عقد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، الثلاثاء، المؤتمر الدولى الأربعون للإحصاء وعلوم الحاسب الحاسب الآلى بعنوان (الإعلام وقضايا المجتمع بين المهنية والمسئولية الاجتماعية)، تحت رعاية غادة والى وزير التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة المركز، وبحضور العديد من خبراء الإعلام والمثقفين ورجال الدين والسياسية. وانتقد المشاركون التناول الإعلامي الراهن، وتحول بعض الإعلاميين إلى زعماء سياسيين خاصة في حالة الشح المعلوماتي لديهم، وغياب فقة الأولويات في تناول القضايا التي تهم المواطن، واصفين المشهد الإعلامي بأنه يعاني حالة من الإنفلات، ومطالبين بضرورة وجود ضوابط فيما يسمى بإعلام المواطن خاصة في ظل الثورة الإلكترونية الراهنة. وأكدت الدكتورة نسرين البغدادى، مدير المركز، أن المؤتمر هدفه إلقاء الضوء على علاقة وسائل الإعلام بقضايا المجتمع المصرى، والأدوار التى تقوم بها هذه الوسائل فى رصد وتحليل ما يعترى المجتمع من مشكلات وأزمات، وخصائص المحتوى الذى تقدمه إلى جماهيرها، بهدف طرح رؤية مستقبلية تسهم فى ترشيد وتطوير الأداء الإعلامى. وأشارت مدير المركز إلى أن المؤتمر يدور حول محاور عدة منها، الإعلام وقضايا التحول الديمقراطى فى مصر ويستهدف هذا المحور إلقاء الضوء على واحدة من أهم القضايا التى برزت بشكل قوى عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والتى تتصل بتحديد مدى قدرة وسائل الإعلام على تدعيم وتعزيز التحولات الديمقراطية، وطبيعة الأدوار الإيجابية والسلبية التى تؤديها وسائل الإعلام فى المراحل الانتقالية. وفي كلمته، قال اللواء محمد عبد الواحد، مدير الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية، إن الإعلام أصبح له أثر بالغ في التأثير على توجهات المواطن، وتحول من مجرد ناقل للخبر إلى صانع للحدث ومعلقا عليه، واعتبر الإعلام الإلكتروني بمثابة خطوة كبيرة على المجتمع نظرا لسهولة وسرعة استخدامه بل وقيامة في بعض الأحوال بتلفيق التهم وتركيب صوراً على أحداث معينة مما كان سببا في تحويل الجاني إلى مجني عليه. وشدد مديرة إدارة المعلومات على تتبع الوزارة ورصدها لكافة المواقع الإرهابية التي تبث أخباراً كاذبة تهدف لبلبلة الرأي العام، وتسليم مسؤلي تلك الصفحات إلي النيابة العامة، حيث قامت وزارة الداخلية بتحديث الأجهزة المستخدمة لديها في تتبع تلك الصفحات منذ الثورة وحتى الأن، بما يمكنها من رصد ومتابعة ملايين الصفحات، بالإضافة لتوعية المواطن في كيفية التعامل مع المعلومات التي تبثها تلك المواقع. فيما اعتبر الإعلامي جمال الشاعر، بعض وسائل التواصل الإجتماعي بأنها بمثابة وسيلة من وسائل الإرهاب الفكري والمعرفي، مشيراً إلى أن الإعلام يعاني من شح في المعلومات مما جعل بعض الإعلاميين يتحولون الى زعماء سياسيين، بالإضافة لوجود حالة من الإغراق المعرفي تسبب في حالة من الإرتباك لدى المتلقي، وأخيرا وجود مغالطات منطقية وغياب للأولويات المقدمة للمواطن.