«القومى لحقوق الإنسان» يطالب بتحسين الأحوال المعيشية فى شمال سيناء

طالب المجلس القومى لحقوق الإنسان بإعادة النظر فى عدد ساعات حظر التجول، خاصة فى المناطق الهادئة بمحافظة شمال سيناء، والتنسيق أمنيا مع شيوخ وعواقل القبائل، وتنظيم حملات توعوية للأهالى والاستعانة بهم فى دحر الإرهاب، وطالب بتعويض أُسر المتوفين وأصحاب المزارع والنازحين وتوفير مساكن لهم ونقل الحصص التموينية الخاصة بهم، وقبول الأطفال فى مدارس قريبة من إقامتهم.
ورصد التقرير، الذى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، والصادر عن وحدة سيناء، برئاسة الدكتور صلاح سلام، الأوضاع الأمنية، ما بين 22 و26 يناير الماضى.
وأفاد التقرير بضرورة جبر الضرر للمتوفين والمصابين وتعويض أسرهم وأصحاب المزارع، وتقديم مساعدات عاجلة للنازحين، وتوفير مساكن ملائمة لهم، ومخاطبة وزارة التربية والتعليم لقبول أطفالهم فى المدارس القريبة من مقار إقامتهم، دون إجراءات تعسفية، وتقديم تعويضات مناسبة لهم، ونقل الحصص التموينية للنازحين من رفح والشيخ زويد. وأكد التقرير أهمية إعادة النظر فى خريطة التعيينات الحكومية، ودمج الأهالى فى مؤسسات الدولة، والبدء فى تنمية مرحلية، على أن يكون تملك الأراضى على رأس الأولويات، وإعادة إنشاء خط السكك الحديدية بين بئر العبد والإسماعيلية، وإنشاء جامعة حكومية، وطرح أراض للأهالى.
طالب التقرير بإعادة النظر فى تشغيل كوبرى السلام الدولى، لتخفيف المعاناة عنهم أو زيادة عدد المعديات، لمنع التكدس، وتوضيح سبب قبول أو رفض المتقدمين الوظائف.
واقترح التقرير تشييد جامعة متكاملة فى جنوب سيناء، لاستيعاب الطلاب بدلا من سفرهم إلى المحافظات الأخرى، وتوطين سكان العشوائيات فى جنوب سيناء، وتوفير مساكن بدوية لهم، وتقنين وضع اليد، وفقا للقرار الصادر 1982 من رئاسة الوزراء، والذى يحدد سعر المتر وكيفية التسليم، وتوفير مياه الشرب، والاهتمام بالقطاع الصحى، وتوفير أطباء للمستشفيات، وفتح مكتب للجوازات فى المدن الساحلية. وأكد التقرير أن تنمية سيناء تسهم فى دعم الاقتصاد والأمن القومى وتعميق انتماء أبناء سيناء للوطن، وأن التنمية تعنى المزيد من التمتع بحقوق الإنسان، ورغبة الجهات الرسمية وغير الرسمية فى تحقيقها، وأن الإيمان بحقوق الإنسان يعطى دفعة معنوية للوصول إلى قدر كاف من التنمية.
وتضمن التقرير شهادات رصدتها البعثة فى مناطق يقطنها نازحون من رفح والشيخ زويد، فى مناطق الكيلو 17 والكيلو 20 ومنطقة المسمى.
وأفاد سِلمى سويلم جريد، من مركز الشيخ زويد، قرية التومة، بأنه ترك مقر إقامته، 20 رمضان الماضى، خوفا على حياة أطفاله، وأن المسؤولين بالمحافظة لم يقدموا له أى دعم، مؤكدا أن عددا من النشطاء والشباب قدموا له أغطية. ورصدت البعثة الصعوبات التى تواجه الأهالى بشأن التأقلم مع الظروف الجديدة، لافتة إلى حرمانهم من المياه والكهرباء والدواء، وأن أقرب مستشفى لهم يبعد 30 كيلو، مع صعوبة الحصول على مصدر للدخل، مع التخلى عن أرضهم، ونقل أطفالهم إلى أقرب مدرسة (تبعد 3 كيلو) عن مقر إقامتهم، بصفتهم مستمعين، ودون سند قانونى، يفيد بانتظامهم فى الدراسة، وعدم توافر دخل ثابت يعوضهم عن الأرض.
وقال محمد خويطر أبوخويطر، من الشيخ زويد، إنه رحل من مقر إقامته، خوفا على أسرته، تاركا أرضه وبيته دون تدبير أى مصدر للرزق، فضلا عن تهديده بالطرد من الأرض التى يقيم عليها، لافتا إلى توجهه هو وآخرين إلى المحافظة لعرض مشاكلهم، وحصلوا على وعود، دون حل جذرى للأزمة، ومشيرا إلى أنه يعيش فى كوخ من الحطب، دون باب أو غطاء يمنع تسرب المطر، وأنه لا يكفى أسرته للنوم، ومتمنيا العودة إلى مقر إقامته، نظرا لسوء الظروف المعيشية.وأفاد أبوسالم عليان، من رفح، بصعوبة الحياة، نظرا لعدم توافر أبسط مقوماتها، مشيرا إلى تخليه عن بيته، خوفا على حياة أسرته، دون أن يحمل معه ما يعينه على الحياة، ولافتا إلى ارتفاع نسبة الملوحة فى مياه الشرب ومعاناة أطفاله بشأن الوصول إلى مدارسهم، نظرا لبعدها عن مقر إقامتهم، بنحو 3 كيلو.
وأفاد رمضان سليمان، من رفح، موظف بوزارة الأوقاف، بتركه وظيفته، منذ 3 أشهر، دون أن يعرف مصيره، وأنه طلب من مديرية الأوقاف نقله إلى أقرب مكان لمقر إقامته، دون جدوى، لافتا إلى أن أسرته تعيش ظروفا صعبة للغاية، نظرا لنقص الأغطية لمواجهة البرد، وعدم توافر المياه والكهرباء. والتقت البعثة عددا من النازحين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، خوفا من الملاحقات الأمنية، وقدموا شكاوى مشتركة، أهمها الإهمال الحكومى، وعدم توافر مدارس قريبة لأبنائهم، أو أغطية لمواجهة البرد، والخوف من التعرض للطرد من الأرض، والرغبة فى العودة إلى مقار إقامتهم أو تعويضهم، وتوفير مأوى مؤقت لهم، وصرف حصص تموينية لهم، وإعفاء أبنائهم من الإجراءات الإدارية المتبعة للنقل إلى المدارس القريبة.
وذكر التقرير أن البعثة تحركت فى اليوم الثالث، باتجاه مدينتى الشيخ زويد ورفح، بعد توفير سيارة وسائق من أهل العريش، له دراية بالطريق، وأن البعثة تلقت تحذيرات من جهات أمنية بالامتناع عن ركوب سيارة المجلس (دفع رباعى)، نظرا لاستهدافها من قِبَل الجهاديين، وأن قائد السيارة سلك طرقا وعرة للغاية، رغم أن المسافة بين العريش ورفح نحو 50 كيلو، وقطعهم المسافة فى نحو 3 ساعات، نظرا لوعورة الطرق وكثرة الأكمنة.
وواصل التقرير: «فى طريق العودة، دخلنا قرى المهدية وتميت والوفاق، والتقينا الأهالى، وتحدثنا معهم، ورفضوا ذكر أسمائهم، وكان مطلبهم الوحيد رغبتهم فى العيش بسلام، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه».
وأفادت البعثة: «دخلنا عند العودة إلى حى الزهور، على أطراف مدينة العريش، ويسكنه المرتحلون من رفح والشيخ زويد، والتقينا مع أسر تحدثوا عن ظروف معيشية صعبة للغاية، وتلقينا مطالب، أهمها توفير مأوى لهم، وتقديم مساعدات مالية عاجلة لتدبير حياتهم، مع مطالبتهم الإدارة التعليمية بالعريش بقبول أطفالهم فى المدارس الحكومية».