بين أفراد عائلة تملك بالكاد قوت يومها، نشأ الفتي الأسمر، راوده منذ الطفولة حلم واحد أن يجني كثيرًا من المال لمساعدة والديه وانتشالهما من الفقر. في مثل هذا اليوم، الأول من أكتوبر عام 1966، ولد الليبيري جورج وايا أسطورة الكرة الإفريقية وأفضل لاعب في العالم عام 1995. أحاطه الفقر في سنوات عمره الأولى، عائلته، رفقاء الطفولة، زملاء الدراسة، جميعهم كانوا ينتمون إلى الطبقات الأكثر فقرًا في بلده، يقول وايا: «الحياة في ليبيريا صعبة للغاية عائلتي لم تكن تمتلك أي شيء.. هنا قد يعجز والداك عن توفير وجبة طعام جيدة لك، النشأة في هذه الظروف القاسية تدفعك للخروج في سن مبكرة إلى الشارع وسط الصخب والضجيج». اعتاد وايا لعب الكرة في الشارع، كانت موهبته المبكرة حديث الجميع، بدأ مسيرته الاحترافية مع فريق «بارولي» ثم انتقل إلى «إنفينسيبل إيليفين» فاز بالدوري والكأس موسم (1985 – 1986) وتم اختياره أفضل لاعب في الدوري الليبيري. انتقل إلى الكاميرون وتحديدًا إلى فريق تونيري ياوندي ومن هناك جاءته الفرصة للانطلاق إلى أوروبا يقول وايا في تصريحات لصحيفة «تليجراف» البريطانية: «بعد 6 أشهر مع ياوندي، قابلت المدير الفني لمنتخب الكاميرون وتحدثت معه، كان صديقًا لآرسين فينجر (المدير الفني لموناكو الفرنسي حينها)، أبلغه بأمري، حضر فينجر لمتابعتي وسريعًا انتقلت إلى موناكو». في فرنسا بدأ اللاعب الليبيري الشاب فصلاً جديدًا في مسيرته الكروية يقول وايا: «حين وصلت فرنسا (عام 1988) كانت التجربة شديدة الصعوبة، أن تترك بلادك وتأتي إلى بلد مثل فرنسا دون أن تعرف فيها أحدًا ليس بالأمر السهل إضافة إلى عدم إجادتي اللغة الفرنسية» ويضيف: «جلين هودل ومارك هاتيلي كانا يعرفان أنني لا أتحدثُ سوى الإنجليزية، هودل كان متعاونًا، تحدث معي كثيرًا، تأقلمت مع الفريق والحياة هناك بفضله، فينجر أيضًا كان يجبد الإنجليزية وهذا ساعدني». لعب وايا مع موناكو 4 مواسم خاض خلالها 103 مباراة وسجل 47 هدفًا وحقق مع الفريق لقب الكأس المحلي عام 1991 يقول فينجر عن اللاعب الليبيري: «وايا كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، مثل طفل صغير وجد قطعة شوكولاتة كبيرة في حديقته يوم العيد، لم أر في حياتي لاعب انفجرت موهبته بهذا الشكل». في صيف 1992 انتقل وايا إلى باريس سان جيرمان، وخلال 3 مواسم مع فريق العاصمة تمكن المهاجم الأسمر من تقديم أداء متميز خاصة على المستوى الأوروبي حيثُ سجل 16 هدفًا خلال 25 مباراة وكان هداف دوري أبطال أوروبا موسم «1994 – 1995» برصيد 7 أهداف. في صيف 1995 انتقل وايا إلى ميلان الإيطالي وفي نهاية هذا العام كان النجم الليبيري يحقق إنجازاً تاريخيًا حيث فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إضافة إلى اختياره أفضل لاعب في أوروبا من مجلة «فرانس فوتبول» كما تم اختياره اللاعب الأفضل داخل القارة السمراء. في موسمه الثاني مع الروسونيري سجل وايا في 8 سبتمبر 1996 الهدف الأبرز في مسيرته، وأحد أبرز الأهداف الفردية في تاريخ اللعبة، تسلم اللاعب الكرة أمام منطقة جزاء ميلان ركض بها بسرعة فائقة بطول الملعب، قطع 90 مترًا في 13 ثانية وتجاوز 7 لاعبين من المنافس قبل أن يضع الكرة في الشباك. يقول وايا عن هذا الهدف: «كان هدفًا رائعًا، حين وصلتني الكرة كان من الأفضل أن أبعدها عن منطقة الجزاء لكنني قررت أن احتفظ بها، ركضت والكرة بين قدمي، ثم قررت مواصلة الركض، الأجمل في هذا الهدف ليس المسافة الكبيرة التي قطعتها للوصول للمرمى ولكن الطريقة التي سجلت بها الهدف». قضى وايا 5 مواسم مع ميلان شارك خلالها في 113 مبراة وسجل 46 هدفًا، انتقل إلى تشيلسي على سبيل الإعارة عام 2000 بعدما اختاره المدرب جيانلوكا فَيَللي للانضمام للبلوز وبعد نهاية الموسم ورغم تسجيله بعض الاهداف الحاسمة رفض فيَللي تجديد تعاقده لينضم إلى مانشستر سيتي قبل أن يرحل سريعا إلى مارسيليا ثم الجزيرة الإماراتي ليعلن بعد ذلك اعتزاله الكرة عام 2003. بعد الاعتزال اتجه وايا للعمل السياسي في بلاده وترشح رئيسًا للبلاد لكنه فشل في الانتخابات عام 2005.
