كاتب إسرائيلي: «النووي» السعودي يهدد تفوق إسرائيل على جيوش العرب

حذر كاتب إسرائيلي من أن الاتفاق المنتظر بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني يضع التفوق العسكري الإسرائيلي على العرب في خطر غير مسبوق بسبب تسلح السعودية بالتكنولوجيا النووية.
وقال الكاتب الإسرائيلي، يوني بن مناحم، وهو المدير السابق لإذاعة «صوت إسرائيل» خلال الفترة من 2003 إلى 2008، إن السعودية دشنت سباق تسلح في منطقة الشرق الأوسط، ردا على التوقيع المنتظر على اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن دولا عربية أخرى ستدخل سباق التسلح، الأمر الذي يشكل خطرا على تفوق إسرائيل العسكري على جيوش العرب مجتمعة، وهو الأمر الذي كانت تحرص عليه إسرائيل برعاية وضمانة أمريكية تامة طوال العقود الأربعة الأخيرة.
وكتب يوني بن مناحم، في مقال على الموقع الإلكتروني للقناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلي، السبت، تحت عنوان «سباق التسلح السعودي»، إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يواصل سياسة التحدي التي ينتهجها ضد إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، احتجاجًا على الاتفاق المتوقع مع إيران.
وأشار إلى أن العاهل السعودي أرسل ابنه محمد بن سلمان، الذي يشغل منصبي ولي ولي العهد ووزير الدفاع، إلى روسيا منذ 10 أيام للتوقيع على اتفاقيات إستراتيجية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان أهمها اتفاق للتعاون النووي بين الدولتين، وشراء دبابات من طراز «تي 90»، وصواريخ من طراز «إسكندر 400»، بالإضافة إلى صفقات أخرى للسلاح والبناء والطاقة والزراعة والاستثمار.
ثم عاد سلمان وأرسل ابنه مرة ثانية إلى فرنسا، في 24 يونيو الجاري، للقيام بأمر مشابه هناك، حيث قام بالتوقيع على صفقات تزيد قيمتها على 12 مليار دولار. وتتضمن هذه الصفقات الاتفاق على بناء فرنسا مفاعلين نوويين في السعودية، وشراء 23 مروحية فرنسية قيمتها 500 مليون دولار، وشراء طائرات «إير باص» مدنية، فضلًا عن سلسلة مشروعات تتعلق بالبنية التحتية.
ولفت إلى أن باريس تتخذ مواقف مشابهة لمواقف السعودية في عدد من قضايا الشرق الأوسط، مثل التشدد تجاه إيران، والإصرار على إسقاط الرئيس السوري، بشار الأسد، فضلا عن كونها تؤيد الخطوات السعودية في الملف الفلسطيني.
ووصف الكاتب الإسرائيلي، الذي قضى خدمته العسكرية في سلاح الاستخبارات، سياسة الملك سلمان بأنها «براجماتية قائمة على مصالح المملكة»، وقال إنه يسعى إلى تكوين تحالفات استراتيجية جديدة تتجاوز التحالف الاستراتيجي القديم مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي غيرت وجهتها صوب إيران.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن السعودية تعتزم بناء 16 مفاعلا نوويا «لأغراض سلمية»، ستقوم روسيا بإنشاء معظمها، مشيرا إلى أن روسيا هي نفسها التي أقامت المفاعل النووي الإيراني في «بوشهر»، وزودتها بالتكنولوجيا اللازمة لتشغيله.
واعتبر يوني بن مناحم أن الصفقات السعودية مع روسيا وفرنسا تبعث برسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية مفادها أن التوقيع على اتفاق مع إيران يفتح الباب أمام دول أخرى للحصول على التكنولوجيا النووية وحق تخصيب اليورانيوم أيضا، فضلا عما تمثله الرسالة من توضيح لطبيعة الخسائر الضخمة التي خسرتها الولايات المتحدة وشركات الأسلحة الأمريكية في السعودية وغيرها من دول الخليج العربي بسبب الاتفاق مع إيران.
وأكد بن مناحم أن الشرق الأوسط يقف على باب مرحلة خطيرة جديدة، تنبع بشكل مباشر من الاتفاق مع إيران، وتتمثل في اشتعال سباق التسلح لدول الخليج التي ستنضم إليها دول عربية أخرى، على رأسها مصر والأردن، وشدد على أن الاتفاق مع إيران أيضا سيزيد التوتر في المنطقة ويفتح السباق على أسلحة الدمار الشامل لخلق توازن استراتيجي مع طهران.
وأكد أن كل هذه التطورات لها التداعيات المباشرة على أمن إسرائيل، التي لن تسمح لنفسها بفقدان التفوق النوعي لجيشها على جيوش العرب مجتمعة في وضع جديد أكثر خطورة من الماضي، حيث تتفكك دول، وتقع أسلحتها المتقدمة في أيدي تنظيمات إسلامية متشددة.