دول «التعاون الخليجى» تفتح «صفحة جديدة» مع قطر

وضعت دول الخليج حدا لأسوأ أزمة داخلية عاشها مجلس التعاون منذ تأسيسه قبل 33 سنة، حيث قررت السعودية والإمارات والبحرين إعادة سفرائها إلى قطر التي قد تكون قدمت تنازلات ووعودا على مستوى علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين.
ويأتى الاتفاق الخليجى الذي تم التوصل إليه خلال قمة استثنائية عقدت في الرياض، مساء الأحد، في ظل احتدام الأزمات الإقليمية والمخاوف من المتطرفين والحرب ضد تنظيم «داعش» في العراق وفى سوريا، وهى حرب تشارك فيها معظم دول الخليج.
كما يأتى قرار إعادة السفراء الثلاثة بعد 8 أشهر من الغياب عن الدوحة، تتويجا لجهود وساطة قادها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهو قرار يسمح بعقد القمة الخليجية الشهر المقبل في العاصمة القطرية كما هو مقرر بعد أن بدت مهددة.
وأفاد بيان صادر عن المجلس بأن اجتماع الرياض توصل إلى ما وصفه بأنه تفاهم هدفه «فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين الأعضاء الستة في المجلس الذي يضم أيضا الكويت وعمان.
وأضاف البيان: «وبناء عليه فقد قررت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عودة سفرائها إلى دولة قطر».
وتابع البيان أن لقاء القادة في العاصمة السعودية توصل إلى «اتفاق الرياض التكميلى الذي يصب في وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها».
ولم يكشف البيان عن مضمون الاتفاق الذي يكمل اتفاقا تم التوصل إليه قبل حوالى سنة في العاصمة السعودية. واتهمت قطر من قبل دول خليجية أخرى في مرحلة لاحقة بعدم احترام الاتفاق.
واعتبر بيان القمة الاستثنائية أن الاتفاق «يعد إيذانا بفتح صفحة جديدة ستكون بإذن الله مرتكزا قويا لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق نحو كيان خليجى قوى ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها».
وحضر القمة العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فيما مثل الإمارات كل من نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وغابت سلطنة عمان عن القمة في الرياض مع العلم بأن السلطان قابوس يتابع علاجا في ألمانيا منذ أشهر.
وذكر مصدر خليجى مسؤول في الرياض أن قطر تعهدت خلال الاجتماع بوقف «الحملات الإعلامية العدائية لدول الخليج». وقال المصدر، الذي رفض نشر اسمه، إن أمير قطر تعهد «بوقف الحملات الإعلامية ومنع قناة الجزيرة من الإساءة إلى أي دولة خليجية وبذل الجهود لتعزيز التعاون الخليجى».
في غضون ذلك، أعربت دولة الإمارات في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإثنين، عن «سعادتها» بنجاح اجتماع الرياض، وأعربت فيه عن «تطلعها للمشاركة في قمة الدوحة». كما أعلنت ترحيبها «بعودة المسيرة الخليجية إلى طريقها الصحيح». وأشادت الإمارات «بوضوح رؤية» العاهل السعودى، وبينت أنها «قدرت قيادته ومثابرته وحرصه على هذه الجهود للوصول بها إلى النجاح المطلوب والذى يلبى تطلعات وآمال شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية». كما قالت الإمارات إنها «قدرت جهود الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وحرصه على البيت الخليجى وتواصله الحثيث نحو تقريب وجهات النظر وتعزيز مسيرة التكامل والازدهار».
من جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين، غانم البوعنين، أن قمة الرياض «فتحت صفحة جديدة» في العلاقات، مشددا على أهمية توحيد السياسات الخارجية لدول الخليج.
وقال البوعنين إن «المصلحة العربية تتطلب ترتيب البيت الخليجى ونقاط الخلاف مع قطر قد انتهت، وكان هناك بعض الأمور البسيطة يمكن أن تحل من خلال التواصل بين دول مجلس التعاون».
في الوقت نفسه، رحب الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بنتائج اجتماع قادة مجلس التعاون. واعتبر الأمين العام، في بيان أمس، أن خلاصة ما توصل إليه هذا الاجتماع من نتائج مهمة سوف تسهم إلى حد كبير في تنقية الأجواء ودفع مسيرة العمل العربى المشترك في ظل الظروف الحرجة والتحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة العربية.
وأعرب الأمين العام عن فائق تقديره للجهود المخلصة التي بذلها الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، أمير دولة الكويت، ورئيس الدورة الحالية للقمة العربية، بالتعاون مع أشقائه قادة مجلس التعاون الخليجى، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق لرأب الصدع وطى صفحة الخلافات والذى سيكون له أثر إيجابى كبير على تعزيز مسيرة التعاون بين دول المجلس وعلى مجمل العلاقات العربية ومصالح شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة