«فتحية» تسكن فى «نصف بيت» بأمر الحي

عقار على وشك السقوط، تملأ التصدعات جميع جدرانه، وعمدان خرسانية انقسمت لنصفين من شدة التصدعات، وسلم تهدم، وتم استبداله بألواح خشبية تسمح للسكان الذين أجبروا على البقاء بالمرور.
وأمام العقار، في حارة المدرسة بمنطقة الباطنية، تقف عربة كارو محملة بعدة مراتب وأمتعة السكان، يجلس أمامها الأهالى يسندون ذقونهم على أيديهم في انتظار سقوط النصف الآخر.
تجلس فتحية إبراهيم، التي تعمل في حرفة الخيامية، وزوجها مصطفى مفتاح، فنى تكييف، وابنها أمام العقار، بعد أن أرسلت ابنتيها لأحد الجيران، خوفاً عليهما من «نومة الشارع»، وتحكى «فتحية» بداية أزمة انهيار العقار، فتقول: «ظلت حالة العقار في تدهور منذ سنة ونصف السنة نتيجة إهمال صاحب المنزل لشبكة الصرف، بالإضافة إلى آثار زلزال 1992 وحبة بحبة الحيطان بدأت تريّح، والأرض بدأت تميل، وبقينا بنمشى بجنب كدة عشان فيه جنب عدل وجنب مايل».
وقبل 13 يوماً، فوجئ سكان العقار بسقوط الكتف الأساسى الذي يحمل العقار، بعد حدوث هبوط أرضى ينذر بسقوط العقار في أي وقت، ما اضطرهم إلى الخروج في الشارع، في انتظار رد فعل الحى الذي طالبهم بالمكوث في منازلهم لحين مجىء اللجنة لمنحهم سكنا جديدا وإلا فلن يحصلوا على شىء. وأكدت حديثها جارتها فاطمة: «مسؤولة في الحى قالت لى: لو اللجنة السرية جات ومالقتش حد، اسمه مش هيتاخد لو نط قرد مش هاعترف بيه».
قررت «فتحية» المخاطرة والمكوث في الشارع هي وزوجها وابنها في انتظار قدوم اللجنة، لكنها خافت على ابنتيها وأرسلتهما لأقاربها: «بعت بناتى يوم عند أخويا ويوم عند أختى».أما ابنها الطالب في الصف السادس الابتدائى، فلم يذهب إلى المدرسة حتى الآن بسبب الظروف، وتقول: «لبس المدرسة وكتبه مش لقياها، لأنى تركت جميع الأمتعة في البيت حتى لا ينهار بنا السلم أثناء نقلها».
توقفت حياة «فتحية» وجيرانها على زيارة الحى يومياً: «كل يوم نروح ويقولولنا بكرة هنجيلكو، والمشكلة ان المسؤولين بيطلبو مننا أوراق لضمان السكن».
وعلق اللواء مهندس وجدى زقزوق، رئيس حى وسط القاهرة، قائلاً إن العقار أصدر له مشروع قرار هدم جزئى، بعد تدهور حالته، مؤكداً أن الحى شمع العقار وأرسل مقاولا لصلبه، ومن المقرر أن تأتى لجنة من الحى لمعاينة العقار وإصدار قرار بهدمه، فضلاً عن بدء إجراءات تسكين الأسر ال 6 خلال يومين.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة