قال الدكتور عبدالسلام ولد أحمد، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والممثل الإقليمي للشرق الأدني وشمال أفريقيا، إن مكافحة الجوع فى العالم تحرز تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية، فقد تراجع عدد من يعانون نقص الغذاء فى العالم، موضحا أن هناك 63 دولة تمكنت من خفض نسبة من يعانون الجوع إلى 50%، إلا أن هذا التقدم الشديد لم يطال منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وأوضح، خلال كلمته فى احتفالية المنظمة ووزارة الزراعة بيوم الأغذية العالمي، الخميس، أنه رغم الإنجازات التى حققتها بعض الدول العربية بما فيها مصر، فإن عدد من يعانون إنعدام الغذاء تضاعف من 16 إلى 33 مليون نسمة بين عامي 2004 و2014، وذلك بسبب الحروب وعدم الاستقرار والاضطرابات الداخلية بالمنطقة. وأضاف، أن الدور الذى تلعبه الزراعة الأسرية فى تحقيق الأمن الغذائى والتنمية المستدامة، يدير ما يقرب 500 مليون مزرعة من أصل 570 مليون فى العالم، وتوفير أكثر من 80% من الأغذية، موضحا أن الزراعة الأسرية فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا توفر سبل المعيشة لمعظم سكان الريف، وتشكل المصدر الاساسى لفرص العمل، حيث تمثل المزارع الأسرية حوالى 15% من إجمالى عدد السكان فى مصر واليمن وحوالى 10% فى المغرب والجزائر و4 5% فى لبنان وتونس. وتابع: «رغم ما سبق فإن عدد المزارع الأسرية فى منطقتنا يتراجع باضطراد، وذلك نتيجة زيادة عدد السكان وتجزئة الأراضى بطريقة متصاعدة، كما أن حوالى 84% من أصحاب الأراضى فى المنطقة من المزارعين الأسريين، إلا أنهم لا يملكون إلا 25% من إجمالى المساحات المزروعة». وأشار إلى أن إنتاج الأغذية واستهلاكها شهد تغيرات عميقة خلال العقود الماضية، حيث إزدادت الانتاجية الزراعية بشكل كبير بفضل التقدم العلمى والتكنولوجي، وأصبحت نسبة أقل من المزارعين قادرة على توفير الأغذية لسكان المناطق الحضرية الذين يتزايد عددهم باضطراد، وأصبحت عولمة أسواق الزراعة والمنتجات الغذائية هى السائدة، مطالبا الحكومات بالابتكار فى السياسات الخاصة التى تنفذها دعما للزراعات الاسرية، كما طالب منظمات المنتجين بالابتكار من خلال الانتقال من نهج يقوده البحث إلى نهج يمكن المزارعين الاسريين من أن يكونوا هم المبتكرين وأن يجنوا مردود ذلك. وأكد المدير العام المساعد للفاو أن الزراعة الأسرية موضع اهتمام كبير للحكومة المصرية ووزارة الزراعة، نظرا لأهمية الزراعة الأسرية فى المنطقة، مبينا أن المنظمة تحضر لاطلاق مبادرة تحت عنوان (الزراعات الصغيرة من أجل التنمية الشاملة)، مضيفا أن الجهود الإقليمية والوطنية ستدعم هذه المبادرة الهادفة لتعزيز النو الاقتصادى المستدام بيئيا والشامل اجتماعيا، وسيكون للنساء والشباب دور بارز فيها. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة