«وإن أسلَمْ يمت قبلى حبيبٌ/ وموت أحبّتى قَبلى يَسونى»، قالها الإمام الشافعى وهو لا يدرى أن أحبّة سيأتون من بعده فى مقابر تحمل اسمه فى عيد القديس فالانتين، يسوؤهم موت أحبتهم، رجالاً ونساءً، ماتوا قبلهم. علامات الحب فى آخر مكان قد يكون مناسبًا له. رأينا الحب فى دمعة رجل وقف أمام قبر زوجته صامتا، لأنه يعلم أن تواصله معها أصبح أعمق من مجرد تفوّهه بالكلمات، رأيناه فى شباب لم يلههم لعبهم ودروسهم وجاءوا ليقفوا صفا يقرأون الفاتحة فى نظام ووقار احتراما لصديقهم الذى لن يستطيع أن يذهب معهم لمباراة كرة القدم بعد صلاة العصر، رأيناه فى أشخاص تخلصوا من فكرة السكن فى مكعبات الطوب، إلى السكن فى قلوب وأجساد محبيهم، فتركوا منازلهم طوعا، وذهبوا للعيش فى المقابر. محمد.. بتكلم معاها كل يوم عيد الحب فى المدافن «محمد وزليخة» قصة حب لو شاهدتها فى فيلم هوليوودى لن تصدق أنها حدثت بالفعل، فكمية الحب التى أحبها محمد لزليخة داخل هذه المقابر فاقت كل الحدود ووصلت لأن يعلمها كل شخص يسكن أو يتردد على مقابر الإمام، ف«عم محمد» الذى كان يملك محل ترزى فى باب اللوق وفقده بسبب الضرائب، رجل قد تعدى الستين من عمره، تراه يجلس على كرسيه الخشب أمام المدافن وهو ينظر على الأرض فى هدوء، حتى إننا لم نشعر بوجوده، إلا بعدما تحدث عنه الجميع.المزيد الحارس .. 40 سنة حب عيد الحب فى المدافن مئات المفاتيح المعلقة على جدار يشهد على عظمة خالقه الذى ثبت الشمس بدون عماد، فنحن لا نعرف كيف تحمّل الجدار الذى يطفو على المياه الجوفية فى هذه الحجرة الصغيرة كمية هذه المفاتيح الملقاة على عاتقه، هذه المفاتيح التى يفتح كل منها حوشا من الأحواش، يستخدمها عم «محمد» حارس المدافن، الذى اختار أن يتحدث عن قصة حبه مع زوجته فى المكان الذى شهد أول يوم فى زواجهما، بجانب هذه المفاتيح، وبجانب هذا الجدار.المزيد 11111 الست «ل».. حَبّ واحدة غيرى عيد الحب فى المدافن اختلفت حكاية الست «ل» التى رفضت أن يتم تصويرها أو أن نعلن عن اسمها حتى لا يراها زوجها الغائب عنها، ويتسبب لها فى مشكلة عن بقية الحكايات، فهى تفضل أبناءها على الجميع، خاصة بعدما تركها زوجها مع ثلاثة صبيان فى المقابر بعد 19 عاما من الزواج.المزيد عادل.. أمى عايشة هنا عيد الحب فى المدافن حب الزوجة والزوج شىء مهم، ولكن حب الأم بالنسبة ل«عم عادل» هو كل الأشياء، فهو ولد فى مقابر الإمام الليثى وعاش فى حوش مع أسرته، وارتبط ارتباطا وثيقا بوالدته، وعندما كبر اختار ألا يترك المقابر، وأن يتزوج فى غرفة بجانب الحوش الذى تعيش فيه والدته حيث قال، «أنا وأمى مكنش بيفرقنا غير النوم، وحتى لما ماتت الموت برضه مفرقناش».المزيد الحاجة.. نسّانى الدنيا ومشى ضحكة عالية من القلب كادت من علوّها أن تزعج أحد الأموات، كانت ردة فعل الست «س. أ» عندما جلست بجانبها على صخرة أمام غرفتها الصغيرة وسألتها «بتحبى جوزك يا حاجة؟»، حيث قالت على استحياء، «الحاجات دى عندنا عيب، مقدرش أقولك»، ثم نظرت للأعلى، فى إشارة إلى زوجها الذى من الممكن أن يغضب من رواية قصة حبهما، خاصة عندما طلبت منها التصوير.المزيد عزت.. يمكن صاحبى يسمعنى عيد الحب فى المدافن إسلام وعزت وعيد، ثلاثة شباب لا يتعدى عمر الواحد فيهم 17 عاما، لم يفكروا أن يذهبوا بعد صلاة الجمعة إلى السينما، أو للعب الكرة، بل فكروا فى الذهاب لزيارة صديقهم الحبيب، حتى لا يغضب منهم أو يشعر بأنهم نسيوه عندما يتأخرون عنه فى طلعة يوم الجمعة. فى اصطفاف وهدوء مهيب، وقف الثلاثة شباب أمام مدفن لا يحتوى على أسماء، وقاموا بقراءة الفاتحة فى صوت واحد، ثم قاموا بالدعاء لصديقهم الفقيد الذى قال عنه صديقه «عزت»المزيد الباشا.. العارف بالحب عيد الحب فى المدافن «قابلتى الباشا اللى بيجى لمراته كل يوم؟»، كانت هذه هى الجملة الأكثر شيوعا فى مقابر الإمام الشافعى، والتى جعلتنا ننتظر الباشا الذى لم نعرف اسمه حتى الآن 4 ساعات لمقابلته، ولكن للأسف لم يحالفنا الحظ. حكاية هذا الرجل يعلمها فى المقابر الصغير قبل الكبير، لأنها حكاية وفاء نادرة، فالباشا هو رجل فى أوائل الأربعينيات،المزيد