مابين ثورة 25 يناير 2011 وانقلاب 23 يوليو 1952 مايقرب من الستين عاما كان فيها هبوط مستمر لمنحنى الديموقراطية والحرية ولازمه فى الهبوط منحنى السلوك الحضارى للمجتمع, فهل فهناك رابط بين الاثنين؟ استمرهبوط منحنى الديموقراطية منذ الانقلاب حتى بلغ الحضيض متمثلا فى خطة توريث الرئاسة. وصاحب هذا الهبوط زيادة مستمرة فى الشعورالخاص والعام بعدم الانتماء وبالتالى اصبحت حدود الوطن هى حدود المنزل فقط, فما هو خارج منزلى ليس ملكى وانما ملك القلة الحاكمة المستبدة ولذلك كلما ازداد الضيق من اى شئ, ازدادت معة الرغبة فى الانتقام مما هو خارج المنزل.واصبح من المعتاد أن ترى شخصا يقود سيارة فارهة وأخر يسير على قدمه وشخص مثقف واخر غير متعلم ولكن الجميع لا يجد اى غضاضة فى القاء قمامتة فى الشارع بدون ادنى احساس بارتكاب خطأ وحتى بدون اى استغراب ممن يراة يفعل ذلك فالجميع طالما هم خارج المنزل فهم خارج الوطن.واصبحت الانانية هى دستور التعامل فالكل يرى أن اولوية المرور مثلا هى لة وحدة دون غيرة ولم تعد حرية الفرد تنتهى بحدود حرية الاخرين,فما هى المشكلة فى أن أصدر ضوضاء تزعج الاخرين طالما اننى مستمتع؟ وفى هذة الامثلة المعتدى والمعتدى علية كلاهما يعلم جيدا أنة يجب ان يأخذ حقة بيدة لأن سقف الحقوق والحرية خارج المنزل يكاد يلمس الارض . ولكن دعنا نرى معا الصورة العكسية حين تولد الديموقراطية ويسرى احساس الحرية فى العروق ويشعر كل فرد أن حريتة تقف عند حدود حرية الاخرين وأن حقة مكفول فى أن يتحدث بحرية وأن يشكو من الخطأ وأن هناك من يستمع الى شكواة بل ويحصل على حقة حتى و لو لم يسع الية, على الفور يشعر بالانتماء للوطن وليس للمنزل فقط , هنا فقط تصبح الاولوية لمن لة الاولوية حسب القانون, وبالتالى يتجة منحنى السلوك الحضارى الى الاعلى بل ولا اكون مبالغا اذا توقعت ان نبتسم فى وجة من نعرفة ومن لا نعرفة كما هو الحال فى مجتمعات ارتفع فيها سقف الحرية حتى أنة لم يعد يرى بالعين المجردة, حينها تعود الصفات والعادات المصرية والشرقية الاصيلة من شهامة وحب واحترام للاخر والتى كنا قد افتقدناها بعد أن أخفتها الدكتاتورية . هل سألنا انفسنا لماذا لم نلقى بالاوراق فى الشوارع هذا الاسبوع ؟ نعم الجواب صحيح : لأننا رأينا الشباب والاطفال وبدون تخطيط أو اتفاق وبمجرد رؤية الحرية قادمة فى الافق القريب يرتفع الشعور بالانتماء الى القمة ويترجم الى سلوك حضارى من أروع مايكون وينظفوا الشوارع ويطلوا الارصفة وعلى الفور يتحدث العالم كلة عن تصرفهم العفوى والحضارى . اذا فأن منحنى الديموقراطية والحرية يجب أن ينطلق الى الاعلى باقصى سرعة ليصطحب معة منحنى السلوك الحضارى للفرد والمجتمع . هل هى حقيقة أم حلم ؟ فى رايي انها البداية لتحقيق الحلم. أحمد عبد المقصود محرم