تحاول التشبث بالصبر في ألم تغلبها العبرات، تتساقط دموعها تارة، وتصمت تارة فيها يتمزق قلبها منفطرا على رحيل ولدها غير مصدقة وفاته فجأة لم تعد تراه ولن يحدثها بعد اليوم تردد كلماتها بالم معه يعتصر قلوب النساء اللائي جئنا لمواستها فيبكين جميعا. تجلس أمام مدافن الأسرة أثناء دفن الشهيد محمد بخيت عطية، 21 سنة، ولدها، وأحد ضحايا حادث رفح الإرهابي، أثناء تفكيكهم 7 عبوات ناسفة أودت بحياة 4 من الضباط والمجندين تنظر لباب المقبرة التي اكتظت بالمشيعين تحاول السيطرة على وجعها، ويعلو النحيب أرجاء المكان فيما كانت قيادات الجيش الثالث الميداني واقفه بجانب والد الشهيد وشقيقه يتلقون العزاء في صبر وعزيمة. وفي منزل والدة الشهيد بالسلام خيم الحزن على المكان مئات السيدات من أقارب وجيران الشيهد جئن لتعزية الأم لكن كلا منهن تبكي يتذكرن الشهيد اللاتي حلفنا بطيبة قلبه ونقائه ودماثة خلقه يحب الخير ويساعد الجميع هكذا تحدثنا عنه يرددون «كم جميله حسن خاتمتك يا محمد تستحقها لنبلك وطيبتك»، فيما جلست شقيقته إلى جوار والدتها تبكي بمرارة فتتحدث والدتها: «محمد قالي يا ماما لما أخلص الجيش هخطب كان يرفض أن يتزوج قبل إنهاء تجنيده..كان باقي على انتهاء فترة تجنيدة 15 يوما ليبدأ حياته ولكنها ها هي انتهت قبل بدأها تصافحها ذكرياته تتحدث بها كان يحبني ويحب الجميع لم يغضبني يوما مطيعا بارا بوالديه وأسرته لكن سأقابلك في الجنة محمد». وتابعت الأم.. داعيه الله أن ينتقم من الإرهابين القتلة ومن كل من يمسك سلاح ليقتل أخاه وطالبت الجيش بأن يثأروا لنجلها ويقتلوا قاتليه. كان مئات الأهالي بالسويس شيعوا جنازة الشهيد المجند محمد بخيت عطية، الخميس، والذي لقي حتفه أثناء تفكيك الألغام برفح، في مشهد مهيب من مسجد على بن أبي طالب بالسلام يتقدمهم اللواء العربي السروي محافظ السويس وقيادات الجيش الثالث الميداني واللواء طارق الجزار مدير امن السويس والدكتور كمال بربري وكيل وزارة الاوقاف بالسويس والشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس الذي أم المصلين. وردد المشيعون هتافات: «لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«يسقط يسقط الإرهاب». وقال أقارب الشهيد وجيرانه إنه كان طيب الخلق يتمتع بحب الناس لنقائه وحبه الشديد للخير.