شاهد في «الهروب من وادي النطرون»: هناك تخطيط مسبق لاقتحام السجن من محترفين

قال الشاهد شوقي محمود الشاذلي، خلال انعقاد جلسة محاكمة مرسي و130 آخرين في قضية «الهروب من سجن وادي النطرون»، الإثنين، خلال أحداث ثورة يناير، والمعروفة إعلاميا ب«الهروب الكبير»: «أنا كنت وكيل سجون المنطقة المركزية بالمنطقة الشرقية وأشرف على 13 سجنا، وأشرف على المساجين اجتماعيا وصحيا حتى الإفراج عنهم وذلك خلال الأحداث يوم 29 يناير 2011».
وعن الأحداث قال: «يوم 27 كان هناك حالة من الهياج داخل عنبر بسجن شديد الحراسة بأبوزعبل وهو سجن سياسيي، حيث قام المساجين بغلق الباب من داخل العنبر وتعيين الخدمات اللازمة لتأمين السجن والعنبر، وتم أرسال تشكيل فض بقيادة المقدم أحمد جمال.
وأضاف «يوم 28 مساء أنا شاهدت فيلما عشته بنفسي، تم حرق الأقسام وعلمت أن هناك تنظيم لإجهاض الشرطة، وإسقاطها فطلبت الضباط بتكثيف الخدمات على السور الشرقي وضعفت الذخيرة مع المجندين وقمت بعمل خدمات ليلية»، وقام الشاهد بشرح الإحداثيات الخاصة بالسجون.
تابع: «فى يوم 29 يناير أثناء مروري على سجن شديد الحراسة المتواجد فيه رمزي موافي طبيب بلادن ووليد معتصم وكمال علام وبعض التكفيريين، وتأكدت من الخدمات وأثناء مروري علمت بوجود حالة هياج في السجن، وسمعت بعدها أصوات طلقات نارية، وطلعت السور الشرقي ومعي البندقية الآلي، والذخيرة، واستطلعت الأمر، ووجدت أشخاصا يرتدون الجلباب الأبيض وصديري نص كوم ويضعون الشال الفلسطيني، وشاهدت سيارات الدفع الرباعي «مرادونا»، والمنتشرة بسيناء بها أشخاص مسلحون وبدأت معهم بإطلاق النار أنا والمجندين وفوجئت بلودر يستقله اثنين من العرب وتم التعامل مع سائقه قتله وقام احد الأشخاص بإطلاق الرصاص على مبنى الضباط وحضر لودر آخر، وتبين أنه تم الاستيلاء عليه بالقوة من مصنع السماد بأبوزعبل وتم إثبات تلك المعلومات في لجنة تقصى الحقائق.
وأكد الشاهد أن الذين هجموا على السجون مدربين تدريب عسكري عالي ومحترفين وفى الساعة 4 ونص علمت أن المساجين في ليمان أبو زعبل في حالة هياج وتحركت إلى هناك ووجدت تجمع عدد كبير من الأهالى حول السجن وطلبت من القيادات إرسال قوات إضافية لكن لم يتم إرسالها نظرا للظروف، التي تمر بها البلاد وقتها، وكان هناك متهمين من مهندسي الأنفاق ومرتكبي حادث طابا ونوبيع للتفجيرات، ومنهم سامى نوفل وكمال علام وتم إشعال النيران في سجلات السجون وتم أخذ المتهمين في سيارة إسعاف وإلى الصعيد لتهريبهم.
وأشار الشاهد إلى أن هناك تخطيط مسبق للاقتحام وأن لجنة تقصى الحقائق الأولى حضرت إلى المنطقة المتواجد بها السجون وتم سؤال الأهالي، وأكد أحد الشهود أن هناك أشخاص قاموا بالطرق على باب شقته وأنهم كانوا يتحدثوا اللغة العربية الفصحى، مؤكدا أن الذي اقتحم السجن من الخارج هم «حماس» لإخراج المتهمين من حماس ولم يتم ضبط أي شخص.
وأضاف أن المتهمين كان بحوزتهم هواتف محمولة مما أدى إلى التواصل عبرها، وأكد أن تلك الهواتف مهربة ومخالفة للوائح، وهناك ارتباط وثيق بين المقتحمين وبين المساجين، ونفى أن يكون المتهمين الحاضرين في القضية كانوا داخل سجن أبو زعبل.
وناقش الدفاع الشاهد حول تناقض في أقواله حول وجود هياج بين المساجين يوم 27 و29 يناير فأجاب الشاهد انه لا يوجد تناقض حيث إن الهياج الجماعي كان يوم 29 وكان هياج في عنبر يوم 27، وحول القيادة، التي تم الاتصال بها قال الشاهد إنه اتصل باللواء عاطف الشريف مساعد أول الوزير للسجون وأخطره بالموقف وصعوبة الاستمرار في التعامل مع حلول الظلام وطلب منه الحفاظ على نفسه وقواته، وأشار إلى إنه هناك مدرعتين تم وضعهما لحماية أسوار السجن.
وقال الشاهد ردا على سؤال الدفاع حول أن المدرعتين كان بمقدرتهما حماية السجن والتعامل مع المقتحمين، إن المدرعات كان بهما أسلحة آلية والمقتحمون بحوزتهم أسلحة عالية، مؤكدا أنه لم ينسحب من أرض المعركة وأنه ليس جبان وفى حالة وجود قوات كافية كان بمقدرته التعامل مع المقتحمين.