أولاً : ثبت لي عمليًا بشكل شخصي أن لثورة 25 يناير العظيمة سبع فوائد أعظم بكثير من سقوط النظام أو ملاحقة الفاسدين و المفسدين ليوم الدين، و هي من وجهة نظري غير المتواضعة: 1 - أصبح من الطبيعي إنك تشوف شلة ظبّاط شرطة و جيش واقفين ع الناصية يحَكّوا و يهزروا من غير ماتقلب بخناقة. 2 - لم تعد المناقشات السياسية في المواصلات العامة و المقاهي مدعاة للسخرية و الاستهزاء باعتبارها "هرتلة سيجارتين". 3 - مابقاش عندي مشكلة لو إبني شبط ف بدلة ظابط، لأني دلوقتي بس ممكن أفكر إنه يطلع ظابط لمّا يكبر. 4 - شيلت من دماغي موضوع مدرسة الأرسنال اللي كنت ناوي أقدمله فيها بإذن الله و التي كانت إحدى سُبل الهروب من فساد المنظومة التعليمية فكان من الطبيعي إن الواد يطلع لعيب كورة و البت لو ربنا كرم تطلع ممثلة .. مطربة .. أو حتى رقّاصة. 5 - أصبحت أتمتع بمساحة أكبر من حرية الفرجة على قناتي الجزيرة و البي بي سي في مواجهة ميلودي و بانوراما دراما. 6 - تيقنت من أن "مصر" مؤنث و ليست مذكر و تأكدت من حبي الشديد لها بعدما غارت زوجتي منها مؤخرًا. 7 - صارت مصر "موزّتنا" كلنا، كل واحد يحبها على كيفه و يلاغيها بطريقته و ينقيلها أحلى هدية و يروح يديهالها و هوه باصص ف الأرض و بيدعي ماتكسفوش و تقبلها. ثانيًا : أحترم بشدة كل المبادرات الذاتية الجادة من تنظيف للشوارع و دهان الأرصفة و الأشجار بألوان علم مصر و حتى تنظيم المرور، و لكني فقط أختلف معها من حيث أولويات المرحلة دي، و كنت أتمنى يكون التفكير في مبادرات غير قابلة للاستهلاك، لأن الشوارع مسيرها تتوسخ تاني و الدهانات تبوظ و نرجع ندهن تاني لكن محو الأمية و التعليم و التثقيف مش حيبوظوا أو يتوسخوا. مش ممكن كل الناس اللي شاركت في الثورة مافيهاش مدرسين لجميع المراحل التعليمية يساهموا بجزء من وقتهم - و كل واحد في الشارع - بتاعه يساعد كام أسرة في التدريس لعيالهم لحد ما ربنا يكرمنا و نظام التعليم كله يتغير. مش ممكن كل شارع مافيهوش على الأقل تلاتة أربعة مابيعرفوش يقروا و يكتبوا. و عشان مانواجهش نفس الحالة اللي سادت وقت الاستفتا اللي فات في الاستفتاءات اللي جاية و نبدأ نثقف نفسنا و اللي حوالينا. و من وجهة نظري لازم نسأل الجهات المعنية همّا محتاجين نساعدهم إزّاي قبل ما نضيع مجهود ف حاجة مش حتفيد أوي و مش عيب أبدًا تكون الجهة دي قسم شرطة أو وحدة مرور أو تابعة للداخلية و مانغلطش غلطة النظام الأمني لحوالي نصف قرن اللي كرهنا فيه الشرطة بمختلف إداراتها بسبب استخفافهم بينا و عدم التفرقة بين المواطن اللي داخل يعمل محضر و اللي داخل التخشيبة و نستخف إحنا بيهم و نحطهم في سلة واحدة مع الخونة و أنصار النظام السابق لحد ما همّا اللي يكرهونا و يصعب عليهم خدمتنا، معظمهم كان بينفذ أوامر و بيطبق اللي بكل أسف إتعلمه في الكلية لكن طبعًا همّا كانوا مبسوطين بالبرطعة و الرحرحة على قفا الشعب بس م الناحية التانية معظمنا كمان كان مبسوط إنه بخمسين جنيه بيخلص الليلة و مايقفش طوابير حيث العرق و الغازات و خلافه، مع إن كان متاح للكل إنه يرفض يشارك في المهزلة العامة و يتحمل ضريبة الشرف حتى في ظل حالة الفساد الكامل في البلد. و من رأيي إن مش منطقي أبدًا إنك تخبّط على جارك و تطبق إيدك بمتين جنيه من غير مايطلب و لمجرد سماعه ينهر زوجته على ضياع مصروف البيت، لأنه ممكن يكون احتياجه لزوجة تانية مش للمتين جنيه، و بالتالي لازم أسأل " إنتوا محتاجين نساعدكوا إزّاي؟" ثالثًا : " أو أحد أقاربه أو معارفه " كان من الضروري اضافة تلك الكلمة مرات عديدة لمادة 43 و 58 من الاعلان الدستوري. رابعًا : مسألة تغيير مناهج التاريخ في المدارس بحذف أسم مبارك هو من وجهة نظري درب من الهجس، و ماينفعش نستمر بنفس مدرسة النظام السابق على طريقة "الباب اللي يجيلك منه الريح" و من الضروري تشكيل لجنة من العلماء و أساتذة الجامعات و الأطباء النفسيين لبحث كيفية تناول حقيقة النظام السابق بالشكل السليم لتجنب حدوث صدمة في القيم و المعايير لدى الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، و لا تُترك المسألة للمدرس حسب توجهه و آرائه السياسية سواء كان من أنصار الثورة أم من أنصار النظام السابق ليحدث مالا تحمد عقباه بداية من حوش المدرسة، و مانلومش على أجيال كاملة حتطلع معندهاش ثقة في أي حاجة أو أي حد حتى لو أبوه و أمه لأن م الآخر حيكون انطباعه إن الدنيا كلها كانت بتشتغله. فيه حاجات كتير نقدر نعملها للبلد من غير ماتكلفنا حاجة و من غير مانحتاج أحزاب نأسسها أو ائتلافات نكونها لمجرد حجز فرصة في خبر ف الجورنال أو برنامج ع الفضائيات، نقدر نكون مصريين يكون لينا دور بجد .. يبقى ليه لأ ؟؟