اذا الشعب يوما اراد الحياه ..لازم يشتري الكتالوج . و شعب مصر اراد الحياه فكانت له ,و انتفض يقتنص الحريه و يطبق الديموقراطيه بلا تهاون او تراخي و لكن المشكله في اننا لم نشتري معه "الكتالوج " ..اجنده الديموقراطيه و مانيفستو الحريه الذي يرشده الى كيفيه تطبيق الديموقراطيه . نعم الديموقراطيه تحتاج لدليل و تعليم و تدريب .فالانسان بطبعه يميل الى فرض رأيه و دائما ما يعتقد بانه هو الوحيد الذي على صواب .و دائما فان الاقوى يحاول ان يفرض رايه على الاضعف هكذا هي عقليه كلا منا قبل ان نتعلم معنى تطبيق الديموقراطيه في المجتمع و ما ترتبط به من حوار و نقاش و تفاوض . و لكن قبل كل هذا و ذاك تظل المشكله الاعظم التي تواجه التطبيق الفعلي للديموقراطيه في مصر و هي مبادىء رفض و تخوين و احيانا تكفير الاخر الذي هو اما من يختلف معك في الرأي او في الجنس او في الدين ..فالمجتمع المصري الذي لم يتعود على العمليه الديموقراطيه لا يزال خاضع لتأثير هذه المبادىء و يتحرك منها دائما لموجهه الاخر. سأطرح عليكم عده امثله توضح اننا لا نزال نتعلم في "روضه اطفال" مدرسه الحريه و الديموقراطيه . اول موقف و هو يجمع عده مبادىء مجتمعه و منهم مبدىء مبدأ رفض الاخر و تكفيره..و نبدأ من خبر نشر على احد مواقع الاخبار نصه " حمله على الفيسبوك لترشيح ساويرس لرئاسه الجمهوريه " و هي الحمله التي اعتقد ان الرجل لا يعرف عنها شيئا تماما ..لا تعنيني الحمله نفسها ولا الخبر انما ما يعنيني هو تعليقات القراء على الخبر و كلها تدور حول محور واحد, كيف له ان يرشح نفسه و كيف له ان يتجرء على مثل هذا الفعل هذا الليبرالي العلماني المدني انها حقا لفاجعه الا يدرك انه ممن قالوا "لا" في الاستفتاء ..كل هذا بالاضافه للتهمه الابشع بانه و العياذ بالله "نصراني " ..هكذا قد تناسوا في لحظه حقه كمواطن في ان يكون ليبرالي او علماني او شيوعي او يساري و تناسوا ان في تطبيق الديموقراطيه اعطاء الحق ل "مرعي بتاع الكليمه " ان يرشح نفسه في الانتخابات او ان يكون رئيسا طالما انه اتى عن طريق صناديق الاقتراع ..و ان في نص الدستور "المعطل " "الساقط " الذي ينص على مبدأ المواطنه و لا يميز بين ابناء الوطن بسبب ديانتهم و حتى في تعديلات الدستور التي وافقنا عليها ( انا قلت لا و لكن تطبيقا للديموقراطيه و سياده راي الصندوق تصبح نعم هي موقف مصر كلها ) لم تنص في كلا منها على ديانه رئيس الجمهوريه و انما نصت على ان يكون مصري فقط لا غير ! ثاني موقف ..حمله اخرى على الفيسبوك بعنوان "مصر فتاه محجبه لابسه صليب" حمله نبيله اطلقها شباب متعلم متنور يريد لمصر الخير و الاستقرار هدفها الاوحد محاربه الفتنه و لا هدف لهم سوى هذا ..ينشر الخبر ايضا على احد مواقع الانترنت و اذا بالتعليقات تنهال من كل حدب و صوب ..."محجبة ماشى لكن اذاى لابسة صليب" .."بدأ الهبل " .يا ستار يا عليم يا رزاق يا كريم كل ما جذب اعينهم هو هذا ..اعتقد ان هذه التعليقات و ما شابهها انما توضح مقدار الهوه السحيقه بين ما ينادي به مثقفي مصر و بين ما يدور في خلد رجل الشارع العادي و احيانا المتعلم . ثالث موقف يحمل في طياته كل معاني تخوين الاخر المختلف معك في الرأي فهو اما خائن و عميل و اما من فلول النظام السابق ..هكذا اصبحنا نصنف بعض باللون الابيض او الاسود فقط وليس بدرجاتهم ..فمن طيات الثوره خرجت احزاب و مؤيدين و معارضين فتاره يتهم هذا ذاك بانه خان الثوره و خان دماء الشهداء عندما قال نعم مثلا او عندما انشأ حزبه او عندما قال له لا و ذاك يرد عليه بانه قد اصبح ملكي اكثر من الملك و انه قد باع نفسه للنظام السابق مقابل الوعد بمنصب او بثروه ..و لا شيىء اكثر وضوحا من هجوم البعض على الدكتور البرادعي يوم الاستفتاء و هو من كان قد بدأ يعامل معامله الابطال (و هو يستحق هذا ) بعد التنحي مع ان من هاجمهوه كان منهم من شاركه الصلاه يوم جمعه الغضب رفعه على الاعناق في ميدان التحرير . ..هكذا اصبحنا لا نتقبل بعضنا البعض و نرى في الاخر العدو اللدود بينما نتناسى او ننسى اننا كنا بالامس نأكل و نشرب سويا في ميدان واحد لشهر كامل نطالب بحريه مصر و لكننا نسينا ان نطلب كتالوج الحريه .الاختبار الاصعب الذي نواجهه ليس في اسقاط النظام و انما في اعاده بناء النظام لنبنب ديموقراطيتنا و نصون حريتنا على اسس العدل و الحريه و المساواه بين ابناء الوطن جميعهم. ملحوظه مهمه و هي ان تطبيق الديموقراطيه بشكل فعال يحتاج اولا الى تثقيف كل فئات المجتمع حتى لا نفاجىء بهها تتحول الى وسيله للديكتاتوريه .فما من شك ان الديموقراطيه هي سلاح ذو حدين لكنها في معظم الاحيان ما تميل الى الطرف الاصلح البناء للمجتمعات و لكن في نفس الوقت علينا ان لا ننسى ان من اتى بهتلر و موسيليني الى سده الحكم كانت ايضا صناديق الاقتراع و لتنجنب هذه الامثله يجب ان تكون مع الديموقراطيه المؤسسات المجتمعيه و التشريعيه و النيابيه التي تحميها و تصونها من جور الحاكم و بطشه بشعبه