آلو..!!

الحب «54»
■ على مدار قرون كان معظم الفقهاء يفتون بأن الطلاق يقع بمجرد التلفظ به، فبمجرد قول الرجل للمرأة (أنت طالق) يعتبر طلاقاً، واعتمدوا فى ذلك على «الحديث» الذى ذكرته بالأمس: (ثلاثة جدهن جد...الخ )، وكنت أعجب منذ عقود لذلك الحديث! ولماذا لا يعتبر النطق بذلك لغواً، خصوصاً أثناء الجدال بين الزوجين، متذكراً قول الله فى سورة البقرة 225 (لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم).
■ كنت أقرأ أول آيتين فى سورة «الطلاق» وأعجب لفتاوى بعض مشايخنا! يقول سبحانه (يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً).. أليس فى ذلك حثٌّ على أن تكون هناك فترة للمراجعة، وضرورة أن يكون فى الطلاق شهود؟ فالطلاق حدث جسيم يهدم الأسرة، وينعكس على الأبناء طوال حياتهم، ولا يجب أن يقع إلا بعد «استحالة» العشرة بين الزوجين.. ثم إن المرأة ليست سلعة يتم زواجها بولىّ، وقبول منها، ومهر وشهود وإشهار.. إنه ميثاق غليظ.. ثم يستغنى الزوج عنها بسهولة وقتما يشاء!!
■ الصديق المرحوم الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وجامعة أم القرى، أفتى منذ سنوات فى إحدى الفضائيات العربية الشهيرة بأن الطلاق لا يقع إلا بوجود شهود مع التوثيق الرسمى، وبغير ذلك لا يقع، ويستمر الزوجان فى حياتهما الزوجية، وكان لذلك صدى فقهى كبير، حيث عارضه كثيرون وأيده البعض، وذكرت جريدة (المدينة) السعودية أن لدى الرجل من الأدلة الشرعية ما يؤيدها.. فماذا حدث؟ للحديث بقية.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة