بينما كان تنظيم «داعش» الإرهابى يبث التسجيل المصور لجريمة إعدام المختطفين المصريين، كانت قرية «العور» بمحافظة المنيا تعيش أسوأ أيامها، وتبكى 13 من أبنائها بين الشهداء. وقرر الأهالى تقبل العزاء بعد الضربة الجوية التى نفذتها القوات المسلحة ضد الإرهابيين، فى سرادق العزاء الذى أعلنت المحافظة إقامته بكنيسة مارمرقس، بمدينة سمالوط، فضلاً عن إقامة سرادق عزاء بكنيسة العذراء بالقرية. ونظم المئات من المواطنين وقفة تضامنية أمام الكنيسة، لتأييد الضربات الجوية، ورددوا هتافات «اضرب يا سيسى»، و«الشعب والجيش إيد واحدة»، و«قول لأهلك يا شهيد.. أنا ع السما سافرت أكيد». وحملوا الرايات بديلاً عن الجثامين، فى جنازات رمزية أقاموها وطافوا بها فى شتى أنحاء القرية، فيما ترأس 7 أساقفة من الكنيسة الأرثوذكسية الصلوات على الشهداء. وطالب عدد من شباب القرية بفتح باب التطوع فى الجيش أمامهم، لتمكينهم من الثأر من قتلة أقاربهم وأصدقائهم. وتقع «العور» التى وضعتها الظروف المأساوية فى بؤرة اهتمام الإعلام العالمى بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى، بمركز سمالوط، وتبعد نحو 50 كيلومتراً عن مدينة المنيا، ودفعت أزمة الفقر والبطالة العديد من أبناء القرية للسفر بحثاً عن لقمة العيش. وقال عدد من الأهالى إن الشهداء تم اختطافهم على مجموعتين، المجموعة الأولى مكونة من 8 أفراد، وتم اختطافهم يوم 28 ديسمبر الماضى، بينما كانوا فى طريقهم للعودة لمصر، هاربين من الجحيم الليبى. وتتكون المجموعة الثانية من 13 عاملاً كانوا قد وصلوا للأراضى الليبية فى شهر أكتوبر الماضى، واختبأوا فى منزل استأجره عشرات العمال، لكن مسلحين اقتحموا المنزل واختطفوهم، بينما نجح 10 آخرون كانوا برفقتهم فى الهروب. وقال ميلاد سنوت هندى، والد الشهيد جرجس، إنه ليس حزيناً على نجله بقدر حزنه على ما تتعرض له المنطقة من عمليات ذبح وقتل وحرق للأبرياء، مطالباً بالقصاص لنجله الذى سافر للعمل لتدبير نفقات الزواج. واتهمت ملكة عياد، زوجة الشهيد تواضروس سمير، المسؤولين بالإهمال فى متابعة ملف المختطفين على مدار 49 يوماً. وناشد بشرى فوزى إبراهيم، والد الشهيد كيرلس، الرئيس السيسى إعادة جثامين الشهداء، والثأر لهم بضرب معاقل الإرهاب داخلياً وخارجياً. وقال أسطفانوس كامل داوود، والد الشهيدين بيشوى وصموئيل، إن كل ما سيتم لن يعوضه فقدان 2 من أبنائه. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
