال العام؟ لماذا لم يتم حتى الآن القبض على مجرم واحد ممن هدموا كنيسة صول بإطفيح؟ أو ممن قطعوا أذن الرجل في قنا؟ أو ممن قاموا بالاعتداء د. محمد البرادعي أو ممن أحرقوا واعتدوا على الأضرحة في أماكن متفرقة من مصر؟ في حين يقبض على مايكل نبيل وغيره من النشطاء لأنه قال رأيه بصراحة؟ كيف ولماذا يتم بناء كنيسة إطفيح على نفقة الجيش؟ وهو الجيش بيجيب فلوسه منين، مش مني ومنك؟ ولماذا يتم علاج المواطن القناوي على نفقة مستشفيات جامعة الأزهر؟ هيا الفلوس دي منين، مش مني ومنك؟ يعني هل هذه رسائل للشعب المصري أن يذهب ليهدم ويحرق ويؤذي الناس والحكومة ستتحمل بتكاليف الإصلاح؟!! لماذا لم يحملوا هذه التكاليف على حساب من قام بهذه الجرائم؟ لماذا نتحملها نحن وبأي ذنب أوجرم ارتكبناه؟ وكيف بالله يمكن لدولة القانون ان تسود بهذه القرارات التي ترسخ للهمجية وسيادة شريعة الغاب؟ ثم مامعنى أن يقول د. يحيى الجمل وهو نائب رئيس الوزراء أنه من الأسهل عليه أن يبرئ قاتل عبد اللطيف المناوي من أن يقيله من منصبه؟ ومامعنى أنه عندما يقال هو ونادية حليم والأخت مديرة الإذاعة يرقوا لمستشارين بدرجة (أ) في رئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون؟!! وأين هم خبراؤنا الإعلاميون الذين ساهموا في تأسيس كبريات قنوات الإعلام العالمي والعربي من كل هذا؟ أين حسين عبد الغني وحافظ الميرازي ويسري فودة وحمدي قنديل وابراهيم عيسى ومحمود سعد وغيرهم وغيرهم؟ بل أين أقطاب الثورة ورموزها على شاشات الإعلام الحكومي المصري؟ أين محمد البرادعي وعمرو موسى وأيمن نور ومحمد حسنين هيكل ومصطفى النجار وعصام حجي وطارق حجي وحسن نافعة وغيرهم وغيرهم؟ ثم من هو سامي الشريف؟ هل سمع به أحدٌ منا قبل تعيينه في منصبه؟ واين ماتطالب به الثورة من تحرير الإعلام الحكومي وجعله مثل البي بي سي؟ وأين مجلس الأمناء الذي طالبت به الثورة؟!! ولماذا تأخرت قرارت تجميد أرصدة وأصول عائلة مبارك كل هذه المدة؟ ولماذا لم يصدر طلب رسمي من الحكومة المصرية للكشف عن قيم هذه الأرصدة والأصول في العالم أجمع حتى يتم كشفها للشعب؟ أين هي هذه الشفافية التي يتشدق بها الجميع؟ ثم لماذا لم يقم النائب العام بإصدار طلب لنظيره الأمريكي للكشف عن هوية المسئول المصري المرتشي في قضية رشوة مرسيدس والتي أعلنت السلطات الأمريكية أنها على استعداد تام للتعاون إذا طلبت السلطات المصرية ذلك؟ لمصلحة من عدم تقديم هذا الطلب حتى الان؟!!! كل هذه وغيرها أسئلة تدور في خلد من قاموا بالثورة ولايجدون لها أي إجابة أو رد من المسئولين المصريين، فماذا يجب عليهم أن يفعلوا؟ أن يغمضوا أعينهم ويصمتوا حتى يعاود الفساد انتشاره ويعود للحياة أقوى وأعظم مماكان قبل الثورة؟ كيف يحاولون حتى التفكير في بناء المستقبل وكل هذه الأسئلة تدور في أذهانهم بدون إجابة؟ وحتى لو حاولوا فسوف يعملون بنصف قلب ونصف عقل لأنهم موقنون في قرارة أنفسهم أن هناك أسباباً خفية لهذا الطمس العجيب لهذه الأسئلة وعدم إجابة أي مسئول عنها بإجابات محددة وتفصيلية عن كلٍ منها. ياسادة الأيدي المرتعشة لاتبني أمجاداً. يا كل سادتي المحترمين ممن يطالبون الثوار بالاكتفاء بهذا القدر والقيام بالبناء والعمل للمستقبل، كلنا مشتاقون للعمل وإعادة بناء مصرنا الحبيية، كلنا نحلم بان تتحقق مطالبنا حتى نطمئن إلى سلامة الأساس الذي سوف نبني عليه مصرنا الحرة العظيمة. الحقيقة التي لايمكن لأحد أن ينكرها أنه لايمكن البدء في البناء على أساس نرى أنه فاسد ومخوخ لدرجة لاتحتمل البناء عليه وإلا نكون قد ضحكنا على أنفسنا لأن البناء سوف ينهار في منتصفه. يحضرني هنا مقولة الشيخ الشعراوي رحمه الله حينما قال "الثائر الحق يثور حتى يهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد". وماهدمنا الفساد بعد فكل مافعلناه أننا أزحنا عائلة الرئيس عن سدة الحكم وحبسنا بعض الوزراء على سبيل الاحتياط وأعدنا تسمية جهاز أمن الدولة بمسمى آخر، ليس هذا هدماً للفساد ولكنه إعادة تدوير له لا أكثر. يجب هدم الأساس الخرب ثم التكاتف جميعاً لوضع الأساس القوي السليم الذي سيتحمل بناءنا عليه أجيالاً وأجيال. لهذا سوف تظل الثورة مستمرة بل وهي مرشحة للتصاعد والتصعيد وحتى الاعتصام المفتوح إذا تطلب الأمر للوصول لإجابات مقنعة على كل هذه الأسئلة والضغط في سبيل تحقيق مطالب الشعب كله. والجدير بالذكر أنه كلما انضم عدد أكبر من أعضاء حزب الاستقرار والبناء للثوار في مطالبهم ومظاهراتهم، كلما تم إنجاز المهمة في وقت أقصر وبطريقة أسهل وأسلس. فكل مانرجوه أننا كما كنا شعباً واحداً موحداً في 25 يناير وباقي أيام الثورة المجيدة، لأن نظل شعباً موحداً ونحن نطالب بتحقيق باقي مطالبنا الأساسية في أسرع وقت حتى نتفرغ جميعاً كشعب واحد موحد لبناء بلدنا الحبيبة. وأخيراً وليس آخراً سوف نظل نردد كما كنا نردد في بدايات ثورة 25 يناير. "يا أهالينا انضموا لينا....يا أهالينا انضموا لينا"!!!