زئير أسود بلباو ينبىء ب«حرب أهلية» على لقب الدوري الإسباني

حقق «أسود» أثلتيك بلباو مفاجأة من العيار الثقيل الجمعة بالفوز على برشلونة الإسباني برباعية نظيفة في ذهاب كأس السوبر الإسباني ليتركوا أبناء كتالونيا أمام مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة في مباراة الإياب على ملعب كامب نو لمحاولة الابقاء على حلم السداسية
قبل هذه المباراة وتحديدًا في السوبر الأوروبي كان ذلك الحلم قريبا من الضياع أمام إشبيلية حينما انتفض الفريق الأندلسي وعوض تأخره بأربعة أهداف بواحد لتعادل بنتيجة 4-4 لتمتد المباراة لوقت اضافي حسمه هدف بيدرو رودريجز ليمنح البرسا اللقب.
إنها بداية ولا أروع للأندية الإسبانية قبل انطلاق منافسات الدوري الإسباني خلال الشهر الجاري.. تلك المسابقة التي دائمًا ما واجهت اتهامات بأنها تخلو من الطابع التنافسي والتحديات، وإن كان أتلتيكو مدريد الموسم قبل الماضي أثبت أن هذا الأمر غير صحيح حينما حقق لقبها وتأهل لنهائي دوري الأبطال.
عانت إسبانيا الأمرين في فترة الحرب الأهلية بين عامي 1936-1939 بين الجمهوريين والقوميين قبل أن تنتهي الأمور بتولي الجنرال فرانشيسكو فرانكو للسلطة ليبدأ حقبة ديكتاتورية لن تنمحي من ذاكرة الإسبان في ظل كل ما سببته لهم من آلام لا يزال شبحها حاضرا حتى الآن في عالم الكرة.
في الوقت الحالي، وفي ظل ارهاصات كأس السوبر الأوروبي وذهاب كأس السوبر الإسباني فإن الساحة الكروية الإسبانية ربما تكون على موعد مع «حرب أهلية كروية»، ولكنها في هذه المرة ستكون بدون دماء أو معاناة وغرضها الوحيد هو امتاع الجماهير.
- أبناء الجنوب
كان موسم إشبيلية الماضي أكثر من رائع، حيث تمكن من الاحتفاظ بلقب الدوري الأوروبي وأنهوا الدوري في المركز الخامس بفارق نقطة وحيدة عن فالنسيا، فيما أن العودة المرعبة التي تمكنوا من تحقيقها تحت قيادة مدربهم أوناي ايمري أمام برشلونة في السوبر الأوروبي وحسمها استيقاظ بدرو بهدفه القاتل تقول أن الفريق يتقدم كثيرا في رحلة تطوره نحو تحقيق شيء ما.
وعزز الفريق الأندلسي حتى الآن صفوفه بضم لاعب الوسط كونولبيانكا قادما من دنيبرو الأوكراني في صفقة انتقال حر والمدافعين الفرنسي عادل رامي قادما من ميلان الإيطالي والبرازيلي ماريانو فيريرا قادما من بوردو الفرنسي بجانب استعارة الإيطالي شيرو ايموبيلي.
لم يتوقف الأمر عند هذا بل تمكن أيضا اشبيلية من جلب الدنماركي كرون ديلي والفرنسي نزونزي والإسباني سرخيو اسكوديرو، وكلها صفقات لم تكلف النادي الكثير، ولكنه لم يتمكن من منع الكولومبي كارلوس باكا من الرحيل نحو الميلان.
ولا تزال امكانية تعزيز صفوف الكتيبة الأندلسية بصورة أكبر قائمة حتى اغلاق نافذة الانتقالات الصيفية، خاصة في ظل وجود المدير الرياضي رامون رودريجز فيرديخو الشهير ب«مونتشي» والذي يتميز بذكاء كبير في اختياراته ولكنه سيواجه مهمة صعبة في الابقاء على لاعب مهم مثل المدافع جريزجورز كريتشوفياك مع اهتمام عدد من الأندية الكبرى بضمه.
- خفافيش الشرق
فالنسيا أو ال«خفافيش» أو فريق ال«تشيه» كلها مسميات للفريق الذي يقوده البرتغالي المتميز نونو اسبيريتو سانتو الذي تمكن الموسم الماضي من قيادة فالنسيا نحو تحقيق المركز الرابع في الليجا والوقوف كشوكة في الحلق أمام فرق كبرى مثل ريال مدريد على سبيل المثال وتقديم أداء طيب للغاية وكرة جميلة.
ويخوض فالنسيا هذا الموسم وحالته مستقرة بصورة أفضل من الأعوام السابقة في أحضان المالك الجديد لأكبر نسبة في أسهم النادي، الملياردير بيتر ليم والذي تربطه صلة صداقة وطيدة بوكيل اللاعبين الأشهر عالميا البرتغالي جورجي مينديش.
وتميزت الصفقات التي أبرمها فالنسيا حتى الآن بالاتزان الشديد حيث جلب الحارس الأسترالي ماثيو ريان في ظل اصابة نظيره البرازيلي ملك صد ضربات الجزاء دييجو ألفيش بالرباط الصليبي، بجانب ضم ثلاثي الوسط سانتي مينا وزكريا بقالي ودانيلي باربوسا (معار).
جاء هذا كله مع الحصول بصفة نهائية على خدمات البرتغالي المتألق أندريه جوميش والمهاجم ألبارو نيجريدو والظهير الأيمن جواو كانسيلو، الذين لعبوا معارين في صفوفه خلال الموسم الماضي، وإن كان الخطر الأكبر الذي يواجه الفريق يتمثل في احتمالية رحيل مدافعه المتميز نيكولاس أوتاميندي، غالبا نحو مانشستر يونايتد، أو مانشستر سيتي.
- ثوار العاصمة
الحديث هنا عن عصابة الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد ورجاله الذين خرجوا عن النظام ثنائي القطب بالكرة الإسبانية في الموسم قبل الماضي حينما توجوا بلقب الليجا وتأهلوا لنهائي دوري الأبطال.
يمكن القول بأن ال«روخيبلانكوس»، الفريق المفضل تاريخيا لأبناء الطبقة العاملة في العاصمة الإسبانية، كانوا الشرارة الأولى لل«حرب الأهلية» الكروية المنتظرة هذا الموسم قبل زئير «أسود بلباو» المتوحش في وجه الكتالونيين أمس الجمعة.
فمنذ وصول سيميوني «قائد المتمردين» من الأرجنتين في ديسمبر 2011 تمكن الأتلتي من التتويج بخمس ألقاب هي الليجا وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني والدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي.
وتمكن سيميوني الموسم الثالث من قيادة فريقه للمركز الثالث كما كان يخطط قبل بداية الموسم والتأهل لربع نهائي دوري الأبطال وعدم الخسارة من ريال مدريد سوى مرة واحدة من أصل ثمان مواجهات جمعت بينهما الموسم الماضي.
وعزز ال«تشولو» صفوف فريقه حتى الآن قبل انطلاق الموسم بمجموعة من الصفقات المميزة أبرزها الكولومبي جاكسون مارتينيز لتعويض رحيل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش نحو يوفنتوس الإيطالي، هذا بجانب قلب الدفاع الصربي ستيفان سافيتش وعودة ظهيره السابق البرازيلي فيليبي لويس بعد انتهاء تجربته مع تشيلسي الإنجليزي.
يأتي هذا أيضا بجانب عودة لاعب الوسط المميز أوليفر توريس من اعارة بنفيكا البرتغالي، وضم المهاجمين المتميزين الأرجنتيني لوسيانو فييتو من فياريال ويانيك كاراسكو قادما من موناكو الفرنسي، وفي ظل تألق الصاروخ الفرنسي أنطوان جريزمان الذي تطور كثيرا تحت قيادة ال«تشولو».
- الملك الجريح
اذا كان هنالك فريق ليس أمامه طريق سوى العودة وتحقيق الألقاب في الموسم الجديد فهو ريال مدريد، حيث إن النادي الملكي أنهى الموسم الماضي دون أي ألقاب كبرى حيث فاز فقط بمونديال الأندية وكأس السوبر الأوروبي وهي بطولات تتعلق بانجازاته في الموسم قبل الماضي، لذا فإن مهمته الرئيسية هي استعادة العرش.
ووقع اختيار فلورنتينو بيريز رئيس الريال على الطبيب رفائيل بنيتيز لمداواة جراح النادي الملكي بنظارته ودفتره وأساليبه العلمية التي تزيد أحيانا عن اللزوم، وذلك وسط انتقادات لقراره باقالة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي رجل العاشرة والذي كان أعاد الاستقرار بصورة كبيرة للفريق.
سيحتاج الجراح الإسباني للتعامل بحرص في موسمه الأول مع الفريق الموجود بين يديه والذي لم يجر حتى الآن أي صفقة كبرى، ولكنه أبرم تعاقدات ضرورية مثل جلب الظهير البرازيلي دانيلو والجناح الأيمن الإسباني لوكاس فاسكيز والحارس كيكو كاسيا، وعودة المعار كاسيميرو، وأيضا مع الصحافة المتأهبة، خاصة بعد رحيل قديسها المفضل إيكر كاسياس.
وسيتوجب على بنيتيز اتخاذ قرار بخصوص ماركو أسينسيو الذي اشتراه الريال الموسم الماضي ولكنه تركه معارا لدى مايوركا قبل أن يخوض مع الفريق فترة الاعداد ويقدم بها أداء طيب، حيث ينطبق نفس الأمر على العائد من الاعارة الروسي دينيس تشيريشيف.
هل سيرحل الفرنسي كريم بنزيمة؟ هل هناك صفقة «سوبر» تتضمن جلب الألماني ماركو رويس؟ كيف سيكون مستوى الويلزي جاريث بيل هذا الموسم؟ والأهم هل ستحدث خلافات مع البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ كلها معارك متوقعة قد يواجهها بنيتيز داخل معركة «الحرب الأهلية الكبرى» على لقب الليجا.
- الحاكم الكتالوني
نصب برشلونة نفسه بالقوة خلال الموسم الماضي ليس حاكما لإسبانيا فقط بل أوروبا بأكملها حينما فاز بثلاثية الليجا وكأس الملك ودوري الأبطال متغلبا على كل دفاعات خصومه في ظل وجود سلاحه الفتاك المتمثل في الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوائي لويس سواريز والبرازيلي نيمار أو ال«إم إس إن».
وسيظل الحاكم الكتالوني مكبلا حتى مطلع 2016 بموجب «العقوبات الدولية» المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتمنعه من الاستفادة من أي صفقات جديد سيبرمها حتى انتهاء نافذة الانتقالات الشتوية، وهي حتى الآن التركي أردا توران والإسباني أليكس فيدال، وهو الأمر الذي سيضر به كثيرا حال وجود اصابات بين صفوفه خاصة في خط الوسط مع رحيل القائد المخضرم تشافي هيرنانديز للعب في قطر.
وستتمثل العقبة الثانية أمام الفريق الذي يقوده لويس إنريكي في الحالة الذهنية لثلاثي ال«إم إس إن»، والبداية مع ميسي الذي ظهر رائعا في الشوط الأول من مواجهة إشبيلية بكأس السوبر الأوروبي ولكنه خلال النصف الثاني من المباراة وذهاب كأس السوبر الإسباني لم يكن «منتعشا»، فيما أن نيمار بدأ الموسم بصورة سيئة للغاية بسبب التهاب الغدة النكفية، بينما سواريز لا يزال يحتفظ بخاصية أنه لا يمكن لأحد توقعه.
- أسود الشمال
سمعت إسبانيا كلها زئيرا قادما من الشمال الجمعة أثناء مباراة ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة يقول أن فريق الأسود الذين توجوا بالليجا ثمان مرات أخرها في موسم 1983-1984 ربما يفكرون في العودة.
ويضع هذا الانتصار الكبير على برشلونة أبناء الباسك ضمن قائمة أفراد الحرب الأهلية المحتملة على لقب الليجا، فكتيبة الأسود تحت قيادة ارنستو فالفيردي تمكنت من تحقيق المطلوب منها والتقدم على قدر استطاعتها منذ تولي الأخير منصبه.
ويتقدم أثلتيك بلباو بصورة طيبة منذ موسم 2013-2014 حينما أنهى الفريق الليجا في المركز الرابع ولكنه عاد ليتراجع الموسم الماضي للمركز السابع بسبب شدة المنافسة مع إشبيلية وفالنسيا وفياريال قبل أن يتأهل لنهائي كأس الملك الذي خسره من برشلونة.