علي جمعة: من ينتقد كتب التراث «سفهاء تافهين» وهدمها «هدم للأمة»

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن علماء الأزهر تعلموا بمنهج بعيد عن العنف، لافتا إلى أن أهل كل زمن قاموا بواجبهم في وقتهم ومن الضرورى عدم الانشغال بنقدهم بل الانشغال بطريقة تفكيرهم والأخذ بمناهجهم لأنها في غاية الإبهار وهدمها هدم للأمة، مشيرا إلى أن كتب التراث عددها مليون كتاب.
وأكد جمعة، خلال كلمته ضمن فعاليات صالون وزارة الأوقاف الثقافي، مساء السبت، عن «تنقيح التراث وإعادة قراءته» بمقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن هناك فارقا بين التجديد والإصلاح، حيث إن التجديد يستدعي عندما تتغير مقتضيات الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
وأضاف جمعة، أن الغرب لم يهدموا تراثهم بل حافظوا عليه وقامت عليه جامعاتهم وبنوا عليها علمهم، موضحا أن التراث الاسلامي تراث أخلاق وعبادة وعلم دنيوى، في حين أن علوم الغرب بعيدة عن الله واعتبرت علاقتها بالله نسبية حسب المصلحة.
وأشار جمعة، إلى أن الامام القرطبى له 20 مجلدا لم يرد فيه إلا حديث غريب ولا يستحق أن يهدم كتابه العظيم بسبب حديث غريب فسر بمقتضى زمانه، و6 روايات أخرى تحتاج فقط إلى تحقيق وليس هدم هذا الكتاب العظيم، حيث لا تحتاج الطريقة الأكاديمية هدم الكتب بل مناقشتها.
وأوضح جمعة، أن حذف أجزاء من كتب التراث يعنى ضياع المذاهب الفقهية لفقدان أصول الاجتهاد وطرق التفكير لدى السابقين، كما سيتهمنا اللاحقون بالخذلان وتزييف وتزوير التراث، حيث حملت الكتب بعض التفقه من قبل العلماء لدى الطلاب، مشيرا إلى أن علماء الأزهر المحدثين عالجوا التراث من خلال كتب سميت مختارات وتهذيب يعنى المنقح دون تجريح في كتب التراث لإعادة ملكة اللغة العربية وإعادة التفكير السليم لكتب التراث في تعبير عن حضارة بذل لها الكثير، حيث إن سفهاءنا الذين ينتقدون كتب التراث «تافهين» .
وأشار جمعة إلى أن عظم علمائنا الأزهريين المحدثين ومنهم الشيخ الطنطاوى الجوهرى الذي رشح لجائزة نوبل ومات قبل الحصول عليها ولم يعلم بعلمه العظيم الكثيرون، مطالبا أبناء الأزهر والمصريين بالاعتزاز بتراثهم وعدم المبالاة بالنقد اللفظى خارج الأكاديميات العلمية.
وأكد جمعة، أن الدكتور طه حسين هو أول من ابتكر كلمة تراث ووصف ما ترك لنا بتراثنا في كتب عنه في مجلة الرسالة، مؤكدا أن أهل كل زمن قاموا بواجبهم في وقتهم ومن الضرورى عدم الانشغال بنقدهم بل الانشغال بطريقة تفكيرهم والأخذ بمناهجهم لأنها في غاية الإبهار وهدمها هدم للأمة، مشيرا إلى أن كتب التراث عددها مليون كتاب.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة