هنا «سنديون»: الحياة «خارج عقارب الزمن»

أجرت «المصرى اليوم» جولة بقرية «سنديون»، التابعة لمركز فوه بمحافظة كفرالشيخ، ورصدت الأحوال المأساوية التى لم يفلت منها مبنى الوحدة المحلية المتهالك، الذى كانت تظهر منه أسياخ حديدية أكلها الصدأ، وبجوارها مقطورتان مكتوب عليهما «الوحدة المحلية لقرية سنديون»، وبجوارهما على الأرض كومة قمامة.
وقال أحد الأهالى إن موظفى الوحدة المحلية لقرية سنديون لا يحضرون إلا العاشرة صباحاً، ويعطلون مصالح المواطنين.
وبجوار الأقفاص السمكية كانت القمامة تملأ المكان. قال عادل سلام، نجار مسلح: «الصناديق مالية النيل، والمية ملوثة، وشوف السمك ميت قدامك أهوه». وعندما نظرنا فى النيل كان يوجد عدد من الأسماك النافقة أحجامها كبيرة. وأرجع «سلام» نفوق الأسماك إلى تلوث المياه من مصانع بكفر الزيات، وقال: «مش أول مرة السمك يموت، ومش هيكون آخر مرة، ومية النيل كل مرة بتتعفن، وبرضه مفيش حلول بتحصل، ورغم أن النيل بفرع رشيد عليه المآخذ الرئيسية لعدد من محطات تنقية مياه الشرب فإن تلك الأقفاص تُترك دون إزالة، ويجب القضاء على تلك الأقفاص السمكية، لأنه يتم تغذيتها بنوافق الدجاج والبيض الفاسد ومخلفات الذبائح وغيرها من القاذورات».
الطريق يوضح حال القرية المتردى
وقال طلعت فكرى، تاجر دواجن، إن التيار الكهربائى دائم الانقطاع معظم ساعات النهار، وشكونا كثيراً للمسؤولين دون جدوى، وأكوام القمامة تتعفن فى الشوارع دون أن يحملها أحد، فتنبعث منها الروائح الكريهة والديدان بسبب بقائها لأكثر من شهر بالشوارع دون نقلها، والشوارع مظلمة دائماً بسبب عدم وجود كشافات إنارة بالأعمدة.
وقال حمادة مخيمر، ميكانيكى سيارات: «النور بيقطع من الصبح ومش بييجى إلا آخر النهار، وساعة الحادثة النور كان قاطع، والشوارع اللى انتو شايفينها وبتقولوا عليها متسخة، دى الوحدة المحلية مسحتها باللودر، وشالت الوحل عشان الزيارات اللى جاية للبلد بسبب الحادثة».
وشدد مسعد جمعة، فلاح، على أن القرية محرومة من الرصف، ولا يوجد بها أى شوارع مرصوفة، وأن المسؤولين تجاهلوا القرية رغم أنها تبعد عدة كيلومترات عن مدينة فوه، والقرية محرومة من خدمة الصرف الصحى، ويتم إلقاء الصرف الصحى الخاص بها فى المصارف الزراعية.
وعلى مقهى القرية قال الشحات الداودى: «البلد كلها مشاكل، والصرف الصحى حول الشوارع لبحيرات راكدة من المجارى، والشوارع كما ترى كلها حفر وتحولت لوحل ويصعب السير فيها على الأقدام، ولا بد أن تركب التوك توك للتنقل من منزل لآخر، بسبب تلك الأوحال التى تحاصر المنازل، أيضاً الكهرباء دائمة الانقطاع، والقمامة تملأ الشوارع، وبسبب الانقطاع الدائم للكهرباء المخابز دائماً معطلة، ولا نجد الخبز بالأسبوع». وأضاف: «كثيراً نذهب إلى الناحية الأخرى من النيل حيث محافظة البحيرة لشراء الخبز رغم وجود مخبز بالقرية، لأنه لا يعمل بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء، والوحدة الصحية لا توجد بها أدوية أو أطباء، وإذا مرض أحد الأهالى يذهب للعلاج بمحافظة البحيرة».
وطالب أشرف فؤاد المسؤولين ب«النظر بعين الرحمة للقرية المنكوبة». وقال: «يا ناس حرام عليكم، والله إحنا مصريين زيكم». وقال أحمد سعد، صاحب مقهى: «سبق أن شكوت مسؤولى الوحدة ا لصحية بالقرية، لأن الممرضه قالت لى (ما بتجيلناش سرنجات)، ورغم ذلك لم يتحرك أى مسؤول». وأضاف: «الوحدة الصحية لا توجد بها سيارة إسعاف، ونطالب بإنشاء نادٍ رياضى لشباب القرية الذين ليس لهم أى متنفس.
من جانبه، قال المهندس سمير غانم، رئيس الوحدة المحلية لقرية سنديون: «مشكلة الصرف الصحى هى المشكلة الرئيسية التى يعانى منها أهالى القرية، والشركة المنفذة للمشروع لم تنته منه حتى الآن، وأنا لا أستطيع رصف الشوارع إلا بعد الانتهاء منه، حتى لا أحفر الشوارع مرة أخرى، ويتم اتهامى بإهدار المال العام، لذلك نقلت ميزانية الرصف لقرية (شمشيرة) وتم رصف شوارعها بالكامل».