اعتاد المصريون أن يتوحدوا في مواجهة العدو الواحد، سواء في الحروب الميدانية أو مواجهة الإرهاب، ومع الساعات الأولي لفجر الثلاثاء، ليلة عيد الميلاد المجيد، أبى الإرهاب أن يفرق بين المسلم والمسيحي، لتختلط دماء الشرطيين محمد أبوزيد وعيد يونان في بقعة واحدة ترسم خريطة مصر. في طريق واحد، اعتاد كل من عيد فهيم يونان، مساعد أول شرطة، ومحمد أبوزيد، رقيب شرطة، أن يمشيا سويًا ويتقاسما كسرات الخبز في ليالي سهرهما لتأدية خدماتهما الليلية لحراسة أحد الكنائس الكاثوليكية بمدينة المنيا. المكان، الذي شهد مواقف الود والعشرة بين محمد وعيد، وبعد تبادلهما للتهاني معا، مرة للمولد النبوي الشريف، ومرة للميلاد المجيد، شهد أيضًا آخر لحظات حياتهما، فلم تفرق يد الإرهاب والغدر بينهما. ويخيم الحزن على أهالي قريتي شهيدي الشرطة، بقري «طحا الأعمدة، التابعة لمركز سمالوط، وقرية «صفط الشرقية»، التابعة لمركز المنيا. يذكر أن الشرطيان لقيا مصرعهما على أيدي مسلحين ملثمين، صباح الثلاثاء، بسبب التزامهما بخدمتهما المعينان بهما، في حراسة كنيسة كاثوليكية بقلب مدينة المنيا، عاصمة الإقليم. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة