«الشباب» تنظم ندوة «مفهوم تجديد الخطاب الديني» بمركز التعليم المدني

واصلت الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني، بوزارة الشباب والرياضة، تنفيذ لقاءاتها الحوارية في إطار مبادرة «الأزهر يجمعنا» بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الأحد، بمركز التعليم المدني بالجزيرة باستضافة الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والدكتور محمد سالم أبوعاصي عميد كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر.
وقال الدكتور عبدالفتاح عبدالغني، خلال كلمته، عن مفهوم تجديد الخطاب الديني، والذى يقوم في الإسلام على أصول راسخة وثوابت نيرة، وأركان متينة، يحترم من خلالها عقول المخاطبين ويعطي مساحة من الفكر والتأمل، ولا يجبر الفرد على الاعتقاد بفكرة أو مبدأ يرفضه، وإنما يأخذ بيديه من قبيل الحوار الهادف البناء.
كما قال عبدالغنى إن تجديد الخطاب يعنى كيفية تعريف الدعاة بسماحة ووسطية الإسلام للعباد، مشيرًا إلى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قد وضع الركيزة التي يجب أن ينطلق منها كل داعية ووالد ومسؤول حتى يعم السلام وتستقر الأحوال ويتحقق الأمن الذي نحتاج إليه.
وأضاف عبدالغني أن الرسول الكريم وضح حجر الأساس في التعاملات بين المسلم وأخاه، وبين المسلمين والأقباط واليهود، وميثاق يظبط تعاملاتهم وعلاقاتهم يقوم على الانصاف ونصر صاحب الحق إذا تواجد نزاع مهما كانت ديانته.
وفى ختام حديثه، أشاد عميد كلية أصول الدين بتنظيم هذه اللقاءات الشبابية التي تعمل على اثراء فكر الشباب، وتأخذهم إلى صحيح الدين حتى نستطيع الوصول بالوطن إلى بر الأمان.
فيما قال الدكتور محمد سالم ان الهدف من تجديد الخطاب الدينى تهذيب الأمور التي تطرأ على الدين نتيجة لإختلاط بعض المفاهيم المغلوطة التي تنسب إليه كذباً، مشيراً إلى خطورة موجتى الالحاد والتطرف التي يشهدهما المجتمع خلال الفترة الحالية، وسعى الأزهر ومجهوداته على تنقية الاسلام من هاتين الآفاتين كأحد أهم ادواره.
وطالب سالم الشباب بأن يكونوا على قدر من الثقافية الدينية تمكنهم من مواجهة مثل تلك الأفكار المتطرفة، وحتى لا تصبح عقولهم مجال للتلاعب من جانب أفراد وجمعات متطرفة.
وتطرق سالم إلى الهجوم الذي يتعرض له الأزهر الشريف في الفترة الأخيرة، حيث أكد أن الأزهر يقف جدارا عازلا بين الفكر الجهادى والسلم الاجتماعي، وضد الجماعات التي تهدف إلى تخريب عقول شبابنا ودفعهم إلى التطرف، ويحاول أن يعرض الرأى الصحيح في الثغرات التي تظهر في المجتمع.
كما اوضح سالم ان الجهاد في الاسلام شرع للدفاع عن الوطن ضد المعتدي، مبيناً ان الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وكافة النصوص تؤكد ان الجهاد يهدف إلى الدفاع عن الحقوق وليس لإكراه احد، فالإسلام يمنع ترويع الآمنين ويدعو للسلام والمحبة والإخاء، وفتح باب للحوار وحرية الرأى والفكر.
وفى مجمل تساؤلاتهم، ناقش الشباب الحضور الضيوف في دور الأزهر الشريف في عدد من القضايا التي أثيرت مؤخراً مثل دعوات خلع الححاب والالحاد والافلام المسيئة، واسباب ضعف مستوى الأداء اللغوى للغتنا العربية، بجانب احكام الدين في عدد من القضايا الاجتماعية وانواع الجهاد الصحيح في الاسلام.
وفى ختام الحوار، دعا الضيفان الشباب لضرورة العودة إلى صحيح الاسلام وتحصين انفسهم ضد الانحرافات الفكرية، والالتفاف حول قياداتهم، وحب الوطن والاجتهاد في العلم والعمل، وأهمية التعاون لمواجهة الحرب الارهابية على الوطن.
يذكر ان مبادرة «الأزهر يجمعنا» تهدف إلى تأصيل القيم الايجابية والاخلاق السمحة لدى النشء والشباب وتأصيل نموذج القدوة ومواجهة الظواهر السلبية التي تواجه النشء والشباب، والدعوة لنبذ العنف والتطرف ومواجهة الارهاب والفكر التكفيري.