صحيح إحنا شعب جبار قام بثورتين عظيمتين فى سنتين.. وصحيح إننا شعب دمه خفيف وذكى ولمَاح.. وصحيح أننا شعب جدع يتمسك بأعرافه وتقاليده رغم الشوائب التى تظهر هنا وهناك.. لكن، للأسف تتلاشى كل صفاتنا الجميلة تتلاشى بجوار أسوأ ما يعانيه بعضنا من الشماتة!.. عندما سئل النبى أيوب عليه السلام بعد شفائه عن أقسى ما واجهه فى عقود مرضه فلم يجب بتشوه جسده وسكن الحشرات فيه أو طرده فى الصحراء، بل أجاب: «شماتة الناس».. لذلك أزعجتنى الاعتراضات التى ظهرت من كثيرين على احتفال «مبارك» بعيد ميلاده وحرص محبيه على التواجد عند باب مستشفى المعادى العسكرى لتحيته.. فوجئت بالاستهجان من كتاب أفاضل على صفحات الجرائد ومن بعض مستخدمى مواقع التواصل، حتى إن بعض الكتاب فسر تحية مبارك والسيدة قرينته للمحبين من الشباك بأنهما يظنان أنهما مازالا فى الحكم!!.. لا يا شيخ؟!.. وهل يا فتك مبارك أيام حكمه كان يقيم فى مستشفى؟.. هل ما هو فيه الآن من هوان يقارن بأى حال من الأحوال برغد سنين الحكم؟.. ما هذا الهبل؟!.. ولو امتنع مبارك عن تحية محبيه لكان هؤلاء الشامتون اتهموه بالتعالى، وكان أيضا سينتهى تفسيرهم إلى أن مبارك يظن أنه مازال فى الحكم!!..آلمنى بشدة استخدام لفظ «العجوز» على السيدة سوزان مبارك! طب يا أخى عايرها بطموحاتها التى أزالت النعمة.. أو عايرها بتوحش «موزة» عدوتها اللدود، لكن تعايرها بكبر سنها؟.. ليه؟.. ما هذا السواد المتنيل بستين نيلة؟!.. ما كلنا هنعجِز، فهل مستخدم هذا اللفظ ضمن لنفسه الشباب الدائم؟!.. وإذا بهؤلاء السوداويون يحللون موقف المحبين بأننا شعب ينقلب على نفسه!!.. يا صلاة النبى!.. والشقلباظ ده بقى يا خفيف إنت فقسته لوحدك ولاَ قرداتى قالك عليه؟... ورأيته بأمارة إيه؟.. الملايين التى دعت المشير السيسى للترشح علشان البلد تنظف وتنهض؟... أم بأمارة الدستور الذى ألغى الفرعون إلى الأبد؟.. هؤلاء الذين يعشقون تحليل نفسية المصريين عند معمل طرشى فيتهمون الشعب بالجهل وانعدام الرؤية السياسية يظنون أنه عندما يترحم أحد على أيام مبارك فهذا معناه أنه يريد عودة مبارك! وتلك سذاجة شديدة فى قراءة الأمور، لأن هذا المفتكس لو هز طوله ونزل يسأل الذين يترحمون على أيام مبارك: يعنى إنتوا عايزين مبارك يرجع، سيجد أنهم ينفون ذلك تماما لكنهم فقط يريدون عودة الاستقرار الأمنى الذى كان موجودا آنذاك، وسرعان ما سيقفزون للحديث عن المشير السيسى وثقتهم فى أنه هو الذى سيعيد الأمن المفقود، فلماذا يصر هؤلاء الشماتون السوداويون على خلط الأمور؟!.. هؤلاء الشماتون يتساوون مع بواقى الفلول الذين يريدون عودة «نظام» مبارك للحكم.. يتساوون فى جهلهم بإرادة وذكاء الشعب المصرى فيسيئون تفسير طيبة الشعب فى تعاطفه مع «حال» مبارك..الشماتون يفسرون الطيبة بأن الشعب ينقلب على نفسه، والفلول يفسرونها بقرب عودتهم لتصدر المشهد مرة أخرى، بينما الشعب الذكى أبعد ما يكون عن هذا وذاك، وهيقرطس هذا وذاك.. ولعلمكم بقى، أصحاب المصالح لا يحتفلون بميلاد مبارك، فهم مشغولون الآن بالتنكر وتغيير جلودهم.. ولأن الشعب يثق فى عدالة القضاء فهو قد ترك جرائم مبارك للقضاء العادل، ويتعامل الآن بشكل إنسانى مع الرجل المسن الذى لا يختلف اثنان على أن وضعه الحالى أشد قسوة عليه من حكم الإعدام.. فهل يوجد ما يسمى بجريمة التعاطف الإنسانى والاحتفال بعيد الميلاد؟!.. أيها الشماتون المقيتون اغسلوا قلوبكم بكلور أو مية نار، و سيبوا مبارك فى حاله.