وجود فيلم أو أى عمل فنى أو أدبى ممنوع فى أى بلد وصمة عار لا يمحوها سوى الإفراج عن العمل. ومنذ أكثر من عشر سنوات أنتج التليفزيون فيلماً روائيًا طويلاً من إخراج محمد راضى عن حرب أكتوبر بعنوان «حائط البطولات»، ويعبر الفيلم عن دور قوات الدفاع الجوى فى الحرب التى حققت للمصريين والعرب الانتصار الوحيد على إسرائيل منذ وجودها على أرض فلسطين. ولم يكن هذا الفيلم أول أفلام راضى عن حرب أكتوبر، وإنما الفيلم الثالث بعد «أبناء الصمت» عام 1974، و«العمر لحظة» عام 1978. ولكن «حائط البطولات» منع من العرض، ولايزال ممنوعًا حتى الآن. فى حوار أجراه الزميل محسن حسنى مع ممدوح الليثى، رئيس جهاز السينما السابق، نشر فى عدد الخميس 28 أكتوبر 2010، قال الليثى إن «حائط البطولات» منع لأنه تضمن «خطأ التكريس لبطولة واحدة، والتغاضى عن باقى البطولات. وهذا الأمر تعتبره القوات المسلحة ظلمًا لباقى المشاركين فى تحقيق النصر، وهم على حق فى هذا لأن كل القوات والأسلحة شاركت فى تحقيق هذا النصر العظيم، وليس الدفاع الجوى وحده». وأعلن الليثى فى هذا الحوار عن إنتاج فيلم «وبدأت الضربة الجوية» بميزانية من 80 إلى 100 مليون جنيه!. والحقيقة أن القوات المسلحة بريئة من منع فيلم «حائط البطولات»، فإنتاج فيلم عن بطولات الدفاع الجوى لا يعنى بالطبع إهدار دور الأسلحة الأخرى، تمامًا مثل إنتاج فيلم عن السلاح الجوى. ولكن ما حدث أن الرئيس السابق مبارك شاهد الفيلم فى عرض خاص، وبعد أن انتهى العرض لم يأمر بمنعه، وإنما قال «لم أكن أعرف أن الفريق محمد على فهمى هو بطل حرب أكتوبر»، والفريق فهمى رحمه الله كان قائداً لقوات الدفاع الجوى أثناء الحرب. وكانت هذه العبارة كافية لمنع الفيلم، أو على الأقل منعه لحين إنتاج «وبدأت الضربة الجوية»، والمعروف أن الرئيس السابق كان قائداً لقوات السلاح الجوى أثناء الحرب. لم أسمع بنفسى الرئيس السابق عندما قال هذه العبارة، فلم أحضر العرض الخاص المذكور، ولكن سمعها المخرج محمد راضى وكل من حضروا العرض، وعرفت منهم ما حدث عندما سألت عن سبب عدم عرض الفيلم. المهم الآن أن يعرض الفيلم بعد الثورة، وتتم إزالة عار وجود فيلم ممنوع. [email protected]