«عاصفة الحزم» تتحول إلى معركة دعائية في الساحة الإعلامية

«حرب نفسية إعلامية» تشنها كل من وسائل الإعلام السعودية والإيرانية ضد الآخر خلال تناولهما للصراع الدائر في اليمن، ويظهر ذلك في تضارب الأخبار بينهما، حيث تتحدث المواقع الإعلامية والصحف السعودية عن سيطرة السعودية على اليمن ومصرع القيادات الحوثيين، بينما تتحدث المواقع الإيرانية عن تمكن الجيش اليمني من السيطرة على البلاد وإسقاط طائرات ومقاتلات سعودية وإماراتية، إلا أنها تحدثت أيضا عن مشاهد أولية لضحايا ودمار خلفه «العدوان السعودي الجوي»، وفيما يلي رصد لكيفية تناول بعض المواقع السعودية والإيرانية ل«عاصفة الحزم».
أبرز موقع قناة «العربية» السعودي قصف القوات السعودية للحوثيين، ومقتل وإصابة قياداتهم، مؤكدا أن القوات السعودية قامت بتدمير معظم الدفاعات الجوية الحوثية، وأن الأجواء اليمنية تحت سيطرة القوات السعودية، واهتمت «العربية» بقيادة وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، للعملية العسكرية، وذكرت أن ولي ولي العهد محمد بن نايف «قام بدور فاعل في إقناع الولايات المتحدة بدعم عملية عاصفة الحزم».
فيما أبرزت صحيفة «الرياض» السعودية تصريحات للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، على صفحته على موقع «فيس بوك» يقول فيها «سنرفع علم الجمهورية في صعدة بدلا من العلم الإيراني»، وتحدثت «الرياض» عن ترحيب نشطاء سعودييين على موقع «تويتر» ب«عاصفة الحزم» وأطلقوا وسم (#سأنتقل_من_مغرد_إلى_مقاتل).
فيما تحدثت صحيفة «عكاظ» السعودية عن أن «عاصفة الحزم» تدكّ معاقل الحوثيين، وذلك استجابة «لاستعاثة الرئيس اليمني ونصرة للشعب اليمني واستنادا إلى المواثيق الدولية»، مؤكدة: «سيطرة المقاتلات السعودية على سماء اليمن».
بينما تناول موقع قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية نفس الخبر بتوجه مختلف، حيث قال إن السعودية و10 دول تشن «عدوانا عسكريا» ضد اليمن دعما لهادي، وشددت «العالم» على أن مراسلها في اليمن يؤكد أن غارة جوية لمقاتلات سعودية تستهدف مطار صنعاء الدولي بينما المضادات الأرضية لما وصفته ب «للجيش اليمني» أي قوات الحوثيين تتصدى لها، وأن «الدفاع الجوي اليمني (الحوثيين) يسقط طائرتين سعوديتين معاديتين ومقاتلة إمارتية فوق صنعاء».
وعرضت «العالم» ما أسمته ب«مشاهد أولية لضحايا ودمار خلفه العدوان السعودي الجوي على اليمن، حيث استشهد وأصيب عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال في صنعاء، بمشاركة دول من مجلس التعاون وبدعم أمريكي».
وأبرزت «العالم» تحذير رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، للسعودية «من عواقب خطرة لتدخلها العسكري في اليمن».
ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية العملية العسكرية التي تنفذها السعودية وحلفاء من دول خليجية عربية باليمن بأنها «اعتداءات مدعومة من الولايات المتحدة».
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لبعض الأضرار وعشرات الجثث وبعض الجرحى وقال إن «عددا كبيرا من المواطنين اليمنيين قتلوا».
فيما تحدث وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن «عدوان جوي» سعودي على صعدة، وعن سقوط 20 شهيدا بينهم أطفال ونساء، ووجهت نداء للكوادر الطبية لإغاثة الضحايا المدنيين جراء «العدوان السعودي» على البلاد.
أما وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» فطالبت بالوقف الفوري للعمليات العسکرية السعودية في اليمن، معتبرة أنها تشکل «انتهاکا» للسيادة اليمنية ولن تؤدي إلا إلى إراقة الدماء، وسيزيد من التدهور الأمني في المنطقة برمتها.
وبدوره، اعتبر ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، أن تغطية وسائل الإعلام السعودية والإيرانية الرسمية تعمل في إطار الترويج للسياسة أكثر من تنوير الرأي العام، وإحاطته علما بالتطورات على الأرض، وقال: «إننا أمام حالة مثالية لاستخدام وسائل الإعلام في خدمة الدعاية السياسية للطرفين، فكل طرف يقرأ الحدث من وجهة نظر تخدم مصلحته الخاصة».
وأوضح عبدالعزيز أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تتبنى وجهة النظر الإيرانية والحوثية، التي تعتبر التدخل السعودي - العربي والأعمال العسكرية في اليمن بأنها «أعمال غير مرغوب فيها، وضد استقرار وأمن اليمن»، وترى أن التدخل الإيراني في اليمن يهدف لتعزيز السلام في هذا البلد، بينما تعتبر التدخل السعودي والعربي «حربا غير مشروعة» وتقويضا للاستقرار في اليمن، أما وسائل الإعلام السعودية فتعتبر التدخل الإيراني في اليمن «لإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية، ومحاصرة السعودية والضغط عليها بشكل كبير وتقويض الأمن القومي العربي»، وتصف السعودية هذا التدخل بأنه «تغول إيراني»، على حد قول عبدالعزيز.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة