«ثٌقب الوسط».. منشأ أزمات تشيلسي

خيبة أمل كبيرة أصابت أنصار تشيلسي الإنجليزي منذ انطلاق الموسم الحالي بعد تعثر بطل البريميرليج في أول خمس جولات من النسخة الحالية من المسابقة.
ولم يحصد تشيلسي إلا 4 نقاط فقط من فوز وتعادل، وتعرض الفريق لثلاث هزائم آخرها كان أمام إيفرتون على ملعب «التوفيز».
وأثار السقوط المفاجئ والمدوي لبطل الدوري الإنجليزي تساؤلات عديدة حول الأسباب التي جعلت أحد أقوى فرق أوروبا والعالم في الموسم الماضي يتهاوى بينما يقف مدربه حاصد الألقاب جوزيه مورينيو عاجز عن إيقاف نزيف النقاط.
وبينما يتلقى دفاع تشيلسي سهام الانتقادات من كل جانب باعتباره «المسئول المباشر» عن تراجع نتائج الفريق في ظل تواضع مردود لاعبيه خاصة الثنائي جون تيري وبرانسلاف إيفانوفيتش فإن جاري نيفيل لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق والمحلل البارز في شبكة «سكاى سبورتس» الشهيرة يرفض تحميل الرباعي الخلفي وحده مسئولية سقوط البلوز بل يرى أن الأزمة «تبدأ من منطقة أخرى داخل الملعب».
ابتعد نيفيل في تحليله للموطن الرئيس المتسبب في الخلل داخل منظومة مورينيو عن بعض الأسباب الأخرى التي لا ترتبط بأداء اللاعبين داخل الملعب والتي تم ترديدها مؤخرًا مثل.. ضعف فترة الإعداد أو الجمود الخططي الناتج عن تكرار خطة لعب للموسم الثالث على التوالي أو أزمة مورينيو مع أفراد الطاقم الطبي ولكنه تحدث عن الطرف الآخر الذي يشاطر الدفاع المسئولية الكبرى لنراجع النتائج وهو خط الوسط خاصة اللاعبين المكلفين بتأمين المدافعين.
وتلقت شباك تشيلسي خلال أول 5 مباريات في الدوري 12 هدفًا ونجح في تسجيل 7 أهداف وكانت شباك الفريق اللندني قد تلقت بعد أول 5 جولات في الموسم الماضي 7 أهداف فقط وسجل لاعبوه 16 هدفًا.
يقول نيفيل: «نعرف جميعاً أن جون تيري ليس في أفضل مستوياته، وبرانسلاف إيفانوفيتش ليس هو اللاعب الذي كنا نراه الموسم الماضي.. أمّا كورت زوما، فعندما تشاهده وتتابع أداءه (أمام إيفرتون) ستتأكد أنه يحتاج تعلم الكثير من الأشياء حتى يجيد اللعب في مركز قلب الدفاع» ويضيف: «لا يمكن على أي حال أن نقارن دفاع الفريق هذا الموسم بالموسم الماضي».
ويستدرك لاعب مانشستر يونايتد السابق: «لكن قبل أن نتحدث عن الدفاع يجب أن نتحدث عن الحماية التي يتلقاها هذا الدفاع من لاعبي خط الوسط، الثلاثة أهداف التي تلقاها الفريق (أمام إيفرتون) سببها الرئيس لاعبو الوسط».
وتقدم نايسميث لإيفرتون في الدقيقة 17 بعدما تسلم الكرة خلف ثنائي المنتصف نيمانيا ماتيتش وجون أوبي ميكيل قبل أن يتبادلها مع الظهير الأيسر لفريقه ويسجل الهدف الأول.
يُعلق نيفيل على هذا الهدف قائلاً: «كان يجب عليهما منع هذا اللاعب من تسلم الكرة، هذه وظيفة ماتيتش وميكيل الأساسية» مضيفًا: «إذا نظرت إلى ردة الفعل في هذا الموقف ستجدها ضعيفة جدًا، ميكيل ترك المساحة خالية وماتيتش أيضًا لم يقم بواجبه ويقطع الكرة».
الهدف الثاني لإيفرتون سجله اللاعب نفسه بتسديدة من خارج منطقة الجزاء، تسلم نايسميث الكرة وسددها دون أن يجابهه أحد من لاعبي الوسط فقط كان إيفانوفيتش يقف أمامه ويحاول منع التسديدة من التوجه للمرمى.
يشرح نيفيل قائلاً: «في هذا الهدف حين تسلم (أرونا) كونيه الكرة على الجبهة اليمنى لفريقه لم يلتحم معه ماتيتش تركه يمر ويمرر الكرة، ومن هنا جاء الهدف، في الموسم الماضي كان أداء ماتيتش مغايرًا في مثل هذه المواقف كان سيلتحم لاستخلاص الكرة أو ليمنع تمريرها».
ويوجه نيفيل اللوم لماتيتش مجددًا في الهدف الثالث لأنه «تم المرور منه بسهولة بعد تبادل ناجح للكرة على الطرف الأيسر للملعب بين لاعبي إيفرتون» وينتقد أيضًا أداء الوافد الجديد بيدرو رودريجيز الذي لا يجيد مهامه الدفاعية حيثُ «كان بعيدًا عن لاعبي الدفاع في الهدف الثاني».
وواصل المدافع الإنجليزي السابق: «كنا نعلم أن دفاع تشيلسي إذا تم»كشفه«للخصم فسيواجه العديد من المشاكل، وهذا ما يحدث الآن، جون تيري، على سبيل المثال، أسوأ ما يتعرض له أن يواجه بمفرده لاعبيْن من صفوف الخصم، هذا الأمر لم يحدث إلا نادرًا في الموسم الماضي لكنه الآن يتكرر وبكثرة لأن الدفاع لا يحظى بالحماية اللازمة من لاعبي الوسط».
يرفض «نيفيل» أن يتحمل الدفاع وحده، دون الوسط، مسئولية سقوط البلوز الذي قد يستمر «إذا لم ينجح اللاعبون في مضاعفة جهودهم لحماية الخط الخلفي حتى لا ينكشف بسهولة للخصم» على حد قوله.