توصلت نتائج تحقيقات نيابة حوادث جنوبالجيزة، في حادث تفجير قنبلة بدائية بسيارة نصف النقل التابعة لقطاع الأمن المركزي، المخصصة لنقل الشهيد العميد أحمد ذكى من مقر سكنه إلى قطاع عمله بمدينة أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد الضابط وإصابة مجند بشظايا وزميله بطنين مؤقت، من شدة الانفجار، إلى أن الجناة زرعوا القنبلة في مدة لا تتجاوز 8 دقائق، حيث كان المجندان يقومون بتناول وجبة الإفطار على عربة «فول» قريبة عن منزل الشهيد بالمجاورة السادسة بمدينة 6 أكتوبر. وأفادت التحقيقات بأنه تم تحديد هوية أحد الجناة المشتبه في زراعته للقنبلة وتبين انتمائه إلى خلية إرهابية مصغرة جرى تكوينها في مدينة 6 أكتوبر مؤخرًا وعلى صلة بجماعة أجناد مصر التي أعلنت مسؤوليتها عن الحادث. وأكدت التحقيقات، التي أشرف عليها المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، أنه تم استبعاد سيناريو زراعة القنبلة في الساعات الأولى من الليل، حيث تبين أن سائق الشهيد المجند ويدعى محمد خيرى جاد الله، يقوم بركن السيارة يومًا خلال الأونة الأخيرة في جراج تابعة لقطاع الأمن المركزي بمدينة 6 أكتوبر، بعد انتهاء عملهما ليلاً، إلا أن اعتاد وزميله محمود سيد، فرد حراسة، ركن السيارة أمام منزل الضابط أحمد زكي قبل نزوله من منزله في الصباح الباكر، لحين انتهائهم من تناول وجبة الإفطار، أو الحديث مع آخرين يعرفونهم بالمنطقة، بما مكن أحد الجناة من تثبيت ولصق القنبلة أسفل مقعد الكابينة المجاور للسائق حيث اعتاد عميد الشرطة أن يجلس بما يؤكد ترصده ومراقبة وضعية انتقاله يوميا من مسكنه لعمله. وشرحت التحقيقات أن الجناة الذين ارتكبوا حادث الاغتيال كانوا متواجدين على مسرح الأحداث، بعد انفجار القنبلة عن بعد بواسطة الاتصال على هاتف محمول كان موصل بها، ورصد شهود العيان مواصفات شخصين منهما أحداهما الشخص زارع القنبلة وزميلا له كان ينظره على بعد أمتار من موقع انفجار السيارة نصف النقل، بما يرجح كونه المتصل على شريحة الهاتف المحمول، بما احدث الانفجار بعدما أعطاه الأول تعليمات واضحة بتحرك عربة الضابط الشهيد من أمام منزله وتركيب القنبلة، وهو ما تم اكتشافه من خلال توقيت انفجار القنبلة بعد تحرك السيارة بنحو 10 دقائق ومسافة 50 متر من أمام شارع الأخبار بالمجاورة السادسة محل سكن الضابط وأفراد أسرته. وأوضحت التحقيقات أن الجناة استغلوا قيام المجندان وهم سائق وحارس الضباط الشهيد، بركن السيارة أمام منزل الضابط أحمد زكي، في تمام الساعة 7 صباحًا، بعدما علموا تأخر نزوله نصف الساعة، وقررا التوجه إلى عربة فول بالمنطقة على بعد حوالي 50 متر من مكان السيارة، لتناول الإفطار عليها، قبل نزول الشهيد من مسكنه، وقام أحدهم بالنزل أسفل السيارة لمدة 8 دقائق متواصلة، وتمكن من زرع القنبلة ولصقها، وظل واقفًا لثوان في مكان السيارة، وأجرى اتصالاً هاتفيًا، بما يوضح قيام بالاتصال على أشخاص وجناة آخرين كانوا متواجدين على مسرح الأحداث. وتوصلت النيابة من خلال أقوال شهود العيان ويتقدمها أقوال المجند محمود سيد، حراس الشهيد، بمواصفات زارع القنبلة، الذي أكد أمام النيابة أنه فوجئوا بالانفجار الذي تسبب فى القذف بجسده من صندوق السيارة إلى الأرض، وأثناء ذلك شاهد شخص يرتدي بنطلون جينز أسود وقميص «مقلم» عريض المنكبين والبدن، وذو لحية كثيفة، يهرول ناحية شخص آخر كان في انتظاره، وتبين أن مواصفاته رفيع البدن وذو لحية خفيفة وكان يحمل شنطة وراء ظهره. وأوضح المجند في أقواله أمام النيابة أنه اشتبه في الشخص الأول الملتحي ويرتدي قميص مقلم، حيث رأه وهو يتناول وزميلة المجند الآخر وجبة الإفطار يقوم بالنزول أسفل السيارة، بشكل مريب، لكنه لم يكن يخطر على باله، قيام بزراعة القنبلة. وتبين من خلال شهود عيان أن رأوا الجناة على مسرح الجريمة قبل ارتكابها بقرابة الساعة قبل حضور السيارة التي تحمل أرقام (ط.ه 2563) ماركة نيسان، خضراء اللون، النقل التابعة لقطاع الأمن المركزي، وعقب الانفجار كانا متواجدين ولاذوا بالفرار، إلا أنهم من هول الموقف وشده الفزع ارتبكوا ولم يتمكنوا من القبض عليهم. وأمرت النيابة بانتداب رسامين جنائيين لرسم ملامح الجناة، وطلبت تحريات إدارة البحث الجنائي حولهما والكشف عن محرضيهم لارتكاب الحادث. وفي ذات السياق، علمت «المصري اليوم»، أن جهاز الأمن الوطني يجري تحقيقات موسعة، مع 11 شخصًا يشتبه في تورطهم بجريمة اغتيال الشهيد أحمد زكي، وتبين أن الأوصاف التي أدلى بها شهود الحادث والمجند، الذي نجا من الحادث تنطبق على الأشخاص، ويخضعون لتحقيقات مكثفة من قبل رجال الأمن بالجيزة للتوصل إلى مدى اشتراكهم في الحادث من عدمه. كما أكدت مصادر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، استمعت لأقوال ابنة الشهيد أحمد زكى، التي أكدت على والدها جلس معها الأربعاء الماضي، الذي شهد اغتياله، بعد صلاة الفجر وتحدث معها في أمور عائلية وكان يحرص على تلاوة القرآن الكريم، بشكل دائم، ولم تعرف بشئ عن عمله.