كأنك تساوى بين الأعمى والبصير، حينما تضع سياسات «عبد الناصر والسادات» فى سلة واحدة، وتعتبر دولتيهما أيضا واحدة، بغض النظر عن أنك مؤيد أو معارض لأى منهما. الأغرب من ذلك، أن أحد الزملاء الصحفيين يؤيد «عبد الناصر والإخوان» فى آن واحد، حيث يرى أن «عبد الناصر»، كان صاحب مشروع قومى وضع مصر على المسار الصحيح، كما أنه لا يعتبرها مجرد دولة، وإنما قوة إقليمية يجب أن يمتد تأثيرها إلى دول العالم أجمع، ويرى فى الوقت نفسه، أن ما حدث فى «30 يونيو» انقلاب، وكان يجب أن يستمر الإخوان فى مشروعهم، وزاد تأييده لهم، بعد فض اعتصام رابعة. بالأمس القريب، التقى المشير عبد الفتاح السيسى، ب«نجل عبد الناصر» وعدد من الناصريين، وقال لهم إن «مصر بدأت الانحدار بوفاة عبد الناصر»، وأؤيده فيما قاله كل التأييد، وأُضيف على ذلك أنه تحديدا منذ انتصار أكتوبر، حيث لم يعد للمصريين بعده مشروع يلتفّون حوله. بعدها التقى المشير بالسيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس السادات، ونجله جمال، ووفقا لما نُشر، فإن «السيسى»، أعرب خلال اللقاء عن بالغ تقديره للزعيم الراحل أنور السادات، ودوره التاريخى الكبير الذى قدمه لخدمة وطنه فى الحرب والسلام، وسعيه الدائم نحو تأسيس دولة قوية خلال مرحلة شديدة الصعوبة من تاريخ المصريين. وفى حوار السيسى، الذى أجراه معه الأستاذ ياسر رزق، فى «المصرى اليوم»، قال «جمال عبد الناصر، الزعيم الذى حمل هموم الشعب بإخلاص فلم ينسه الشعب، وأنور السادات، اختيار القدر لاستكمال مسيرة الحرب والسلام». سيادة المشير السيسى.. إقرارك بأن مصر بدأت الانحدار بوفاة عبد الناصر، لا يعنى سوى إقرارك بأن السادات، أول من ساهم بسياساته فى ذلك الانحدار، ما يجعلك على قناعة أيضا بأنه كان أول من نشر بذور التطرف والإرهاب، بمنحه الإسلاميين «قبلة الحياة» لمواجهة الناصريين والشيوعيين، أو ربما ما نسميه الآن «الدولة العميقة»، وذلك باعتراف نجلته كاميليا التى قالت إن «الإرهاب المسلح الذى تعيشه مصر الآن يتحمل مسؤوليته الرئيس الراحل أنور السادات، بمنحه الفرصة للإسلاميين للخروج من السجن»، واعترافه هو شخصيا فى آخر خطاباته، بأنه نادم على إخراج الإخوان من السجون. سيادة المشير.. دولة عبد الناصر القوية، ليست نفس دولة السادات، التى ترى أنه سعى لأن تكون قوية، كذلك سياستهما الاقتصادية لم تكن واحدة، فهذا دعم الفقراء وحقق العدالة الاجتماعية، وذاك دعم الأغنياء وأهدر العدالة الاجتماعية، هذا حوّل مصر إلى ند للولايات المتحدة، وذاك من عقد قرانها على الولاياتالمتحدة، إن صحت مقولة «الزواج الشرعى»، التى أطلقها وزير الخارجية، نبيل فهمى. سيادة المشير السيسى.. أنت الآن مرشح رئاسى لا وزير دفاع، ينتظر من سيمنحونك أصواتهم أن تُعلن انحيازاتك بكل وضوح، هل أنت مع الفقراء والمُهمّشين والفئات الضعيفة، أم مع الأغنياء ورأس المال ومراكز القوى وفلول دولة مبارك، هل أنت مع الاستقلال أم التبعية؟. سيادة المشير.. قد تخسر أصواتاً كثيرة بإعلان انحيازاتك تلك، لكن الصوت الذى ستحصل عليه فى هذه الحالة بألف صوت.