تشيلي وأورجواي.. ظلم الحكم يحقق العدل (تحليل المباراة)

أورجواي لم تستحق أن تنهي المباراة وهي تلعب ب9 لاعبين، ولكنها أيضًا لم تكن تستحق بأي حال أن تكون الفريق المتأهل للدور نصف النهائي من بطولة «كوبا أمريكا» بحصيلة هدف واحد في 4 مباريات وأداء متواضع جدًا في المجمل.
صحيح أن دور الحكم ليس الانحياز للفريق الأفضل، ولا يوجد أي مبرر للأخطاء التحكيمية، ولكن في الصورة النهائية الأكبر.. الفريق الأفضل في المباراة فاز، والفريق الأفضل في البطولة هو أول المتأهلين لدور الأربعة.
الشوط الأول
- قبل المباراة، صرح أوسكار تاباريز، المدير الفني لأورجواي، أن «تشيلي ستحاول إحراز هدف وستلعب بشكل هجومي منذ بداية اللقاء، وعلينا نحن استغلال ذلك».
طريقة لعب أورجواي في المباراة موجودة بالكامل في هذا التصريح، اللعب بأداء وتحفظ دفاعي عالي جدًا، مع محاولة استغلال ضعف خط دفاع تشيلي الذي ظهر بشكل هش جدًا في مباراة المكسيك، اعتمادًا على قوة إديسون كافاني ودييجو رولان وسرعة كريستيان رودريجز.
«تاباريز» مدرب واقعي جدًا ويعرف أن فريقه الذي حصل به على رابع العالم قبل خمس سنوات، وفاز ب«كوبا أمريكا» قبل أربع، صار أضعف كثيرًا من ذي قبل، خصوصًا مع إيقاف «سواريز»، فحاول الاعتماد على السلاح الوحيد الذي يملكه وهو الصلابة الدفاعية.
- على الناحية الأخرى بدأ خورخى سامباولي، مدرب تشيلي، المباراة كالعادة بشكل هجومي كاسح، اعتمادًا على كم كبير من المهارات الهجومية التي يملكها في أفضل نسخة لمنتخب تشيلي عبر التاريخ ربما.
فرض الفريق سيطرته على الشوط الأول بالكامل، وسنحت له بعض الفرص، ولكن الصلابة الدفاعية لأورجواي، الذي لعب ب10 لاعبين في نصف ملعبه، أدت لفشله في تسجيل أهداف.
- أليسكيس سانشيز ظهر أنانيًا جدًا في أقل مبارياته في البطولة، وهو ما أثر في المجمل على أداء ورتم تشيلي في اللمسة الأخيرة.
في المقابل، كان خورخى فالديفيا هو النجم الأول للفريق بحركته المستمرة في العمق والأطراف، وقدرته على نقل الكرة بدقة في المساحات الضيقة، «فالديفيا» لا يمتاز بقوة بدنية أو سرعة كبيرة، خصوصًا مع وصوله لل31 من عمره، ولكن في مباراة كهذه دارت كلها تقريبًا في نصف واحد من الملعب كان هو لاعب المنتخب الأهم.
- دون سبب مفهوم يقدم كلاوديو برافو بطولة مهتزة رغم القوة الواضحة لفريقه، وعلى عكس موسمه المذهل مع برشلونة.
«برافو» كاد أن يتسبب في هدف نتيجة لخروجه الخاطئ جدًا من مرماه في واحدة من الكرات القليلة التي وصلته خلال هذا الشوط.
الشوط الثاني
- في هذا الشوط زادت حدة أورجواي الدفاعية، أصبح «تاباريز» أميل لإنهاء المباراة 0-0 والاعتماد على ضربات الجزاء، وأقل مخاطرة حتى في الهجمات المرتدة.
- لم يتغير رتم تشيلي، سيطرة على الكرة وفشل في تسجيل أهداف نتيجة لانخفاض مستوى «سانشيز» وأيضًا «فيدال» الذي ربما تأثر بقضية القيادة تحت تأثير الكحول التي ستنظر في المحكمة أول يوليو.
- الحل الأقوى في مباريات بهذا القدر من الإغلاق هو الكرات الثابتة والعرضية، ولكن تشيلي كان ضعيفًا جدًا في تلك الكرات، وأقل كثيرًا من خط دفاع أورجواي بقيادة دييجو جودين الذي قدم مباراة كبيرة، تحديدًا في ألعاب الهواء.
- طرد «كافاني» كان نقطة فارقة في المباراة بالطبع، ليس فنيًا في الحقيقة، لأن مهاجم باريس سان جيرمان كان غائبًا جدًا عن المباراة كعادة أداءه مع المنتخب في العامين الأخيرين، ولكن نفسيًا أصبح لاعبو أورجواي أكثر عصبية وأقل تركيزًا في الدفاع.
الحكم ظلم «كافاني» جدًا في تلك اللحظة التي تعرض فيها لاعتداءٍ من جونزالو خارا مدافع أورجواي –الذي يستحق طردًا لسوء السلوك-، ونتيجة مباشرة لهذا الطرد ازدادت خطورة تشيلي على مرمى أورجواي.
-الزيادة العددية لتشيلي، والهجوم ب9 لاعبين دفعة واحدة، درجة أن «إيسلا» الظهير الأيمن كان على حدود منطقة الجزاء، أنتج هدفًا متسقًا مع المباراة في مجملها.
انخفاض تركيز لاعبي أورجواي واضح في سوء التغطية، خصوصًا مع خطأ «موسليرا» في التعامل مع الكرة العرضية، وفي المقابل فإن كثافة تشيلي جعلت «إيسلا» موجود في هذا المكان.. ليتسلم تمريرة من نجم اللقاء الأول «فالديفيا» ويمنح فريقه الفوز.
- بعد الهدف كان من الممكن زيادة حصيلة الأهداف، خصوصًا بعد طرد –مستحق هذه المرة- ل«فوسيلي» نتيجة الإنذار الثاني في كرة عنيفة على «سانشيز»، فُتِحَت الخطوط تمامًا وخرج أورجواي من اللقاء.
- تشيلي يقدم حتى الآن أقوى أداء في بطولة «كوبا أمريكا»، بل والأداء الوحيد المقنع بها، مستفيدًا بوجود جيل ذهبي بقيادة «سانشيز» و«فيدال».
كسر عقدة الدور ربع النهائي أخيرًا هو أمر مميز في ذاته، الطريق كذلك ممهد للعبور إلى النهائي لأن المباراة القادمة مع الفائز من بيرو وبوليفيا –وهو لقاء سهل نظريًا.
وإذا لم يكن للأرجنتين أو كولومبيا رأي آخر فإن تشيلي هي المرشح الأبرز والأفضل للفوز بتلك النسخة من «كوبا أمريكا»، للمرة الأولى في تاريخها.