ولد عبدالرحمن فهمي، وفي الثلاثين من مارس عام 1870، وفي عام 1888 تخرج في المدرسة الحربية، وعمل ياوراً لوزير الحربية مصطفي فهمي باشا، ثم نقل إلى خدمة البوليس سنة 1901، كما عمل مديراً للجيزة عام 1911، وبسبب صدامه مع الخديو أحيل إلى المعاش مبكراً عام 1913. كان عبدالرحمن فهمي من الشخصيات الفاعلة التي شاركت سعد زغلول في ثورة 1919، ولعل ما يدلنا على دوره البارز قصره الكائن في شارع قصر العيني رقم 104 الذي توجد فيه دار الأدباء التابعة لاتحاد الكتاب، ففي هذا القصر وفي بدايات القرن العشرين، كانت هناك مجموعة من شباب مصر يدلفون إليه في جنح الليل، إلى البدروم ويظلون مجتمعين إلى أن يهبط إليهم صاحب الدار، ولم يكن هذا الرجل سوي عبدالرحمن فهمي، الذي قال عنه سعد زغلول إنه المنظم لسير الحركة الوطنية والمنفذ لرغباتها، ذلك أن فهمي كان السكرتير العام لهيئة الوفد المركزية ومجموعة الشباب الذين كان يلتقيهم، لم يكونوا سوي وقود هذه الثورة. وفي حديقة هذا القصر كان اللقاء الذي يجمع أخطر جهاز سري للوفد والثورة، والذي خرج منه عريان يوسف سعد، صاحب عملية الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء القبطي يوسف وهبة، الذي قبل تكليفه بالوزارة، وقد تم القبض على عبدالرحمن فهمي عام 1920 بسبب نشاطه الوطني، وحكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى 15 سنة، وقد توفي «زي النهارده» في 13 يوليو 1946.