مشهد ذبح «سلحفاة» يتصدر عناوين الصحف الكويتية.. وجدل حول جواز أكلها

مشهد القتل الأبرز هذه المرة في الكويت ليس لجريمة في حق إنسان، ولكن جريمة في حق «حمسة» أي سلحفاة باللهجة الكويتية، حيث أصبح فيديو ذبحها الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما كان حديث رجال الدين حول جواز أكلها، كما أن مواطنًا كويتيًا معنيًا بالبيئة رصد مكافأة 3 آلاف دينار كويتي لمن يدل بمعلومات عن «قاتل الحمسة» في الفيديو الذي اعتبر صادمًا، خاصة وأن «السلحفاة الكويتية» مهددة بالانقراض، ووصل الأمر أن كان خبر ذبح السلحفاة مانشيت صحيفة «الوطن» الكويتية بعنوان: «شلون تذبح.. الحمسة»؟ وهو مأخوذ من أغنية تراثية للأطفال وهي: «شلون تمشي الحمسة؟».
وحول جواز أكلها، قال رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي،عجيل النشمي، إن جمهور الفقهاء رأوا أن كل حيوانات البحر حلال، وأيد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بدر الحجرف، رأي النشمي بجواز أكل السلحفاة، مؤكدًا حق الدولة بمنع صيد ما أحل الله إذا رأت أن في ذلك مصلحة عامة.
من جانبه، أكد الشيخ رجب علي رجب عدم جواز أكل السلحفاة، وفقاً لفقه المذهب الجعفري، مشيراً إلى أنه «ليس كل ما في البحر حلال وفقاً لمذهبنا، وأن المحلل أكله فقط من الكائنات البحرية ما به (فلج) وهي القشور».
أما الهيئة العامة للبيئة فقد رأت في نحر السلحفاة جريمة بيئية وعملًا غير إنساني وتجب معاقبة مرتكبيها. وقال نائب المدير العام للهيئة للشؤون الفنية والرقابة البيئية، محمد العنزي، إن القوانين في الكويت تحظر صيد أو قتل أو إيذاء أي كائنات حية من الحياة الفطرية. وأضاف أن الهيئة ستتقدم بشكوى إلى وزارة الداخلية للإبلاغ عن هذه الجريمة للقبض على الجناة، مشيرًا إلى أنه وفق القانون فإن العقوبة المتوقعة ستكون السجن لمدة سنة واحدة أو غرامة 10 آلاف دينار. وأشار «العنزي» إلى أن أحد المواطنين من الحريصين على حماية البيئة رصد مبلغ 3 آلاف دينار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الوصول لقاتلي السلحفاة.
الباحث الفلكي الكويتي، صالح العجيري، قال إن الكويتيين قديمًا كانوا يأكلون السلحفاة بصورة محدودة، إلا أن نحرها في الوقت الحاضر يعتبر جريمة لكون السلحفاة من الحيوانات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض.
كما أوضح نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة أنه في حال ضبط الجناة فستتم إحالتهم إلى القضاء، مشيرًا إلى أنه وبحسب قانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة فإن العقوبة المتوقعة ستكون السجن لمدة سنة أو غرامة قدرها 10 آلاف دينار.
يذكر أن الكويتيين قديمًا كانوا يأكلون السلحفاة المسماة محليًا «الحمسة»، وقال العنزي إن ذلك ليس دليلًا على جواز نحرها أو قتلها، لأن الفترة التي كان الكويتيون يأكلون فيها هذا النوع من الحيوانات أو غيره لم يكن هناك وقتها قوانين تنظم التعامل مع تلك الكائنات.
ويحكى أن صيادي السمك من أهل الإسكندرية لديهم عادة شرب دم السلحفاة البحرية ساخنًا على الريق مع وصول مراكبهم إلى الشاطئ.
ففي شباك الصيد يعثر الإسكندرانيون على السلحفاة التي يسمونها «الترسة» فيقومون بنحرها وتقطير دمها في أكواب توزع على الصيادين، في اعتقاد منهم أن دمها مفيد للصحة وقوة البدن.
ويعد حساء السلاحف من أشهر ما يقدمه المطبخ الصيني، ويعرف بالإنجليزية باسم (Turtle Soup) وهو عبارة عن حساء مصنوع من لحم السلاحف، خصوصاً السلاحف الصينية الناعمة الدرع، والسلاحف الخضراء، والسلاحف النهاشة.
ويعتبر هذا الحساء من أشهر الأطباق الصينية التي تحتوي على قيمة غذائية مرتفعة ومذاق عشبي مميز، ويستخدم فيها في العادة مختلف أجزاء السلحفاة، كالجلد واللحم والأعضاء الداخلية، ومع هذا فإن صنع مثل هذا الحساء يعتبر غير قانوني إن استخدم فيه لحم السلاحف النادرة أو المهددة بالانقراض.
الفيديو (صادم وقد يحوي مشاهد قاسية)