وسط إجراءات أمنية مشددة وسط القاهرة، نظم العشرات من منظمات المجتمع المدنى ونواب البرلمان وقفة احتجاجية بحديقة مسجد عمر مكرم، والتي عرفت باسم «مسيرة 3 مايو» وكانت وزارة الداخلية رفضت السماح للنواب القائمين بتنظيمها. انضم إلي المحتجين عدد من أنصار «جمعية التغيير» والنواب وبعض من حركات المطالبة بالتغيير، مثل: حركتي «كفاية» و«6 أبريل»، وكان من ابرز المشاركين الدكتور حسن نافعة، والدكتور يحيي الجمل. سمحت الأجهزة الأمنية لأعضاء منظمات المجتمع المدنى التواجد فى حديقة المسجد، وضربت حولهم بسياج امني، فيما انتشرت قوات الأمن والعربات المصفحة فى شوارع القصر العينى وميدان التحرير بجميع أنحاءه، وحول الجامعة الأمريكية، وشارع طلعت حرب، وباب اللوق، والمتحف المصرى، وشارع الكورنيش. ردد المتظاهرون هتافات تطالب بتغيير الدستور وإلغاء قانون الطوارئ وتعديل 4 مواد من الدستور، فيما انضم عشرات من أعضاء «كفاية» و«6 ابريل» وطالبوا بتغيير مواد الدستور (76 و77 و78 و88) ورددوا هتافات ضد الرئيس حسني مبارك، ووزير الداخلية. وانضم النواب علاء عبد المنعم، ومحمد البلتاجى، وعدد من نواب الإخوان المسلمين، وبعض من أعضاء «6 ابريل» الذين جاءوا حاملين لافتات سوداء مكتوب عليها «6 ابريل» وظلوا يهتفون: «علي وعلي الصوت اللي هيهتف مش هيموت» و«طاطي راسك طاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي»، في الوقت الذي حاول أعضاء الحركتين المشاركتين استفزاز الجهات الأمنية، بالهتافات المعادية لوزير الداخلية وإشارتهم له ب«علامة الدبح» مشيرين إلى أن رجال الأمن «هم عبارة عن مجموعة من السفاحين» الذين يقومون بسفك الدماء. وأشار اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، لقواته بالالتزام بالتعليمات الأمنية. ولم تسمح قوات الأمن بالخروج بهذه المسيرة وحاصرت جميع المتظاهرين، وسط رجال الأمن المركزي الذين تواجدوا في الحديقة، وبلغت أعدادهم نحو 3 آلاف ضابط ومجند، بينما انتشرت قيادات امن القاهرة في شوارع قصر العيني وميدان التحرير والمتحف المصري. وكانت وزارة الداخلية اتفقت علي السماح لأعضاء البرلمان بوقفة احتجاجية لمدة ساعة منذ الحادية عشر صباحا وحتى الثانية عشر، والسماح ل6 أو 10 فقط من النواب بالتوجه للدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لتقديم طلباتهم التي تتلخص في «إلغاء قانون الطوارئ، ومنع تمديده خاصة أن القانون ينتهي العمل به في 31 مايو الجاري». وقالت مصادر أمنية ل«المصري اليوم»: إن «أجهزة الأمن التزمت بروح القانون، وسمحت للعشرات الموجودين في حديقة عمر مكرم بالتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم السياسية، وهذا ابسط حقوقهم إلا أن الأجهزة الأمنية منعت تعطيل المرور عن طريق محاصرة المتظاهرين والناشطين في مكان محدد لمنع إعاقة حركة السير أو تعطيل أي مصالح موجودة بوسط القاهرة». وأضافت المصادر أن «إدارة المرور قامت بتكثيف خدماتها لمنع تعطل أي طرق تؤدي إلى ازدحام في الطرق وتعطيل حركة المرور»، وأوضحت انه «لم تحدث أي اشتباكات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن، وان التعليمات التي كان ينفذها الضباط هي التحلي بالصبر وعدم الاستفزاز من المتظاهرين والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان». وقالت المصادر إن «المتظاهرين بلغ عددهم ما يناهز 60 شخصاً، وان باقي الموجودين مجموعات خاصة لقطاعات الأخبار ووكالات الأنباء والإذاعات والقنوات الفضائية والإعلاميين والصحفيين، وتم الاستعانة برجال من البحث الجنائي في الشوارع في زيهم المدني كما أن وزارة الداخلية استعانت ب8 ضابطات من شرطة الحرس الجامعي الذين تواجدوا وسط الوقفة الاحتجاجية وكانوا يتعاملون مع فتيات 6 ابريل بابتسامة ونظرة دون أن تتحدث إليهن في إشارة منهن إلى الالتزام بحقوق الإنسان».
