«البعثات المصرية» تواصل اتصالاتها للوصول إلى شهداء ومصابي «حادث مِنى»

أعلنت السلطات السعودية ارتفاع أعداد الوفيات في حادث التدافع بمشعر مِنى، صباح الخميس، إلى 717 حالة وفاة و863 إصابة، وأوضح الدفاع المدني، عبر حسابه على «تويتر»، أن نحو 4 آلاف فرد يباشرون الحادث في المشعر المقدس حاليًا.
وشددت البعثات المصرية من متابعتها لبلاغات التائهين والمفقودين، والبحث عنهم في المستشفيات وبين مصابي وشهداء مِنى.
وتتجه لجان بعثات الحج إلى المدينة المنورة، الجمعة، للرقابة على الجهات المنظمة للحج بعد انتهاء الحجاج المتعجلين من رمي الجمرات، وسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع تكرار حادث منى، وأصيبت الطرق بين مكة المكرمة ومشعر منى بالشلل التام، واضطر معظم ضيوف الرحمن إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة، خاصة بعد إغلاق السلطات مخيمات الحج السياحي لوجود جثث من ضحايا الحادث بها.
وأعلن محمد شعلان، رئيس بعثة الحج السياحي، تفهم الحجاج المصريين الظروف التي تمر بها السلطات السعودية، وأنهم تحملوا الوقوف لساعات طويلة حتى يتمكنوا من رمي الجمرات، رغم فتوى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بجواز تأجيل رمي جمرة العقبة لليوم الثاني.
وتسبب الحادث في حالة ارتباك شديدة لبعثات الحج الثلاث التي جاهدت لحصر المتضررين من حادث التدافع، وكلفت لجانها بالمرور على الشركات، ومندوبيها بمراجعة أعداد الحجاج وحصر المتغيبين وبيان سبب التغيب؛ للوقوف على الأعداد المبدئية للضحايا المصريين، في انتظار بيان السلطات السعودية حول جنسيات الضحايا وأعدادهم النهائية.
وقال باسل السيسي، رئيس لجنة السياحة الدينية في غرفة شركات السياحة، إن حالة من الهلع أصابت معظم الحجاج بسبب المخاوف من تكرار مأساة التدافع، مؤكدًا عدم تغيير مواعيد برامج الحج السياحى، محذرًا من عدم الالتزام بمواعيد تفويج الحجاج في الموسم الثاني من مكة إلى المدينة، والتي تبدأ، السبت، لنحو 23 ألف حاج، خاصة أن هناك تعاقدات مع الفنادق وحجوزات طيران لا يمكن تغييرها بسبب ضيق الوقت.
وأضاف «السيسي» أن حادث التدافع لم يُثنِ الشركات السياحية عن بذل ما في وسعها للتخفيف على ضيوف الرحمن، رغم أن معظم المخيمات المتضررة في مِنى من مخيمات بعثة الحج السياحي، مطالبًا بتنظيم عملية تفويج الحجاج المغادرين إلى المدينة.
وعادت للظهور بعض الظواهر السيئة في مشعر مِنى، منها عمليات الافتراش أسفل جسر رمي الجمرات، والتي أعاقت سير ضيوف الرحمن لاستكمال مناسكهم، إضافة إلى تيه الكثير من الحجاج في الأنفاق المتشعبة في مكة، فضلًا عن الحجاج المصريين الذن لم يتمكنوا من تأدية المناسك بشكل جماعي.
واستعرض الدكتور محمد مختار جمعة، رئيس البعثة المصرية، أحوال الحجاج المصريين في مِنى، وطالب رؤساء البعثات بالعمل على تذليل العقبات أمامهم، موضحًا أن منطقة منى صغيرة لذا كان التزاحم محتوما، مؤكدًا أنه ينتظر بيان السلطات السعودية حول الحادث.
ويقضي حجاج السياحة مددًا تتراوح ما بين 5 و7 ليال في المدينة، حسب تصريحات محمد شعلان، رئيس بعثة الحج السياحي، ويضيف أن لجنة المدينة المنورة في فندق حياة ستدخل فوريًا لإعادة الحجاج المفقودين إلى مقار إقامتهم بعد الاستعلام على بياناتهم، مؤكدًا أنه تم تخصيص لجنة من البعثة لهذا الغرض تعمل على مدار 24 ساعة.
وتابع: «لجان البعثة قامت بمسح مخيمات الحجاج في مشعر مِنى منذ أول أيام التشريق، وانحصرت المخالفات في الزحام الشديد، وهي أمور خارجة عن مهام أي بعثة، وبعض المخالفات تعود إلى المساحة المتاحة للحجاج داخل مشعر منى نتيجة ضيق المخيمات في المشعر المقدس»، موضحا أن اللجان التي شكلتها البعثة استطاعت حل المشكلات التي كانت تصل إليها ميدانيًا.
من جهة ثانية، قالت إيمان قنديل، رئيس الإدارة المركزية للشركات، إن هذا العام شهد تنوعا كبيرا في تصميم البرامج السياحية، حيث اتسع مفهوم قصر البرامج على الإقامة خلال الموسم الأول فقط في مكة المكرمة، وامتد هذا المفهوم ليسمح للشركات المنظمة الحج البري بالإقامة خلال الموسم الثاني في مكة المكرمة، والذي يبدأ عقب انتهاء فترة المناسك.
من جهته، أرجع أحمد إبراهيم، عضو مجلس إدارة غرفة الشركات، ظاهرة افتراش الحجاج الشوارع إلى «العادات الخاصة ببعضهم ممن يصطحبون أقاربهم ومعارفهم داخل الخيام، إضافة إلى تسلل عدد كبير من الحجاج الفرادى إلى خيام الحجاج، واستخدامهم جميع المرافق المخصصة لهم».
وأخيرًا أعرب عدد كبير من ضيوف الرحمن عن استيائهم من سوء الأوضاع داخل المخيمات في منى، نظرا لزيادة الأعداد، وتخصيص مساحات صغيرة للبعثات لا تناسب أعدادها، إضافة إلى حجاج الفرادى الذين يفترشون الأرصفة والطرق في جميع الاتجاهات.
وتحولت شوارع منى إلى تلال من القمامة، ما ينذر بانتشار الأمراض المزمنة والأوبئة، إضافة إلى توقف شبه تام في حركة المرور في الشوارع الواصلة بين منى ومكة المكرمة نتيجة كثافة الحجاج وتوجههم إلى مِنى في أيام التشريق.