باسم محمود.. رهن موبايله ليتمكن من السفر والعمل بالمشروع

ترك عمله فى أحد المولات الكبرى والذى لم يكمل شهراً واحداً فيه، وقبل أن يحصل على راتبه الأول، للانضمام للعمل بمشروع قناة السويس عندما سمع عنه، وعلى الرغم من عدم وجود أى أموال معه إلا أن ذلك لم يمنعه من السفر والانضمام للمشروع.
«عشان يروح رهن موبايله وقال للراجل لو مجبتلكش الفلوس آخر الشهر اتصرف فيه»، تحكى خالته تفاصيل ذهاب باسم إلى مشروع قناة السويس للعمل به.
باسم محمود، البالغ من العمر 30 عاماً، والحاصل على دبلوم فنى صناعى من منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة، لقى مصرعه يوم 28 سبتمبر أثناء عمله فى حفر مشروع قناة السويس.
تقول خالة باسم: «اتصل بيا من هناك وقالى أنا وصلت وقدمت ورقى واشتغلت، متقلقيش فيه مكان ننام فيه ومكان نشترى منه أكل، وبعد 10 أيام اتصل بيا ظابط مهندس من هناك وعرفنا إنه مات».
كان باسم يقضى يومه فى العمل فى عد الجرارات واللوادر التى تشارك فى الحفر حيث كان يعمل ك«عداد»، وبعد 10 أيام من وجوده انهار عليه التل الترابى، مما أدى إلى ردمه بالكامل واضطرت الشركة إلى الاستعانة بالكراكات والحفر للوصول إليه وانتشاله».
بعد وفاة باسم قام المقاول الذى كان يعمل معه بصرف مبلغ 10 آلاف جنيه، ولم تقم أى جهة أخرى بصرف أى مبالغ للأسرة.
«قابلت وزيرة القوى العاملة وقلتلها أنا معايا ليسانس حقوق وعايزة أشتغل عشان أراعى الأولاد، وبعد أسبوع بعتولنا وقالولنا فى وظيفة من الساعة 7 الصبح للساعة 6 المغرب فى أحد محال السوبر ماركت الشهيرة، لكن طبعاً ماينفعش أسيب بناتى كل ده، واحدة لسه بترضع والتانية مريضة بالقلب المفتوح». تقول «أمل حسين»، زوجة باسم، وتستكمل قائلة: «عندى جنا 3 سنين، وجومانا اتولدت بعد وفاته بأسبوع واحد بس ملحقش يشوفها».
وتقول والدة باسم: «إلى الآن لم نصرف أى معاش، قالولنا مافيش حاجة تثبت إنه اشتغل ومخدناش منه ورق، لكن هو قدم وشغلوه فى نفس اليوم».
وأكملت وهى تبكى: «ياريت يكرموا باسم.. نفسى يكرموه عشان يبرد قلبى من ناحيته ومن ناحية ولاده وميروحش هدر، ابنى خرج من بيته ومشفتهوش تانى غير وهو ميت».