وزير البيئة: إغلاق محطات المياه في أول يوم لغرق صندل الفوسفات كان إجراءً احترازيًا

قال الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، إن إغلاق محطات المياه في أول يوم لغرق الصندل «سيناء» كان إجراء احترازيًا فقط لحين التأكد من سلامة المياه، مؤكدًا أن معامل وزارة البيئة أخذت عددًا من العينات الإضافية وأثبتت جميعها أن المياه آمنة وصالحة للاستهلاك الآدمي، ومطالبًا جميع الجهات بتحري الدقة في المعلومات التي يتم تداولها، وأكد أن مادة الفوسفات شحيحة الذوبان في الماء.
جاء ذلك خلال تفقد وزير البيئة يرافقه اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، السبت، بمتابعة عملية تعويم وانتشال الناقلة «سيناء» الغارقة بنهر النيل بمدينة قنا والمحملة ب500 طن من الفوسفات.
وأوضح «فهمي» أنه سيعقد اجتماعا بين وزارات النقل والري والبيئة لتطوير وتحديث أسطول النقل النهري وإنشاء محطات إنقاذ بطول نهر النيل للتعامل السريع مع أي أزمات فور وقوعها وتحديد طبيعة المواد التي تنقل في النيل، مؤكدًا أن النقل النهري ستصبح له أهمية كبرى في الأيام القادمة في ظل النهضة الحالية التي يشهدها الاقتصاد المصري.
وأضاف «فهمي» أنه يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، والصندل الموجود حاليًا قديم وسوف يتم استخدام صنادل جديدة تسمى «دبل هلك» مزدوجة أسفلها خزانات للمواد الخام المسموح بنقلها بالنيل، موضحًا أن هناك مواد محظور نقلها بنهر النيل مثل المواد البترولية والكبريت وأنه سيتم عمل بنية تحتية لمراكز الإنقاذ، وسيتم عمل مراكز للتحكم في نسب الملوثات، منوهًا بأن هناك اجتماعًا موسعًا يجمع وزراء الري والنقل النهري لتفادي مثل هذه الحوادث.
وأشاد «فهمي» بجهود القوات المسلحة في تعويم ناقلة الفوسفات الغارق وسحب 90% من حمولته بعد تعويمها بزرع بالونات عملاقة أسفلها مما أسهم في تفريغ حمولتها من خلال شفاطات عملاقة بعد رفع الناقلة نحو متر ونصف عن سطح القاع.
وأوضح أن الوزارة أخذت على عاتقها منع المصانع الواقعة على نهر النيل من صرف مخلفاتها بالنهر، لافتًا إلى أن عدد تلك المصانع 122 مصنعًا على مستوى الجمهورية وتطبيق الإجراءات الحازمة التي وضعتها الوزارة بالتنسيق مع جهاز حماية النيل والوزارات المعنية - وصل إلى 8 مصانع ويجري الاستعانة بفريق بحث من جامعة القاهرة، بهدف توفير نظم متطورة في حماية البيئة تتماشي مع صرف تلك المصانع، وأن المصانع التي لا يوجد اعتمادات مالية لها سوف تعد لها الخطط التي تساعدهم على توفيق الأوضاع البيئية.
وفى سياق متصل، أشار إلى أن الفحم ضرورة لتنويع مصادر الطاقة ليكون لدينا خليط من الطاقة «شمسية- نووية- بترول- فحم»، مشيرًا إلى أننا نعتمد على 95٪ من البترول فقط في تشغيل المصانع مما يكلفها كثيرا بسبب ارتفاع أسعارها، مشددًا على أن الدولة تحتاج إلى الفحم الآن وسوف نستخدم الضوابط الأوروبية «ضوابط متشددة» التي تستخدم في توليد الطاقة في مصانع الحديد والصلب ومصانع والأسمنت، ويتم ذلك بالتحكم من خلال تصاريح معدة لذلك وسلسلة من الإجراءات المترابطة لإنشاء منظومة متكاملة مبنية على الفحم بما لا يضر البيئة.
من جانبه، أكد محافظ قنا أنه تم انتشال أكثر من 90% من حمولة الفوسفات بالصندل الغارق وتعويم الصندل الغارق بمقدار متر ونصف من قاع النيل تمهيدا لانتشاله، مضيفًا أنه تم أخذ حوالي 400 عينة من مياه النيل بمعرفة شركة مياه الشرب والصرف الصحي ومعامل وزارة الصحة والري والبيئة، وجاءت جميع النتائج سلبية ومطابقة للمواصفات القياسية ولم يحدث أي تغيير في خواص أو طبيعة المياه، متوجها برسالة إلى أهالي محافظة قنا والمحافظات الأخرى بأن المياه آمنة تماما وصالحة للاستهلاك الآدمي، مؤكدًا أنه يشرب من مياه الصنبور منذ وقوع الحادث.
وقال المحافظ إن القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الري وشرطة المسطحات المائية ومحافظة قنا تبذل جهودا كبيرة لتعويم وانتشال الصندل في أقرب وقت ممكن، موضحًا أنه ستتم الاستعانة بإحدى المعدات العملاقة للمساعدة في عملية التعويم.
من جانبه، قال المهندس جمال الشيباني، وكيل وزارة الري بقنا، إن صندلين عملاقين تابعان للقوات المسلحة قاما برفع 90% من حمولة الفوسفات بعد تعويمه من خلال شفاطات عملاقة تمت الاستعانة بها، وأنه سيصل، الأحد، ونش عملاق من القوات المسلحة لسحب الناقلة.